التعامل مع الابن المراهق من الأمور الصعبة علي الوالدين، ففترة المراهقة من أصعب الفترات التي تمر على الأبناء والآباء معا، لذلك تحتاج إلى فهم خاص بطبيعة هذه المرحلة والوعي الكافي بطريقة التعامل الصحيح حتى لا تزيد الأمور سوءا، وهو ما نتعرف عليه في السطور التالية:

قال الدكتور علي القط استشاري الطب النفسي وطب نفس الأطفال والمراهقين، أن مرحلة المراهقة من المراحل المهمة في حياة الأبناء، ويجب الحذر في التعامل معهم، ليس فقط لأنها المرحلة الفاصلة بين الطفولة والشباب وبها تحدث مجموعة من التغيرات الجسدية والهرمونية، ولكن الأكبر والأهم هي التغيرات النفسية التي تحدث للمراهق والتي تزعج الأهل والمحيطين.

أزمة الهوية

وأوضح أن هذا التغير النفسي مقبول في هذه المرحلة لأنه يجيب عن الكثير من التساؤلات؛ فالمراهق يكون في صراع داخلي لا يعرف أن يعيش الطفل الذي كان من فترة، ولا أن يصبح الرجل أو الشاب المنتظر، لذلك تظهر أزمة الهوية، وتزيد التساؤلات "من أنا.. وماذا أريد؟".

 التمرد والانسحاب

وأضاف الدكتورعلي، أنه بسبب هذه الأزمة يتحول حب المراهق للوالدين إلى حالة من التمرد والعناد، وبدلا من الارتباط بهم يتحول الأمر إلى انسحاب اجتماعي في هذه الفترة، أو انفتاح على العالم الخارجي مع أصدقائه حتى يشعر بذاته، لذلك يجب الحذر من هذه التغيرات لأنها الفترة التي يمكن أن يبدأ فيها المراهق تجربة التدخين مع أصدقائه وربما يجر إلى عالم الإدمان.

وبعد فهم نفسية المراهق يأتي دور الأهل في كيفية التعامل الصحيح، لذلك ينصح الاستشاري النفسي بضرورة  معرفة التغير النفسي للمراهق وأنه لن يتلقى أوامرك  كأب أو كأم كما كان يتلقاها وهو طفل، لذلك يجب أن تتغير لغة الحوار إلى صيغة ما رأيك ؟ ماذا لو؟ وكأنك تخيره بين أكثر من أمر وتترك له القرار، كما يجب تجنب اللوم الدائم وخاصة لذاته، وركز على وصف السلوك مع التأكيد على حبك له، يجب ألا ننسى أن نحضنهم ونربت عليهم، ويجب على الأبوين القراءة باستمرار واستشارة مختصين إذا تطلب الأمر ذلك.