تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة أحداث وفعاليات قمة المناخ cop27 غدا الأحد الموافق السادس من نوفمبر والتي من المقرر أن تستمر حتى الثامن عشر من نفس الشهر.
هذه القمة سوف تختلف اختلافات كبيرة عن ما سبقها من القمم، وهذا يفسر الزخم العالمي الذي تحظى به هذه القمة حتى الآن، وقد تحدثت الأمم المتحدة في تقارير لها عن ما يميز قمة شرم الشيخ عن باقي القمم، كما قمنا بالتواصل أيضا مع عدد من خبراء المناخ عن هذه الاختلافات التي سوف ندرجها خلال سطور هذا التقرير:
شهدت القمم السابقة تقديم الدول الأعضاء للعديد من التعهدات فيما يتعلق بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة والعمل على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق درجات حرارة ما قبل الصناعة، ولكن للأسف لم تلتزم غالبية الدول الأعضاء بهذه التعهدات.
فبعد قمة cop 26 التي شهدتها مدينة جلاسيكو الاسكتلندية العام الماضي، والتي اتفقت فيها الدول على تقديم التزامات أقوى في تنفيذ ما تم التوصل إليه خلال اتفاق باريس التاريخي والذي تم خلاله الانتهاء من التفاصيل الخاصة بتنفيذه العملي، والمعروفة أيضاً باسم «كتاب قواعد باريس»، لم تقدم سوى 23 من بين 193 دولة خططها إلى الأمم المتحدة حتى الآن.
و بحسب التقرير الصادر عن الأمم المتحدة حول فعاليات قمة المناخ بشرم الشيخ، فان هذه القمة تأتي للتأكيد على ما تم التوصل إليه في القمم السابقة، حيث ستكون قمة COP27 حول الانتقال «من المفاوضات والتخطيط إلى التنفيذ» لكل هذه الوعود والتعهدات التي تم تقديمها، كما دعت مصر إلى اتخاذ إجراءات كاملة وشاملة وواسعة النطاق وفي الوقت المناسب على أرض الواقع.
إضافة إلى ذلك ستتناول قمة شرم الشيخ أيضا مفاوضات بشأن بعض النقاط العالقة فيما بعد مؤتمر جلاسكو، وستشمل هذه النقاط قضايا «الخسائر والأضرار» التي ستحل بالدول الواقعة في الخطوط الأمامية، حيث سيتم تقديم 100 مليار دولار كل عام لتمويل هذه الدول حتى تكون قادرة على التكيف مع عواقب تغيير المناخ والتي تتجاوز قدرتها.
وستشمل المفاوضات أيضاً عدد من المناقشات الفنية والتي سيكون على رأسها تحديد الطريقة التي يجب أن تقيس بها الدول عمليا انبعاثاتها بحيث يكون هناك مجال متكافئ للجميع.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور شاكر أبو المعاطي، رئيس قسم الأرصاد بالمعمل المركزي للمناخ، أن ما يميز هذه القمة هو أنه لم يتم تنفيذ ما تم التوصل إليه في القمم التي سبقتها، لذلك فان كل آمال العالم منعقدة على هذه القمة.
وأوضح أبو المعاطي، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن يتم النظر إلى قمة المناخ COP27 على أنها ستكون قمة التنفيذ والوفاء بالعهود التي قطعتها الدول العظمى على نفسها.
وأضاف أن السبب الحقيقي في عدم تنفيذ ما تم التوصل إليه في القمم السابقة هو تملص الدول العظمى من دفع الأموال للدول النامية حتى تكون قادرة على التكيف مع آثار التغيرات المناخية، حيث كان من المقرر أن تدفع الدول العظمى هذه الأموال، والتي قدرت بـ100 مليار دولار سنويا الدول النامية على هيئة أموال سائلة، ولكن ما حدث أنهم قرروا دفعها كقروض بدلا من ذلك وهو ما رفضته الدول المتضررة.
و أكد أبو المعاطي أن ما يدفع الدول العظمى الآن للاهتمام بقمة شرم الشيخ هو معاناتها من أزمات كبيرة في عدد من المجالات الحساسة كالطاقة و الغذاء، وأيضا ظهور عدد من الكوارث الطبيعية لديهم كالفيضانات والجفاف والسيول وحرائق الغابات، و أن هذه المشكلات تأتي الآن في صالح القمة المصرية التي يعول عليها إنجاح ما تم الفشل به في القمم السابقة.
ومن جانبه، أكد الدكتور عباس الشراكي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن أهمية هذه القمة تكمن في الارتفاع المتواصل في منسوب التلوث العالمي، حيث أنه قد وصل إلى درجة أشد من السنوات السابقة.
و أضاف الشراكي، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن الأوضاع الاقتصادية الحالية التي يمر بها العالم كان لها بالغ التأثير على عقد هذه القمة، حيث أن النمو المتمثل في إنشاء المصانع و الطرق وغيرها يزيد من المشاكل البيئية بسبب تسببه في زيادة غازات الاحتباس الحراري مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، لذلك فان التعاون ضروري في الوقت الحالي خاصة بين الدول الصناعية الكبرى والدول النامية من أجل إقامة المشروعات الصديقة بالبيئة.