الأربعاء 15 مايو 2024

«شرطة ومرشد وسيارات».. حكاية رحلة سيدة بالدراجة من السويد إلى لقائها السيسي بقمة المناخ

الرئيس السيسي والناشطة السويدية

تحقيقات10-11-2022 | 18:20

مسافة تمتد لأكثر من 7 آلاف كيلومتر قطعتها الناشطة السويدية يدوروثي هيلدبراندت، بالدراجة الهوائية للوصول إلى شرم الشيخ والمشاركة في قمة المناخ كوب 27، لتصل مساء السبت الماضي قبيل انطلاق فعاليات القمة بساعات.

وصباح اليوم التقى الرئيس السيسي بالناشطة السويدية البالغة من العمر 72 عاما، والتي استمرت رحلتها نحو 4 أشهر من السويد إلى شرم الشيخ لحضور قمة المناخ المقامة حاليا بالمدينة.

من هي يدوروثي هيلدبراندت

يدوروثي قطعة مسافة تزيد عن الـ7000 كيلومتر، حيث مرت على 17 دولة، وصلت إلى شرم الشيخ خصيصا لتنبيه قادة العالم إلى أنه يجب القيام بشيء ما بشأن تغير المناخ "أردت أن أجعل القادة يدركون أنه يتعين علينا أن نفعل شيئًا الآن ضد تغير المناخ ، كما قالت لسير من خلال اتصال إنترنت مستقر من مصر".

بالتأكيد لم تكن رحلة يدوروثي سهلة إلى شرم الشيخ، فليس من السهل أن تمتطي دراجة بخارية كل هذه المسافة خاصة بعد العقد السابع من العمر، ولكن بالرغم من ذلك فقد تمكنت من جذب الكثير من الاهتمام و الدعم.

وأوضحت في تصريحات إعلامية سابقة لها لصحيفة سويدية إنها تلقت الكثير من التعليقات الإيجابية على طول الطريق، ومن الأشخاص الذين يتابعونها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك من الأشخاص الذين يساعدونني في الإقامة"، موضحة أنها تلقت عددًا لا يُصدق من التعليقات، متابعة: "دعاني الكثير للانضمام إليهم ليس فقط على طول طريقي ولكن في جميع أنحاء العالم".

لم تتمكن الناشطة السويدية من الحصول على أي اعتماد للمؤتمر، لذلك فقد كانت خيبة الأمل من أولى انطباعاتها، ولكنها بالرغم من ذلك لم تستسلم وقررت المشاركة في القمة من خلال منطقة التظاهر: "كنت قد تصورت الموقف عندما جئت إلى هنا وهو مختلف عما كنت أتمناه. لا تقترب من المنطقة الزرقاء أو المنطقة الخضراء مثل الناس العاديين. لأنها ليست من المدعوين وتواجدت في منطقة التظاهر".

ولم تكن رحلة دوروثي إلى قمة شرم الشيخ هي الأولى بالنسبة لها، ففي العام الماضي، استقلت دراجتها أيضا إلى مدينة غلاسيكو للمشاركة في قمة كوب 26 التي أقيمت في العاصمة الأسكتلندية، لكن بالتأكيد تلك المسافة كانت أقصر بكثير من التي قطعتها هذا العام إلى شرم الشيخ.

استقبال رائع في مصر

وكعادتها في الاحتفاء بزوارها، فقد استقبلت مصر الناشطة السويدية أحسن استقبال ممكن،" في مصر، وفي الليلة الأولى كان الاستقبال فاترا، خاصة من جانب السلطات، حيث تبعتني الشرطة على طول الطريق لتأميني، وأضافت، "عندما أرادت بعد ذلك الانتقال إلى شرم الشيخ، اكتشفت بالفعل أنه لا يُسمح لك بذلك، وأنه يتعين عليها ركوب سيارة أجرة يجب تسجيل رقمها وإيصالها إلى الشرطة".

صعوبات في الطريق

وواجهت دوروثي عددا من الصعوبات أثناء طريقها خاصة في بلاد الشام، ففي سوريا لم يسمح لها بركوب الدراجة، حيث لا يسمح فيها السفر بدون مرشد، كما أجبرت على ركوب التاكسي في لبنان خوفا من أعمال النهب والسرقة :"للأسف لم أتمكن من ركوب الدراجة بكاملها ، حيث لا يُسمح بالسفر عبر سوريا بدون مرشد، لذلك سافرت عبر البلاد بالسيارة والمرشد، حيث أصبحت أيضًا مسألة مكلفة، وفي لبنان، كان لا بد من أن ركوب سيارة أجرة بسبب ارتفاع معدل الجريمة وخطر السرقة".

رسالة إلى قادة العالم

ووجهت الناشطة السويدية رسالة شديدة اللهجة إلى قادة العالم، حيث انتقدت كثرة وعودهم الزائفة: "أريد أن أسالهم إذا كانوا لا يخجلون؟ يعدون بالكثير من الأشياء ويوقعون ومع ذلك يفعلون بشكل مختلف تمامًا، أريد أن أسألهم لماذا لا يبدون مهتمين بأي شيء سوى المال وإذا كانوا لا يحبون أبنائهم وأحفادهم؟".