بقلم – أكرم السعدنى
شد الصحفى اللبنانى الشهير أنفاساً متلاحقة والعم أبو حسن يشجعه بكلمات معسولة وهو يقول له.. أنتم عندكم الشحرورة في لبنان هى الست صباح أنا بقى من غير مؤاخذة «الجوزة» دى هى الشحرورة بتاعتي وياعيني بقى بعد ما الدماغ ما تبقى فى العليوي على طاجن الحاج سرور أبو هاشم.
ويسأل الرجل إيه هو الطاجن ده.. ويقول أبو حسن فضلة خيرك كل شيء وأي شيء بيتاكل بنحطه في الطاجن بتنجان، كوسة، بطاطس، فلفل أخضر حراق على كتف ضاني على شوية تحابيش على «سنة» عمك أبو حسن وهنا يسأل الرجل إيه «سنة» عمك أبو حسن دي.. فيضحك أبو حسن ويقول .. دي «سنة» تحلي الطاجن بجناحات ويطلق أبو حسن ضحكته المجلجلة وبالفعل يأتي الطاجن ويدخل الصحفي الشهير في معركة حربية مع الطاجن وكأنه تائه في الصحراء عثر على بئر ماء.. وبعد الطاجن التهم الجميع طاجن مهلبية بالمكسرات والتحابيش أيضاً.. وشعر الرجل بدوار وطلب أن يعيدوه إلى الفندق ونام يومين كاملين لا أحد يعلم عنه شيئاً على الإطلاق وعندما أفاق من الكورس الجيزاوي المكون من الشحرورة والطواجن.. تلقى اتصالا من وزارة الداخلية وذهب لمقابلة السيد شعراوي جمعة وطال زمن اللقاء عدة ساعات وبمجرد خروج الرجل الذي كان رأس الحربة في الصحف العربية المعادية للرئيس جمال عبدالناصر قام السيد شعراوي جمعة بالاتصال بالسعدني وقال له.. هو «أ.أ» قعد الـ ٣ أيام معاكم في الجيزة.. فنفى السعدني الأمر وقال إنه أمضى يوما كاملا مع المعلمين وأهالي الجيزة ويسأل السيد شعراوي جمعة..
- إنتوا عملتوا إيه في الراجل يا سعدني ويجيب السعدني.. هو في حاجة حصلت يا أفندم..
ويقول شعراوي جمعة.. ابقي عدي على فى أقرب وقت.
ولأن السعدني كان مسئولا عن التنظيم الطليعي السري لجمال عبدالناصر وكان رئيس التنظيم الفعلي هو السيد شعراوي واسمه التنظيم الطليعي.
فقد اعتبر السعدني طلب شعراوي بالمرور أمرا لا يحتمل التأجيل.. ومضى وهو يضرب أخماسا في أسداس عن سر ما جرى بين الصحفي الشهير والسيد شعراوي جمعة.. وفي مكتبه بمبنى الاتحاد الإشتراكي العربي المطل على نيل القاهرة والذي احتله بعد ذلك «الحزن» الوطني الديمقراطي قابل السعدني السيد شعراوي جمعة فقال الأخير.. الرجل منبهر بالناس اللي قابلها في الجيزة وقال إنه لم يكن يتوقع أن يجد في مصر كل هذا الكم من أحفاد الفلاح الفصيح وأنه في حواراته معهم اكتشف أن الإشتراكية ليست كلاما أو حبرا على الأوراق ولكنها سلوك وتطبيق وواقع عايشه بنفسه على الأرض وصمت السيد شعراوي جمعة قليلاً ثم نظر إلى السعدني وقال.. انتوا عملتوا إيه للراجل يا محمود ده موقفه انقلب تماما!!
ويضحك السعدني طويلا وهو يقول.. يا أفندم هو قابل الناس الحقيقيين عم إبراهيم نافع مسئول الفلاحين وهو راجل واعى وفاهم ومن المعلمين الكبار في الجيزة الحاج سيد مخيمر اللي حل مشكلة الفول الشهيرة والحاج سرور أبو هاشم والحاج حامد تاجر القطن وهو راجل أصله سوداني لكن يعتبر نفسه مصرياً هم دول الناس اللي قعدوا مع الرجل ودي ناس تنور أي زمن وأي مكان.. ولكن شعراوي جمعة قال للسعدني.. الرجل معجب جداً بواحد اسمه أبو حسن فكتم السعدني أنفاسه.. وهو يقول أيوه يا أفندم ده راجل من منطقة القناة شارك وهو في شبابه في حرب الفدائيين وهو مكلمة راجل بيجيد الكلام وصنعته الحقيقية زي الصايغ.. يعرف يزوق الكلام كويس قوى.. وأخونا «أ.أ» اتكيف منه جداً وفي أول رحلة لزيارة ألمانيا الشرقية كافأ شعراوي جمعة مسئول الفلاحين الحاج إبراهيم نافع بأن جعله مسئولاً عن وفد الفلاحين الزائر إلى ألمانيا الشرقية في تبادل الخبرات الزراعية وفي أول عدد للمجلة التي يملكها الكاتب اللبناني الكبير كتب في الافتتاحية بأنه ليس من رأى كمن سمع.. وأنه لمس بأيديه وشاهد بأم عينيه واستمع بأذنيه إلى كوادر شعبية تستطيع أن ترتفع إلى أعلى المناصب القيادية في أي حزب ويندر أن تجد لها مثيلا إلا في مصر المحروسة.. وفي الجيزة التي هى درة المحافظات المصرية.