يحتفل العالم في 20 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطفل، والذي يتزامن مع إعلان الأمم المتحدة لوثيقة حقوق الطفل بما تضمنته من بنود تحفظ لكل طفل حقوقه الكاملة دون تمييز أو تفرقة، فضلاً عن حمايته من أي إساءة عقلية أو بدنية أو استغلال أو إيذاء، وتجنب إهمالهم، وبهذه المناسبة نتساءل هل الأطفال لديهم حرية التعبير عن مشاعرهم ورأيهم، أم أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت البديل لسماع أصواتهم؟!...
تقول الدكتورة دعاء بركات أستاذة فلسفة التربية وعلم النفس بجامعة حلوان أن المجتمع المصري يحاول بكافة الطرق أن يعطي مساحة للطفل يعبر بها عن رأيه وفقاً لبعض القواعد التي تحكم هذا، ولكن المشكلة تكمن فى نمط الحياة السريع ومتطلبات الحياة التي لا تنتهي، مما خلق نوع من الضغط على الأسرة فلا يوجد وقت لسماع رأي أبنائهم، وأصبحت الأم ممزقة بين عملها، وتمارين أولادها، وذهابهم للمدرسة وتلبية احتياجاتهم المنزلية، بالإضافة إلى أن بعض الأهالي لا تقيم وزناً لكلام أطفالها وتأخذه على محمل السخرية أو التقليل نظراً لأعمارهم الصغيرة، بل قد تصل لتوبيخهم والتنمر عليهم أمام التجمعات العائلية بسبب تدخلهم فى الكلام، كما أنه هناك بعض الأسر ترى أن كلام طفلها ما هو إلا تكرار ويجب عليهم أن لا يعلقوا على رأى الكبار.
وأضافت أستاذة فلسفة التربية أن هذه الأسر جعلت أبنائها تجد من منصات التواصل الاجتماعي الملاذ والصديق الوحيد الذي يستمع لهم دون ملل أو كلل، مما جعلهم يقضون معظم أوقاتهم على السويشيال ميديا بمنتهى الحرية، فهو المكان الذي يمكنهم من الظهور بالشكل الذي يحدده هو دون أي شخص آخر، فنجد أطفال تغير من أعمارها أو تعليمها، وذلك لأن الواقع الافتراضي جعلهم يتخفوا من الواقع الحقيقي ويعبروا عن كل ما داخلهم من مشاعر وآراء فى مختلف القضايا المجتمعية والمشاكل الشخصية التي يتعرضون لها مراراً وتكراراً.
وتنصح الأمهات بضرورة تخصيص مساحة من الوقت يومياً لسماع أطفالهم وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن رأيهم، وتربيتهم على إبداء رأيهم دون خوف مع تعليمهم كيف يعبرون عن وجهة نظرهم بطريقة صحيحة لا تجرح الآخرين، وكيف يجيدون الاستماع كما يجيدون الكلام، وذلك لأن التحدث وطلاقة الأفكار بين أفراد الأسرة الواحدة يؤدي لذكاء أطفالنا وجدانيًا وعقليًا.