الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سماحة الشيخ الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان  : الحج اتجاه ووفادة إلى الله عز وجل علي الوافد التخلص من الأوزار والتبعات وأن يصفي سريرته

  • 10-8-2017 | 14:14

طباعة


مسقط – وكالات الأنباء : 
أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة  عُمان أن الحج اتجاه ووفادة إلى الله -عز وجل- وعلى الحاج الوافد إلى الله التخلص من الأوزار والتبعات وأن يصفي سريرته.
ونبه في الوقت نفسه الى ان إنفاق المال وحده ليس مجديا شيئا وليست الممارسات البدنية وحدها مجدية شيئا إذا لم تتحقق النفس بحقيقة العبادة وهي تقوى الله تبارك وتعالى واستشعار عظمته وجلاله ونعمته وأفضاله وهذا هو ملاك الأمر وروح العبادة والغاية من القصد وذلك ما يشترك فيه الحج مع سائر العبادات. وبين ان النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن الطواف والسعي والوقوف بعرفات ورمي الجمار شرع لذكر الله سبحانه و(الذكر) هو الغاية من كل هذه الأعمال.
يقول سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة  عُمان  أن  الحج رحلة روحية تتنزه فيها النفس ، قبل أن يكون رحلة جسدية يتنقل فيها البدن من بلد إلى بلد ولذلك كان على الحاج الوافد إلى الله -سبحانه وتعالى- أن يتخلص من الأوزار والتبعات وأن يصفي سريرته وأن يقدم إلى الله -سبحانه وتعالى- وهو نقي طاهر قد قضى ديونه ووصل رحمه وأدى ما عليه من الحقوق وطهر نفسه تطهيرا بالتوبة والأوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-.
وأشار الى ان الحج هو العبادة الوحيدة التي يشترك فيها عمل البدن وإنفاق المال، فلا بد من إنفاق المال للحاج.
ولا بد من ممارسات بدنية لمختلف العبادات التي شرعها الله سبحانه وتعالى هناك.
 
روح الحج أسمى
وأضاف: إنفاق المال والممارسات البدنية للأعمال إنما هي هيكل للحج، وروح الحج أسمى من ذلك، فروح الحج ما توحيه هذه الأعمال في النفس من تقوى الله -سبحانه وتعالى- ومخافته ورجائه، واستشعار عظمته وجلاله، ولذلك يقول الله تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، فليس إنفاق المال وحده مجديا شيئا، وليست الممارسات البدنية وحدها مجدية شيئا إذا لم تتحقق النفس بحقيقة العبادة، وهي تقوى الله تبارك وتعالى، واستشعار عظمته وجلاله ونعمته وأفضاله، وهذا هو ملاك الأمر وروح العبادة والغاية من القصد، وذلك ما يشترك فيه الحج مع سائر العبادات.
وقد ذكر الله تعالى الحج مقرونا بالتقوى في كثير من الآيات، فقد قال الله تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب)، ويقول تبارك وتعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب)، ويقول تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون).
منبها سماحته الى انه على الحاج أن يتزود تقوى الله -سبحانه وتعالى- من جميع المناسك التي يباشرها والأعمال التي يمارسها وأن يرجع إلى بلده بحال غير الحال التي ذهب بها، إنّ عليه أن يرجع إلى بلده وهو نقي النفس صافي السريرة طاهر الضمير مخلص لله سبحانه وتعالى في أعماله راج وخائف من الله تعالى قد تخلى من جميع أوزاره وقطع جميع العلائق التي تربطه بمعاصي الله تبارك وتعالى وبهذا يكون الحاج متزودا حقا تقوى الله تعالى من شعائر الحج.
أما إذا كان يمارس أعمال الحج الظاهرة وقلبه غافل عن ذكر الله سبحانه وتعالى ونفسه لاهية عن الواجبات التي فرضها الله تعالى عليه وبدنه يرتكب مختلف معاصي الله سبحانه وتعالى التي حجرها عليه فإنه لا نصيب له من حجه إلا تلك الممارسات الظاهرة فحسب.
وقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات ورمي الجمار شرع كل ذلك لذكر الله سبحانه فذكر الله هو الغاية من كل هذه الأعمال.
الوقوف بالمشاعر يوحي بذكريات شتى
 
وأوضح المفتي العام للسلطنة: لا ريب أن الوقوف في تلك المشاعر العظام يوحي إلى النفس بذكر الله سبحانه وتعالى، ويوحي إلى النفس بذكريات شتى، يتجدد معها ذكر الله تعالى، فإن عبادة الحج تربط الحاج بالماضين من السلف الصالحين من النبيين والمرسلين والذين اتبعوهم بإحسان مؤمنين بدعوتهم، سالكين منهجهم.
 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة