السبت 8 يونيو 2024

الرئيس التونسي: العالم العربي يعيش أوضاعا صعبة تفاقمت في السنوات الأخيرة

الرئيس التونسي

عرب وعالم1-11-2022 | 19:44

دار الهلال

 أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن العالم العربي يعيش أوضاعا صعبة تفاقمت في السنوات الأخيرة.

وقال الرئيس التونسي - خلال القمة العربية الحادية والثلاثين - إننا نؤسس لمستقبل افضل لمنطقتنا والأمة كلها والإنسانية جمعاء .

وأوضح سعيد أن قمة الجزائر تساهم في حل الخلافات بين دولنا العربية.

وأكد الرئيس التونسي قيس سعيد ، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بالجزائر ،إصرار القادة العرب خلال القمة على مواجهة كافة التحديات والعقبات واستشراف المستقبل لنتجاوز معا بعزيمة واحدة كل الحواجز وأسباب الخلاف، مشيرا إلى أن وضع هذه القمة تحت شعار "لم الشمل" يختزل ما نعيشه معا من شعور بالواجب للجامعة العربية وضرورة تجاوز الأسباب التي أدت إلى الأوضاع الراهنة.

وقال الرئيس قيس سعيد "إننا نلتقي في الجزائر كأخوة وأشقاء حول جملة من الحلول للاتفاق على الحد الأدنى من المقاربات والوسائل التي تتيح لنا تجاوز ما تراكم في السابق من خلافات وما استجد خلال السنوات الاخيرة من تطورات ،ونستحضر بهذه المناسبة تاريخ الأمة العربية وجامعة الدولة العربية بآلامه وأمجاده".

وشدد على أنه يمكننا معالجة أسباب الفرقة معا.. تلك الفرقة التي لم تزيدنا سوى ضعفًا ووهنًا ويمكن معا أيضا أن نؤسس في إطار جامعة الدول العربية لمستقبل أفضل لمنطقتنا وللأمم كلها وللإنسانية جمعاء.

وأضاف الرئيس التونسي أن الوطن العربي يعيش منذ سنوات طويلة أوضاعا صعبة وشديدة التعقيد وازدادت تفاقمًا في الأعوام الماضية.

وقال "إن الشعب الجزائري صمم على التحرر فحقق التحرر الذي أراده بدماء الشهداء الزكية الطاهرة في كل مكان .. وأننا لن ننسى أبدا امتزاج دماء الشهداء الأبرار في تونس مع شهداء اشقائنا في الجزائر ومع عدد من الاشقاء العرب في الدول العربية ومن بينها فلسطين لأننا نتقاسم الروح من أجل الحرية والعزة والكرامة كما نتقاسم مع كل أبناء الأمة العربية نفس هذه القيم التي نتطلع إلى تحقيقها" . 

ووجه الرئيس التونسي قيس سعيد ، التحية لنظيره الجزائري عبد المجيد تبون على مساعيه الحميدة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ولم الشمل والمساعدة على ترتيب البيت الفلسطيني.

وأضاف الرئيس التونسي "سنمضي قدما نحو الترسيخ الحقيقي للمصالحة باعتبارها شرطا أساسيا لمواجهة السياسات القمعية لقوات الإحتلال وإبلاغ الصوت الفلسطيني الواحد والموحد للمجموعة الدولية والانسانية كلها ، مشيرا إلى أنه آن الأوان للانسانية ولكل إنسان حر في العالم أن يعمل على وضع حد لهذه المظلمة التي تستمر لأكثر من قرن من الزمان" .

ودعا الرئيس التونسي الأشقاء في ليبيا للم الشمل وتحقيق المصالحة الشاملة لأن الحل لا يمكن أن يكون ليبيا وهو ما تم التأكيد عليه في الجزائر خلال اجتماع آليات دول الجوار الليبي في شهر أغسطس 2021 وما تبعها من مشاورات دورية في تونس بداية العام الجاري .

وأكد الرئيس التونسي اننا اليوم أمام لحظة فارقة من تاريخ أمتنا فرضته خطورة المستجدات والتحولات الدولية العميقة والمتسارعة التي تنبئ بتشيكل مشهد دولي جديد، لافتا إلى ضرورة تجاوز ذلك المخاض والألم لنساهم في ولادة عالم جديد يعمه الأمن وتسوده العدالة في كل مكان .

