في الوقت الذي يحتفل فيه الشباب من مختلف دول العالم بيوم "السناجل"، نجد بعض الفتيات يقدمن على ارتباط غير مدروس ولا يوجد فيه حد أدنى من التوافق لمجرد زواج جميع صديقاتهن ورغبتهن الجارفة في التقليد.. ولو سألت إحداهن عن سر موافقتها على شاب أبعد ما يكون عنها، أرجعت ذلك لخوفها من الوحدة والتي يصعب تعايشها معها.. فإلى أي مدى يؤثر هذا القرار على حياتها المستقبلية؟!
تقول منى داوود استشاري نفسي وأسري وتطوير الذات.. الفتيات اللاتي يقدمن على زيجة أبعد ما تكون عن شخصيتهن لمجرد تقليد الأخريات يعرضن مستقبلهن للدمار.. وهناك عدة أسباب تدفع البنات لقبول أي عريس والسلام منها الانجذاب للمادة، أو الخوف من شبح العنوسة، ونظرة المجتمع القاسية التي قد تصل لمعايرتها والتنمر عليها سواء من أقاربها ، أو صديقتها اللواتي سبقوها في الخطبة أو الزواج.. فضلاً عن لهفة البعض للأمومة.. كذلك تلعب الضغوط المباشرة من قبل الأهل وغيرهم دور في قبولها لأي عريس، ويزداد الأمر سوء لو كانت مفتقدة لدور الأب في حياتها ما يشعرها بالحاجة لرجل كنوع من التعويض عن غيابه.
وتضيف الاستشارية النفسية أن الزواج ليس فرصة" أوكازيون"، فمن أسعد اللحظات التي من الممكن أن تمر على أي فتاة هي لحظه الزواج بمن تحب، ومن يهواه قلبها، والمرور بخطوات إتمام تلك الفرحة من أحلام وردية، ورسائل حب وغرام وضحك وهدايا وتنزه وفستان وطرحة، مؤكدة أن من تتخلى عن تلك المشاعر الحلوة من أجل تغير حالتها الاجتماعية لزوجة بصرف النظر عن وجود انجذاب ومشاعر وجدانية تجمعها بهذا الرجل الذي تنتوي الزواج منه تعرض نفسها لتعاسة ربما لا تستطيع تحمل تبعاتها..
وتنصح داوود الفتيات بأن تختار شريك حياتها وفقاً لمعايير وسمات متشابهة في التعليم والثقافة والتوافق الاجتماعي والعلاقة القائمة علي التواصل والتفاهم والانسجام والأمان، فالرجل يمارس القوامة والأنثى تستوعب وتساند بكل حب وحنان واحتواء، وأن تعي جيدا أن التسرع بالزواج نتيجة الضغط المجتمعي أو الموافقة على شخص غير مؤهل للزواج نفسياً أو جسدياً أو اجتماعيا ظناً أنه سيتم تغييره بعد الزواج، وهماً كبيراً ستجني ثمار وحدها مليئة بالانكسارات والذل والهوان لاحقا بل قد يدفع أطفالها ثمن هذا القرار أيضاً، لأن الزواج قرار مصيري وقيود ومسؤولية لذا اختاري أبا لأبنائك وليس فرصه زواج، من يتعجل بها يفوز الأول...لأن هذا مفهوم خاطئ.