لم يكذب الثائر محمود بيرم التونسي وهو يكتب كلمات غنيلي شوي شوي غنيلي وخد عيني فقد قال افلاطون قبله" علموا أولادكم الفنون ثم اغلقوا السجون" وقد عادت لمصر شمسها الذهب بعد أن انتظم مهرجان الموسيقى وأتى في موعده فقد تعطل سنوات بعد أحداث يناير٢٠١١ وماتلاها ثم توقف مع كوفيد١٩ ولأن مصر روحها في الفن فالمهرجان هو تجديد العهد بكل ماهو جميل في تراثنا الوطني فقد استمتعنا بمحمد الحلو وهو يذكرنا بكلمات العظيم عمنا سيد ححاب "منين بيجي الشجن..من اختلاف الزمن..ومنين بيجي الهوى..من اختلاف الهوى..ومنين بيجي السواد..من الطمع والعناد...ومنين بيجي الرضا..من الإيمان بالقدر"تلك الكلمات البسيطة المعبرة التي حملها تتر مسلسل ليالي الحلمية أصبحت أيقونة نتغنى بها ونتأسى عليها..وتحت نفس الشمس وفوق نفس التراب كلنا من ام واحدة أب واحد دم واحد..بس حاسين باغتراب"وتلك كانت كلمات تتر الشهد والدموع وهنا نقف لنترحم على الكاتب المبدع اسامة أنور عكاشة والمخرج اسماعيل عبد الحافظ..أما علي الحجار الذي غنى اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني..وعلشان كدة ياولاد مصر ياولاد حلوة الحلوات... في مقدمة بوابة الحلواني والتي ابدعها الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن والتي كانت تحكي قصة حفر القناة والخديوي اسماعيل...وهكذا مع كل غنوة قصة حكاية ..والملك محمد منير.. وعلي صوتك بالغنى لسة الأماني ممكنة..ونعناع الجنينة..ويونس من السيرة الهلالية...عدنا إلى الماضي مع عفاف راضي وردوا السلام ونادية مصطفى وسلامات أما ريهام عبد الحكيم ومي فاروق فهما حكاية فمن روعات وردة إلى بستان ام كلثوم..يقطفون... وأمير الغناء هاني شاكر الذي مازال كما غنى كدة برضه ياقمر يتألق كل يوم وكأنه شباب يتجدد على مسرح الفن... واكيد استمتعنا براغب علامة وعاصي الحلاني والرائعة أصالة نصري ولكننا افتقدنا صفوان بهلوان وكل دة كان ليه فهو صوت وصورة من الموسيقار محمد عبد الوهاب ..وتونس وحشتنا مع لطفي بشناق واسعدنا صابر الرباعي حبيب القلوب.. والخليج غاب عنا وقد اشتقنا له محمد عبده" والاماكن كلها مشتاقة لك" والعراق وكاظم "واني خيرتك فاختاري مابين الموت على صدري او بين دفاتر اشعاري... والمغرب بلد الفنون والتراث والجمال فالاوبرا المصرية هي بيت الفن العربي كما أن مصر هي بيت العرب فمهما تقدمت الاستدويوهات والتقنيات وكل وسائل الجذب في اليونان وفي دبي وفي غيرها تظل مصر مقصد كل الطامعين إلى النجاح ومن يحلمون بالشهرة فهي هوليود الشرق مهما تعثرت الخطى يظل بصيص النور يطل من جديد ويزداد اشعاعا كل يوم وتسطع الشمس لتنعم الأرض بنور ربها...من هنا كانت البداية ..نعم كان العالم في ظلام دامس وكانت مصر في عز النهار...حملت مشاعل النور إلى العالم ..نقش اهلها على الواحها واحجارها قصص مازالت عصية على التفسير ..فمن يستطيع أن يبني تمثال تتعامد الشمس على وجهه يومين محددين كل عام منذ آلاف السنين؟ مثل مايحدث في معابد ابي سمبل يومي ٢٢فبراير و٢٢ أكتوبر من كل عام... فالفن لم يكن لحن وغناءفقط ولكن فن النحت وفن التحنيط والرسم وعلوم الفلك والجغرافيا وفنون القتال والحروب فقد اجتمعت القوة الناعمة والخشنة في نفس الوقت..ومما زاد النور نورا هذا العام نقل المهرجان حيا على احدى القنوات القضائية فقد اضفى على محراب الجمال جمالا فقد دخلت الاوبرا كل بيت يتذوق الفن الأصيل ليطرد الغث ونعزف معا انشودة"عودة الروح"