أكد سامح شكري، وزير الخارجية، الرئيس المعين للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27)، أن قضية المناخ تمس مصالح كل مواطن على مستوى العالم.
وأضاف شكري - في مقابلة خاصة للقناة الأولى بالتلفزيون المصري اليوم الأحد- أن التحضير للمؤتمر تم منذ نهاية مؤتمر المناخ الدورة 26 في جلاسكو باسكتلندا عندما أعلن عن استضافة مصر وهذا شرف تحظى به مصر، لما أبدته عبر السنين من اهتمام ومسئولية تجاه قضايا تغير المناخ.
وأشار شكري إلى أن قضية المناخ تمس مصالح كل مواطن على مستوى العالم، وبالتأكيد أنها تمس الدول النامية بشكل رئيسي وجوهري، لافتًا إلى أن هذه القمة هي قمة التنفيذ وتجاوز التعهدات إلى تنفيذ التعهدات بشكل عملي وواقعي وله تأثير فيما يتعلق بالتخفيف والتكيف والتعامل مع القضايا الجوهرية، وقضية التمويل التي تتيح القدرة على تناول قضايا التكيف والتخفيف.
وقال شكري إن نجاح مصر والدول المشاركة في إدراج قضية "الخسائر والأضرار" للنقاش يمثل خطوة مهمة يجب دعمها بل يعكس إيمان الدول بمخاطر المناخ.
وأضاف أن 100 مليار دولار ليست بالقيمة التي تواجه التحديات على المستوى العالمي، وإنما كانت إظهارًا للثقة وبناء الثقة بين الأطراف وللأسف عدم الوفاء بهذا الالتزام على مدار السنوات الماضية تباعًا زعزع قدر من هذه الثقة، وبالتالي لابد أن تبنى الثقة مرة أخرى ولابد أن نتجاوزها إلى حقيقة المبالغ التي نحتاجها ونلجأ إلى كل الوسائل لتوفير هذا التمويل سواء كان من الحكومات أو من القطاع الخاص والمجتمع المدني في دعم الإجراءات المطلوب اتخاذها في إطار استثماري يمكن الدول خاصة النامية من الاستثمار في مجالات "التخفيف والتكيف".
وأوضح أن هناك عددًا من المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية التي تم صياغتها تتعامل مع قضايا مرتبطة بتغير المناخ في إطار الأمن الغذائي والمائي والاعتماد والتوسع في الطاقة الجديدة والمتجددة، لافتا إلى أنها كلها مبادرات نسعى أن تحظى بتأييد من قبل الدول الأطراف ويترجم هذا التأييد إلى تفعيل ومشاريع وتمويل مشاريع يكون له أثر على التحدي المرتبط بتغيير المناخ.
ودعا سامح شكري وزير الخارجية، الرئيس المعين للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) إلى تحصين المؤتمر من أي مؤثرات جيوسياسية حتى لا تظهر أي أولوية إلا الأولوية الخاصة بحماية الكوكب من التغيير المناخي الذي له أثره على عيش المواطنين ومستقبل الأجيال القادمة، لافتا إلى أن التوترات التي قد تؤدي إلى التشاحن والاختلاف لا تخدم مصلحة تغيير المناخ ومعالجة الآثار المدمرة، ورأينا هذا العام ظواهر بالغة الخطورة لم تكن في الحسبان أدت إلى فقد الأرواح والممتلكات وآثار اقتصادية ضخمة ولابد من مواجهتها، أما الأزمات السياسية والاقتصادية فهي تزول بحكم الجهود المبذولة في الإطار السياسي ونستطيع أن نتجاوزها ولكن إذا ما تعدينا نقطة اللارجعة في إطار تدهور حالة كوكب الأرض فسوف يصعب علينا أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء وسوف نرى تدهورا بالغا في المناخ الذي نعتمد عليه في الحياة.
وفي رده على سؤال حول تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على المؤتمر، قال شكري إن هناك شواهد أن أزمة الطاقة المتولدة أيضا عن هذه الأزمة أدت إلى بعض التراجع في عدم الاعتماد على الوقود الأحفوري وعدم السير قدما في توسيع الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النظيفة ولكن نحن ندعو إلى ضرورة الالتزام بما تم التعهد به في هذا الصدد وعدم التراجع وعدم حدوث انتكاسة في هذا السبيل ونطالب الدول التي تفكر في العودة إلى وسائل الطاقة الغير نظيفة بأن تتجاوز ذلك وأن تعود إلى المسار الذي يحقق تخفيض الانبعاثات بالشكل الملموس.
وأكد أن القارة الإفريقية هي مجموعة لها حيزها داخل المؤتمر وتشكل تقريبا ربع العضوية وتتحدث بلسان واحد والمشاركة في قمة القادة من قبل القادة الأفارقة مشاركة كثيفة ليعلو صوت إفريقيا وأولويات إفريقيا وتحقيق المصالح الإفريقية خاصة في الانتقال العادل في الطاقة بما يتيح لإفريقيا للاضطلاع بمسئوليتها في تغيير المناخ ولا يعيق استمرار تنميتها المستدامة وتجاوز الفقر ورفع مستوى معيشة المواطنين.