الثلاثاء 21 مايو 2024

بالصور.. نجف «درب البرابرة» يقهر نظيره الصيني

8-8-2017 | 22:52

كتبت- أميرة سعيد وأمل البرغوتي

 

قبل أن تخطوا بقدميك في شارع درب البرابرة، أحد الشوارع المتفرعة من منطقة الموسكي، تلمح أنوارا مبهجة وسحرية لتحف ونجف وأنتيكات متعددة الأشكال وبمختلف التصميمات، ويعد الدرب من أشهر أسواق بيع النجف المصري والعربي، والمتعارف عليه إقليميًا أن صناعة النجف المصري تفوق صناعة البلدان الأخرى.

 

وخلال ترجلك ستجد أن  "درب البرابرة"  مكان تاريخي عريق، تشعر فيه بالراحة ويحيط بك عبق الماضي وسط زحام الحاضر، يمتزج ملامحه ما بين القديم والحديث نتيجة ما تلاحظه من مبانٍ أثرية أسفلها محلات لبيع وصناعة النجف المصري التي تعود تاريخها في مصر إلى دخول الحضارة الإسلامية إلى القاهرة.

 

جعل الفنان المصري من النقوش والزخارف الإسلامية جزءاً من هذا الفن من الخارج وزينها من الداخل بالمصابيح والأباليك.

وإذ استرجعنا المشاهد التاريخية سنجد أنه أثناء فترة الاحتلال البريطاني لمصر خلال حكم أبناء محمد علي، كانت تتمركز به فرق «الهجانة» وهم مجموعة من  الحراس الأقوياء يركبون الجمال، ودورهم هو تفريق المظاهرات ومعظمهم كان من أبناء الصعيد.

 

"الهلال اليوم" خاض جولة داخل "درب البرابرة"  لإلقاء الضوء على واحدة من الصناعات التي يبرع فيها أبناء الحرف صاحبت التاريخ الإسلامي ألا وهي صناعة النجف المصري والعربي ومعرفة ما يميزه عن النجف الصيني.

 

إبداعات فنية

محمد إبراهيم، أحد الحرفيين في صناعة النجف قال:" هنا بدرب البرابرة نبيع ونقفل النجف لكن في البداية قبل التقفيل، يأتي التصميم ونرسمه على الورق بدون تقليد أو تكرار، حيث نأتي بقطعة الماسورة الخام والنحاس الصب والسبائك".

 

أما عن الأسعار، فأكد أن سعر النجف متفاوت فبالنسبة للنجف الكلاسيكي يتراوح ما بين 500 جنيه حتى 2000جنيه طبقا لعدد الكريستال وحجم الشاسيه للنجفة.

أما عن نوع النجف، فأكد أن أشكال تتعدد وتتنوع فمنه ما يطلق عليه " موج البحر – الغويشة – والسفينة والوزة – والخرز – والودعة والقوقعة " فكلها أشكال من الطبيعة.

 

وهم الصناعة الصينية

محمد إبراهيم  يتابع:" نصيحتي لكل من يرغب في شراء النجف المصري، الابتعاد عن النوع الصيني، فبالرغم من ارتفاع الصناعة المصرية إلا أنه أكثر جودة وقيمة".

 

وتابع:" الراغب في شراء النجف يجب أن يكون على علم بمساحة منزله، فعليه أن يختار النجفة طبقا للمساحة التي ستعلق فيها فمثلا  لو مساحة الحجرة كبيرة فمن الأفضل أن تكون النجفة كبيرة حتى تظهر في الحجرة والعكس إذا كانت صغيره فهي نسبة وتناسب".

 

أهمية الخردة في صناعة النجف

يوسف محمد، تاجر النجف بحي لموسكي، قال:"  إن مصر تخسر كثيراً لأنها لا تستفيد من خردة والمخلفات الصلبة في البلاد، على عكس ما يفعل الصينيون الذين يقومون بشراء الخردة المصرية سنويًا بمليون جنيه، ويعيدوا تصديرها لنا بـ10ملايين جنيه مثل الأكريليك والخشب ويبدأ سعره من 150 حتى 800 جنيه".

 

وتابع:" أن أسعار الصيني حسب النوع والمستورد هناك مستوردين جشعين فمثلا  النجفة الدلالة أو المعلقة بـ 100جنيه نستلمها من المستورد الجشع بـ 150 و200 جنيه، وهناك مستورد محترم يراعي ظروف الغلاء وزيادة الأسعار ويبيع القطعة بـ110و 120 جنيها، ولكن الأسعار ارتفعت في الحقيقة نتيجة زيادة أسعار الوقود التي دفعت معظم المنتجات للضعف".

 

 

تأثر الصناعة المحلية

المهندس نادر عبد الهادي، رئيس شعبة البلاستيك بغرفة تجارة الإسكندرية، قال إن صناعة النجف الصيني أثرت على الناتج المحلي، وعادةً يتم تصنيع النجف من الكريستال ويكون الجسم من المعدن، ويستبدل الكريستال بأنواع معينه من البلاستيك، وتكون نفس الخامة المستخدمة في الإكسسوارات الحريمى مثل الخرز بديلًا للكريستال.

 

وأكد لـ«الهلال اليوم» أن النجف الصيني مصنوع من نوع من الأكريليك ولكن لم أشاهده في أسواق النجف حتى الآن، مشيرًا إلى أن النجف المستورد دائما يلعب على السعر باعتباره المنتج الأرخص مستغلًا الحالة الحالة الاقتصادية للبلاد،متابعًا:" نحن كمستهلكين لا يصح أن نقارن بين النجف الأكريليك أو المعدن التي يتم تصنيعها من الكريستال أو الداخل في تكوينه نحاس أو حديد.

 

تعويم الجنيه ينعش صناعة النجف

واستطرد: "بعد تعويم الجنية باتت تكلفة الشراء والاستيراد عالية جدا، فبعض المستوردين الذين كانوا يستوردون سلع معينه حاليًا يقوموا بتصنيعها، لأن بعد التعويم أصبح الدعم للمنتجين المصريين، أما قبله كان الدعم للمنتج الأجنبي.

 

وأوضح  أن المستورد بطبيعة الحال يخترع شيئاً جديداً يعمل على تروجيه، ضارباً المثل بلعب الأطفال التي تحولت لفانوس رمضان، وحينما تم صدور قرار من وزير الصناعة بوقف استيراد فوانيس رمضان، وجاء المنتج المصري من الفانوس بأشكاله القديمة من الخشب والصاج ولاقت روجاً لا بأس به.

 وأضاف رئيس الشعبة:" نحن نحاول إنعاش صناعة الصاج المصري القديم التراثي مرة أخرى خلال هذه الفترة، بإضافة تصميمات جميلة لعودة الحرف اليدوية مرة أخرى".

 

وطالب "عبد الهادي" بالتواصل مع حرفيي النجف لدراسة سبل التعاون مع شعبة البلاستيك وكيفية تطوير هذه الصناعة داخل مصر، مشيرًا إلى وجود مصر العديد من مصانع النجف المتخصص في الكريستال الحديث، مثل مصنع المتحدة للنجف، ومصنع الرخاء للنجف، ومصنع الرضا للنجف، ومصنع الياسمين للنجف".