الأربعاء 15 مايو 2024

الموتى يهددون البيئة .. دراسة أجنبية تكشف مفاجآت وطُرقًا لدفن آمن

المقبرة المهواة

تحقيقات5-11-2022 | 11:51

إسراء خالد

تتعرض البيئة للعديد من السلوكيات الخاطئة التي تتسبب في إلحاق ضرر كبير بها، ولا تسلم أيضًا من الموتى، إذ تلحق جثث الموتى ضررًا كبيرًا بالبيئة نتيجة الطرق التقليدية في الدفن واستغراق جسد المتوفي عدة عقود ليتحلل في التربة؛ ما يضر بالبيئة بالإضافة إلى التحذيرات من أن مساحة الأراضي المتاحة لدفن الموتى على وشك النفاد، وضرورة إيجاد وسائل بديلة للدفن.

وطالبت دراسة صادرة عن وحدة The Conversation AFRICA، وهو مشروع بحثي ممول من جامعات كيب تاون وجوهانسبرج وبريتوريا، بضرورة العمل على إعادة الأجسام البشرية إلى الطبيعة بأسرع وقت.

وتوصلت الدراسة إلى أن جثث الموتى تتسبب في تُلوث التربة والمجاري المائية أثناء عملية التحلل والتي تستغرض فترة طويلة قد تصل إلى 40 عامًا، وفي حالة حرق الجثث كما يفعل الهندوس فإن ذلك يتسبب أيضًا في إنتاج بصمة كربونية كبيرة ، والتأثير سلبًا على البيئة.

كيف يهدد الموتى البيئة بعد وفاتهم؟

ومع اقتراب موعد مؤتمر المناخ COP -27، تعرض بوابة «دار الهلال»، تفاصيل الدراسة وما خلصت إليه من توصيات للمحافظة على البيئة:

حلّل فريق البحث 408 جثة بشرية، تم استخراجها من القبور والمقابر الحجرية في شمال إيطاليا، لدراستها ومعرفة الظروف التي تساعد في تسريع التحلل.

وخلص الفريق إلى أن عملية التحلل تُلوث التربة والمجاري المائية، وأن حرق الجثث ينتج بصمة كربونية كبيرة، كما أن التحلل البطئ للجثث يساعد في تكوين مادة شمعية نتيجة تفاعلات كيميائية تحول الأنسجة الدهنية بالجسم لمادة صابونية مقاومة للتحلل.

وأوضحت الدراسة أن معظم طقوس دفن الموتى التقليدية لها العديد من الآثار الضارة طويلة الأمد على البيئة، وأن بقاء شظايا الخشب والمعدن في التوابيت والصناديق في الأرض يؤدي إلى تسرب المواد الكيميائية الضارة من خلال الطلاء والمواد الحافظة والسبائك، بالإضافة إلى أن المواد الكيميائية المستخدمة في التحنيط تبقى أيضًا في الأرض ويمكن أن تلوث التربة والمجاري المائية.

وتقترح الدراسة عدة بدائل للمقابر التقليدية، منها (تحليل الجثث بالماء)، حيث يذوب الجسد بسرعة، ويتحول إلى مواد عضوية أو رماد، إلا أن البعض يرى أن العديد من هذه البدائل إما غير قانونية أو غير متوفرة أو مكلفة أو لا تتماشى مع المعتقدات الدينية والشعبية، والغالبية العظمى تختار دفن التوابيت أو دفن الجثث في باطن الأرض.

وحذر فريق البحث من أن الجثث التي يتم التخلص منها في مقابر مصممة تقليديًا من تابوت داخل مساحة حجرية يمكن أن يستغرق أكثر من 40 عامًا حتى يتم هيكلتها، منوهًا إلى أن هذه المقابر تستهلك البكتيريا الأكسجين بسرعة في المساحة الحجرية حيث يُوضع التابوت؛ ما يخلق بيئة دقيقة تعزز الحفاظ على الجسم لأجل غير مسمى تقريبًا.

وقدم البحث عدة نتائج تهدف لتحويل الموتى لهياكل عظمية بشكل أسرع، أبرزها:

  • وجود نسبة عالية من الرمل والحصى في التربة داخل المقابر بما يعزز تحلل الجثث وهيكلها العظمي في أقل من 10 سنوات، حتى لو كانت داخل تابوت.
  • الاستفادة مما يعرف بـ «المقبرة المهواة»، إذ تم تطوير مقابر ببعض الدول الأوروبية منها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا لإتاحة مزيد من التهوية والتحلل الصحي بشكل أسرع من المقابر التقليدية، وتتيح تلك المقابر، تنقية فلتر الكربون المنشط، الغازات، ويتم امتصاص السوائل من خلال مساحيق بيولوجية متحللة، أحدها يوضع في قاع التابوت والآخر تحته، وبمجرد التحلل، يمكن نقل بقايا الهيكل العظمي لصندوق عظام وإعادة تهيئة المقبرة لدفن جثث أخرى، ونوهت الدراسة إلى أن المقابر الهوائية أرخص أيضًا من المقابر التقليدية بما يتوافق مع معايير الصحة العامة وحماية البيئة.