الأحد 28 ابريل 2024

«توظيف التقنيات الحديثة في الإبداع».. أولى محاور مؤتمر إقليم القاهرة الأدبي

مؤتمر إقليم القاهرة الأدبي

ثقافة21-11-2022 | 12:59

دار الهلال

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، المؤتمر الأدبي الثاني والعشرين تحت عنوان "الأدب والتقنيات الحديثة" دورة المترجم الراحل أبو بكر يوسف أبو جليل، والذي جاءت جلسته البحثية الأولى والمحور البحثي الأول بعنوان "توظيف التقنيات الحديثة فى الإبداع" أدارها الدكتور علي مطاوع.

وقدم محمد زين العابدين دراسة بعنوان "الشعر والغناء فى زمن التقنيات الحديثة المتسارعة بين الاستفادة من الإمكانيات المذهلة والحفاظ على الجوهر" أوضح في دراسته أننا نعيش عصر ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بكل تطبيقاتها فى مجال الحواسيب اللوحية، والهواتف وبالتالي لم يعد الحديث عن اقتحام التكنولوجيا، وتطبيقاتها الرقمية، لعالم الأدب والشعر والغناء، حديثا مستغربا، وقد أدى تزاوج الشعر والأدب مع التقنيات الحديثة، وثورة وسائل التواصل الإجتماعى، إلى حدوث تغييرات، وتطورات فى الشعر والأدب، أدت إلى خروجه من سطوة الوعاء الورقي التقليدى، إلى آفاق الفضاء الإلكتروني وشبكة الإنترنت، والأمر ذاته حدث بالنسبة للأغنية، والتي خرجت من قوقعة الأسطوانات التقليدية، وشرائط الكاسيت، واحتكار شركات التسجيلات، إلـى الفضاء الإلكتروني الواسع، والمنصات الرقمية على شبكة الإنترنت العالمية.

كما تحدث عن إيجابيات التقنيات الحديثة على عملية الإبداع حيث ساعدت التقنيات الحديثة، وثورة الإنترنت، على تسهيل النشر الإلكتروني عبر المنصات بالإضافة لسهولة نشر الكتاب الإلكتروني، مما ساعد الشعراء على النشر، بدون التعرض لتعقيدات النشر الورقي، فى وقت وجيز للغاية، وبتكاليف قليلة للغاية.

فيما أتاحت التقنيات الحديثة إمكانية عقد الندوات الأدبية، والأمسيات الشعرية، عن طريق بعض البرامج الحاسوبية، التي تعمل من خلال الإتصال بشبكة الإنترنت، ومن أبرز سلبيات النشر الإلكتروني، أدى إلى الإستسهال فى النشر، والثناء على كتابات ركيكة اللغة والأسلوب، لا تحترم أبسط أدوات فن الشعر، فظهر من عوام الزائرين للفيسبوك، جمهور ممن يمارسون المديح، ومنح الألقاب لأصحاب بعض الكتابات الغثة، كما تطرق للحديث عن ثورة الشعر الرقمي وما هو الشعر الرقمي وانواعه، وفي ختام دراسته قدم توصية بضرورة الاهتمام بزيادة الدراسات حول توظيف التقنيات الإلكترونية الحديثة فى الشعر والغناء، والقصيدة الرقمية بأنواعها، والأغنية الرقمية، وعقد نـدوات، ودورات، وورش عمل، لشرح التقنيات الإلكترونية، والبرامج الحاسوبية المستخدمة فى إنتاج النصوص الشعرية الرقمية، لكى يتمكن المبـدعـون من إنتاج هذه النوعية من النصوص بأنفسهم، ووفق ذائقتهم، وتصورهم.