وقال "إنه لابد أن نستشرف المستقبل معا لحفظ أمننا القومي وسيادتنا واستقلالنا وتجاوز كل التحديات والاستجابة لمطالب شعوبنا "، لافتا إلى" إننا مدعوون إلى وضع رؤية جديدة تعكس الوعي بضرورة توحيد الصفوف ونبذ الانقسامات وإيجاد الحلول لأي خلاف بروح من المسؤولية العميقة .

وأوضح الرئيس التونسي أن جميع قضايانا الجوهرية ما تزال للأسف معلقة وزادت التحولات الإقليمية والدولية تعقيدا وهو الأمر الذي يجعل عملنا العربي المشترك غير قادر على التأقلم السريع والفعال مع جميع التحولات العالمية الراهنة في الوقت الذي يفترض منا المزيد من التضامن والتآزر والتكامل بناء على المبادئ والقواسم التي تجمعنا ولن تفرقنا .

وتسال الرئيس التونسي ، كيف لنا أن نطلب من الآخرين الدعم والمساندة حول قضايا نختلف نحن فيها ونفتقد فيها للرؤية الواضحة؟ .

وأكد أن الوقت قد حان لتوحيد المواقف حتى تستعيد سوريا عافيتها ويستعيد اليمن سعادته وليبيا مكانتها ونستعيد نحن كأمة عربية زمام المبادرة وقيادة قضايانا، مشددا على الحاجة إلى إرادة مشتركة حقيقية لإيجاد حلول مشتركة لتجاوز كل المشكلات التي تواجهنا.

وأضاف أن الأمة العربية تنتظر نظاما اقتصاديا عربيا مشتركًا قادرًا على الصمود إزاء التقلبات العالمية وأيضًا لاحتواء الضغط الدولي والتفاعل مع مختلفات الشركات والشركاء، مشيرًا إلى أن العرب مطالبون بالخروج بقرارات عملية وتحديد المشاريع والبرامج الكفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي وبلوغ الأمن الغذائي والدفاع عن أمن دولنا المائي باعتباره أحد دعائم الأمن القومي العربي الشامل.

وأشار إلى أن بلاده تتطلع في هذا السياق إلى أن يكون اعتماد آلية الانعقاد الدوري للقمة التنموية سبيلا لإدراك هذه الغايات والأهداف على المدى القريب والمتوسط ، داعيا إلى تعزيز المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي وجعله قادرا على تقديم الإضافة المرجوة والمقترحات الكفيلة للاستجابة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الشعوب العربية، وتحقيق التأثير الإيجابي الملموس لاستعادة ثقة الشباب وتوفير الحياة الكريمة والعمل اللائق له ليكون مصدرا لخلق الثروة بدلا من وقوعه ضحية للإرهاب وشبكات الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية على قوارب الموت.

وقال الرئيس التونسي "إن الكثيرين ماتوا وهم في قوارب الموت ، وفي تونس تتكرر الفواجع ، ولكن لا يمكن أن نضع حدا لهذه الظاهرة من جانب واحد ولكن يجب أن تكون المقاربة دولية للقضاء على الأسباب التي تجعل الأطفال يرمون بأنفسهم في البحار" .

وأكد أننا اليوم في حاجة أكيدة لتعزيز تعاوننا العربي المشترك وإصلاح عميق لمنظومة عملنا وفق آليات جديدة ومقاربات مبتكرة تقوم على حوار شفاف وصريح وبناء وتأخذ في الاعتبار أولويات المنطقة وتحدياتها ضمن مقاربة شاملة قائمة على التضامن ولم الشمل تحت مظلة عربية واحدة .

وأشار الى أنه في قمة تونس كان شعارها "العزم والتضامن" وقد تم السعي الى أن نترجم هذا الشعار على أرض الواقع ، وسنواصل السعي من أجل تحقيق هذا التضامن والتكافل والتعاضد .

وأعرب الرئيس التونسي عن شكره لكافة الدول العربية على المساندة، وتقديره للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ،على جهوده ومبادراته والعزم على لم الشمل على كلمة واحدة في الجزائر التي احتضنت سابقا العديد من المؤتمرات التاريخية على مستوى القمة.

ودعا الرئيس التونسي ،في ختام كلمته، نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون لتسلم رئاسة القمة العربية الحادية والثلاثين، مؤكدا يقينه بأن الجزائر الشقيقة - التي قدمت أكثر من مليون ونصف المليون شهيد في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بذكرى اندلاع الثورة الجزائرية - لن تدخر أي جهد للمضي قدما نحو تحقيق هذا الهدف وأنها ستجد من شقيقتها تونس وكل أشقائها العرب كل الدعم والمساندة لتوحيد الكلمة والصفوف ولم الشمل.