الأحد 19 مايو 2024

اعتبروا بمصائر العالقين بالأوهام!

مقالات6-11-2022 | 14:29

أشياء كثيرة حلوة تمضي في حياتنا ولا نعرف قيمتها إلا بعد ضياعها، وقتها فقط، ندرك أنها راحت ولن تعود، أقول هذا الكلام بمناسبة عدد ليس بقليل من النساء والرجال يتوهمون أن سعادتهم ملقاة وراء كل باب مغلق أمامهم، وبمحض وكامل إرادتهم يتجبرون على كل من منحهم حرفي الحاء والباء، وكأنهم يمتلكون حب عليه ختم شهادة ضمان لمدى الحياة، ناسين أو متناسين أن الحياة نفسها قابلة للزوال على أهون الأحزان!

وحدهم اللذين مروا بخسائر فادحة جراء تغافلهم عن كل إيجابي في حياتهم بإمكانهم أن يقصوا علينا مقدار الفاتورة الباهظة التي دفعوها نتيجة تجاهلهم لكل نعمة كانت يوماً لديهم.

فهذا عاش سنوات طوال مع زوجة رهنت عمرها على نيل رضاه، وبدلاً من مكافئتها بكلمة حانية، ولمسة كلها لهفة، عاملها بقسوة ولا مبالاة، وكلما سألته ماذا بك؟! خذلها بقائمة طويلة عريضة تتضمن كافة النواقص التي تجعلها في عينيه أقل من غيرها، وخذلة وراء أخرى ماتت بقلب مكسور من شدة ما تعرضت له من قهر.. ربما ندم، وجائز كره نفسه فيما بعد.. لكن فات الأوان.

وتلك عقدت قرانها على انتظار حب تعرف جيداً أنه لن ولم يكن أبداً لها، وأهدرت أعوامها وهي عالقة بتلابيب أوهام الغرام.. وها هي تستيقظ من غفوتها العاطفية بعد أن تسلل البياض إلى خصلات شعرها وزحفت الخطوط الطولية والعرضية على ملامح وجهها دون زواج ولا أسرة من أجلها تستكمل الطريق. 

وهؤلاء ربطوا أهدافهم الدراسية أو العملية بأحلام شاهقة عن إمكانياتهم وقدراتهم الفعلية، فظلوا يتنقلون بين هدف وآخر، ويفقدون شغف السعي أمام أول حلم يفوق واقعهم، فلا هم وصلوا لما أرادوا ولا احتفظوا بتميزهم الذي كان دائماً وأبداً يؤهلهم للتفوق لو ركزوا في هدف واحد يتلاءم مع أوضاعهم الحياتية.

إخفاقات التشبث  بالمحال يا سادة لا تعد ولا تحصى، وللأسف لا أحد يتعلم من أخطاء غيره، ولا امرأة ولا رجل يعتبر بمصائر من سبقوه، وأضاعوا حياتهم في تجارب بائسة محكوم عليها بالفشل المسبق في فتح باب مغلق.. هكذا، نحن في كثير من المجالات الحياتية، نعلق فرحتنا على ما ليس لنا حتى نضيع ما نملك، بعدها نبكي بحرقة على أملاكنا التي لم نعرف قيمتها إلا بعد أن تسربت من بين يدينا.

وليشهد هذا المقال أنني حذرت..