وقدم الدكتور محمد زعيمه دراسة بعنوان "توظيف التقنيات الحديثة فى المسرح" أوضح خلالها أنه منذ أن عـرف الإنسان المسرح في شـكله المتعارف عليه كنص وعـرض ومكان للعرض وجمهـور وهـو يسعى إلى تحقيق جماليات للعرض، وقـد شهد المسرح منذ القرن التاسع عشر محاولات تسعى نحو الواقعية ومشابهة الواقـع اعتمادا علـى أن المسرح محاكاة، وقد تطور مفهوم المحاكة عندما أصبح هنـك المخرج المسرحي الذي أنهى سيطرة المؤلف ومنذ ذلك الحين وهناك احلام عديدة، خصوصا بعد اكتشاف الكهرباء وسهولة تحقيق الأحلام.

وأضاف أن اكتشاف الكهرباء بداية للثورة الصناعية، حيث أسـفرت كهربة المسارح حوالى 1885 عــن ظهور مئات العروض التي جعلت منها بطل كان الهدف إظهار بريقها، ثم تطرق لاستخدام الشاشات السينمائية على المسرح وتأثيرها والتي ساهمت فى تحقيق الإيهام بالواقع لأن الشاشة السـينمائية تحقـق البعـد الثالث، ولديها سهولة فى تعدد المشاهد وفى إبراز الإنفاعلات وغيرها من الأشياء، كما تحدث عن الديكور المسرحي والتكنولوجيا الحديثة وأجهزة الكومبيوتر وتصميم السينوغرافيا، والإضاءة والتكنولوجيا.

واختتم حديثه بالمسرح الرقمي حيث أصبحت عملية الرقمنة أساسية في المسرح فقد استخدمت فى كل عناصره الفنية، وهو ما أسهم فيما عـرف بمسرح الصورة، حيـث أصبحت لغة الصورة المرئية هـى اللغة الأساسية أو إحدى لغات العرض المسرحي.

فيما قدم عمر شهريار، دراسة بعنوان "الواقعية النقدية ومحاكاة الواقع الافتراضى روائيًا" تحدث خلالها أنه ربما أصبح من الواضح سـطوة الثـورة التكنولوجيـة، وفى القلب منها ثورة الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعى والعالم الافتراضي، على العالم الراهن، بحيث يعتبرها الكثير من المنظرين لا تقل أهمية عن الثورة الصناعية وما أحدثته آنذاك من انقالبات إجتماعية ومعرفية وثقافية وفي شتى مناحي الحياة، وأضاف أن نظرة واحدة كافية لنتأكد أن الجميع منكفئ على هاتفه، يتحاور مع عالمه الإفتراضي، يتابعه وينغمس فيه بكليته، مجتمع من اختياره، يقدم نفسه فيه بالهوية التي يريدهـا، والتي قـد لا تكـون حقيقيـة البتـة، باســم افتراضي أحيانــا، وبصفــات افتراضــية غالبــا حتــى لــو باســمه الحقيقي، فقــد احتلت الأسرة الافتراضية فــى الجروبــات والصفحــات أو قائمــة الأصدقاء، موقــع الأسرة الحقيقية وأصبحــت بديلا عنهـا، وهـذا مـا يتضـح بشـكل فـادح فـى الاجتماعات العائليـة حيــث يوجــد أفــراد الأسرة فــى غرفــة واحــدة، لكنهــم لا يتحدثــون تقريبــا، وكل منهــم يعيــش ويتواصــل مــع أســرته الافتراضية عبــر الهاتــف إنهــا العزلــة والانسحاب.

وأضاف أنه لــم يعــد الإنسان مســتخدما للهواتــف بوصفهــا وســيطا، بــل أصبــح هــو نفســه وســيطا، عبــر قدرتــه علــى نقــل الأخبار والأحداث مــن خلالها، فقــد تحولت شــبكات التواصــل الاجتماعى إلى فضــاء عملاق بديــل عــن العالــم الواقعــي، وبالطبــع بديــل عــن الصحــف والفضائيات ووكالات الأنباء، كما تحدث عن رواية "حرية دوت كوم" للروائي أشرف نصر، والتــي حاولــت تقــديم مقاربــة جماليــة لعالــم الواقـع الإفتراضي.

Dr.Randa
Dr.Radwa