يتعمد بعض الرجال والنساء إلى إطالة وقت الخصام حال نشوب خلافات زوجية، وذلك كنوع من العقاب للطرف الآخر، ما يزيد من تفاقم المشكلة، ويوم تلو الآخر يزداد التباعد بينهما حتى تتحول علاقتهما إلى زواج على الورق فقط!.. فإلى أي مدى تؤثر طول فترة الخصام على نفسية طرفي الزواج؟..
تقول الدكتورة منار عبد الفتاح استشاري الصحة النفسية: "من الطبيعي أن تحدث الخلافات الزوجية التي عادة ما تنتهي خلال ساعات، ولكن نحن نناقش المشكلة الأكبر والأهم وهي حالة الخصام الطويل والزعل التي تحدث بين الزوجين لمدة شهور وقد تمتد لسنوات، حيث ينقطع في هذه الفترة لغة الحوار تماماً بين الأزواج.. ما يحدث انفصال كامل للزوجين على الرغم من اجتماعهما في منزل واحد .. وتكون هذه الحالة اشد وأصعب من الطلاق، وما ينتج عنه من أتساع الفجوة العاطفية بينهما، وتدمير نفسية الأولاد..وذلك يرجع لاستخدام أبنائهما كوسيط بينهما مما يضعهم في جو عام من التوتر والضغط العصبي وصعوبة إرضاء طرف عن الآخر"..
وتضيف الاستشارية النفسية أن العناد في الحياة الزوجية مدمر للأسرة وطول البعاد يؤدي للجفاء.. وحتى لو تم الصلح بينهما يبقي لدى الزوجة بعض التراكمات الكامنة ما يجعلها لا تصفو بشكل صريح للزوج، فضلاً عن أن إطالة وقت الزعل يسمح للغرباء أن يتدخلوا في حياة الأزواج بل نجد أحياناً زميل العمل يتودد لكسب إرضاء الزوجة ولفت انتباها عن زوجها وكذلك العكس بالنسبة للرجل، كما أن الزوجة أثناء الخصام تبدأ في استحضار الذكريات الجميلة التي جمعتها بزوجها ما يجعلها تندم عليها وتشعر بالنقمة على العيش معه، بالإضافة لانعكاس الزعل على حياتهم العملية وعلاقتهم بالآخرين.
وتنصح استشاري الصحة النفسية الأزواج باتباع الآتي أثناء الخلافات الزوجية حتى لا تدمر الأسرة ككل...
- لابد من وجود ثقافة الاعتذار وعدم التكبر والعند ونتسامح بمجرد اعتراف المتسبب في المشكلة وقوله "انا اسف".
- لا نترك الزعل والخصام يمتد لأكثر من يوم، حتى لا يمتد ونبدأ في سلسلة ودوامة من المشاكل لا نستطيع الخروج منها.
- أن لا تترك المرأة بيتها وقت الخصام ولا تعطي فرصة للفراق والخراب أن يدخل بينهم.
- أن تتعامل الزوجة مع زوجها بلطف وهدوء وتحرص على تلبية جميع طلباته اليومية من طعام وملابس وغيرها، دون إظهار الضيق أو الغضب من صمته وتجاهله لها.