السبت 23 نوفمبر 2024

أي زمن هذا؟

  • 12-2-2017 | 13:15

طباعة

كتب : سمير جريس

 هذا ما نصرخ به جميعا إزاء ما نعايشه من قتل وتشريد وتهجير وقمع وسجن.

   هذه الصرخة سبقنا إليها الشاعر العظيم برتولت بريشت (1989 ـ 1956) الذي عاش أوقاتا حالكة السواد دفعته إلى الفرار، والعيش مشردا في عدد من البلدان الأوروبية، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة، ويقيم بها إلى أن حوكم خلال الفترة المكارثية، ليعود إلى ألمانيا بعد تقسيمها، ويستقر حتى وفاته في برلين الشرقية.

   منذ عام 1930 تعرض بريشت إلى مضايقات النازيين، ثم اقتحمت الشرطة أحد عروضه في عام 1933، واتهمت منظم العرض بالخيانة العظمى. وفي 28 فبراير 1933 ـ أي بعد مرور شهر على «انتخاب» هتلر ـ قرأ بريشت الوضع جيدا، وفر من ألمانيا النازية. وفي العاشر من مايو نظم النازيون حريق الكتب الشهير أمام جامعة برلين، وكان الطلبة والأساتذة يهللون مبتهجين خلال إلقاء أعمال كافكا وتوماس مان وبريشت إلى النيران.

«إنني أعيشُ حقا في زمن مظلم!

أي زمن هذا

الذي يوشك فيه الحديث عن الأشجار

أن يكون جريمة

لأنه يتضمن الصمت عن أهوال لا تحصى».

   هذا الجزء مقتطف من قصيدة من أهم قصائد بريشت، وصيته «إلى الأجيال القادمة». قصيدة لم تفقد شيئا من راهنيتها، وهو كان اختتم بها عرضا مسرحيا كتبه بعنوان «الخوف والبؤس في الرايخ الثالث»، وهو نص لم يفقد ـ أيضا ـ كثيرا من جدته. يقول بريشت في نهايته:

«كنت أتمنى أن أكون حكيما.

في الكتب القديمة

نقرأ ما هي الحكمة:

أن تتجنب الخصام في العالم،

وأن تعيش وقتك القصير بلا خوف

وأن تحيا بلا عنف.

كل هذا لا أقدر عليه

قواي تخور. والهدف بعيد جدا.

هكذا يمضي الوقت

الممنوح لي على هذه الأرض».

    الاكثر قراءة