الجمعة 19 ابريل 2024

أوبرا القاهرة ترقص على صوت الحلاني

مقالات2-11-2022 | 20:57

الحلاني يشعل أضواء الأوبرا مبدعا ومطربا وفنانا أصيلا حيث وصل إلى القاهرة قبل حفله بأسبوع واحد بصحبة ابنه الوليد ليقضي أيامه في بروفات واستعدادات للحفل ليملأ سماء القاهرة طربا وحيوية وعشقا لمصر.
يصحو عاصي من نومه في الساعة الرابعة عصرا حيث يبدأ يومه بفنجان قهوة سادة ثم يذهب إلى الجيم بالفندق المقيم فيه ليقضي ساعتين ونصفاً  يمارس خلالها الرياضة.
ويمزج عاصي أحيانا الرياضة مع الغناء داخل الجيم مما يسعد الناس من حوله وبعد الانتهاء من الجيم في الساعة السابعة مساء يقضي وقته في البروفات في الفندق أو يلتقي بمدير أعماله أو يقابل عددا من الملحنين والشعراء حتى الساعة التاسعة.
وفي التاسعة والنصف يتناول عاصي وجبتي الغداء والعشاء في وجبة واحدة ثم يتفرغ لمقابلات الأصدقاء والقيام بأي شيء يريده.
يحسب عاصي لحفله في مهرجان الموسيقى العربية ألف حساب بمصاحبة مدير أعماله شريف ضياء والذي يتميز بأخلاقه المهذبة وقدرته على حل كل المشاكل كما أنه يهتم بكل شيء ويرتب كل شيء ويمتلك خبرة كبيرة وذكاء نادر في الإشراف على متطلبات وخصوصيات الحفل.
استقبل الجمهور عاصي بترحاب شديد حيث يلتقي دائما معهم على أرض مشتركة من أغانيه التي تحتل الذاكرة وتستقر في الوجدان وترتبط دائما بالكثير من الذكريات.
بدأ عاصي الحلاني حفله بأغنية "بحبك وبغار" تلك الأغنية التي تتميز باللحن السلس والكلمة الحلوة والإحساس الطبيعي وكلها سمات تميز أغانيه العاطفية.
وجمع عاصي في حفله بالأوبرا بين أغانيه القديمة والجديدة بدءا من "جن جنوني " وأنا مارق مريت" ويا طير" حيث أسعد الجميع بغنائه للموال الجبلي الأصيل فالفنان عندما يبدع يكون عاصي الحلاني . 
وأعتقد أن سر تألق عاصي في حيويته فهو يعتبر  أن كل أغنية جديدة هي نقلة جديدة في مشواره الفني فلا يكرر نفسه ويسعى دائما للجديد ويعطي الفرصة للشعراء الشباب ويغني كلماتهم ما دامت جيدة وجديدة وهو في الحقيقة يحسن الاختيار. 

 

حيث كانت مفاجأة الحفل أن يغني عاصي أغنية للشاعر المصري غانم شعلان برع فيها عاصي بالصوت والأداء كما برع الشاعر في التقاط الخيوط الدرامية الحزينة فالأغنية فيها إحساس عال وكلماتها تأخذك إلى عالم آخر من فهي تقول:
ما العمر عدى وراح .. وأنا قلبي كله جراح
لا طبيب ولا جراح .. عملولي في قلبي حاجة
ويزيدنا عاصي من الشعر بيتا حين يختتم الحفل بأغنيته الجديدة من تأليف عبير أبو إسماعيل وألحان سليم سلامة والأغنية تجمع بين الرومانسية والإحساس المرهف ورقي الكلمات واللحن العذب حيث تهز المشاعر بقوة.
لو مرة قلبي زعلك
ضل ابتسم
ما أبخلك
خلي الزعل فيي أنا
والضحكة يا عمري الك 
وكان أهم ما في الحفل من وجهة نظري هو تفاعل عاصي الكبير مع الجمهور حيث غنى "سواح" و"أحلف بسماها وبترابها" ورقص على الدبكة اللبنانية في أغنية "يا طير" وغنى "الهوارة" مما أشعل أجواء الحفل.
لم يكن عاصي في تلك الليلة الساهرة مطربا فقط بل كان يمثل الصوت والشخصية والحضور واللون الغنائي المميز .
لذا سيبقى عاصي الحلاني فارس الغناء العربي كما سيبقى من القامات النادرة على الساحة الغنائية بصوته  النقي الراقي وغنائه للحب والرومانسية والفقد فكل أغنية تلمس المشاعر بدرجة ما وتطرب النفس بقصة ما وتجعله ملك الأغنية الجبلية.