الإسكندرية: محمد رسلان
على مر السنين كانت الإسكندرية مقصدًا للصفوة والأثرياء يقضون فيها شهور الصيف، ورويدًا رويدًا تحولت وجهة المصطافين إلى قرى الساحل الشمالى وسادت موضة الساحل بين أبناء الطبقات العليا وبعض من الطبقة المتوسطة، ولكن سرعان ما عادت الإسكندرية مرة أخرى خاصة منطقة المعمورة قبلة مفضلة للمصطافين، فى ظل ارتفاع أسعار الساحل الشمالى والتى أجبرت أغلب أبناء الطبقة الوسطى على التراجع عن قضاء الصيف بالساحل الشمالى والعودة إلى مصايفهم المعتادة وفى مقدمتها الإسكندرية.. التى أصبحت شواطئها وتحديدا المعمورة كاملة العدد.
الأهمية التاريخية التى تمثلها منطقة المعمورة، دفعت وزارة قطاع الأعمال، ممثلة فى الشركة القابضة للسياحة، للبدء فى خطة سريعة لإعادتها إلى مكانتها الحقيقية على الخريطة السياحية والمصيفية.
يقول الدكتور مصطفى الصياد رئيس الشركة إن المستهدف إحداث نقلة تاريخية للمعمورة، لتعود إلى عهدها السابق، قبلة للمصطافين المصريين والأجانب، وبدأنا فى تنفيذ مشروعات كبرى تصل استثماراتها إلى أكثر من مليار جنيه داخل مدينة المعمورة، حيث إن هناك قطعتى أرض تصل مساحتهما إلى ٧ آلاف متر مربع غير مستغلة، الأولى تقع من ناحية الشمال مساحتها ٤ آلاف متر مربع لم يتم استغلالها منذ عام ١٩٩٨، بدأنا فى استغلالها لإقامة برج سكنى تجارى وترفيهى وسينما وإنشاء بلازا تحتوى على نافورة راقصة، مع مراعاة التناسق فى النموذج المعمارى والنسق الحضارى الذى يميز المنطقة، أما القطعة الثانية تحتوى على جراج يسع ٥٠٠ سيارة، وذلك فى إطار خطتنا للقضاء على الازدحام بالشوارع وأمام الشواطئ لعدم وجود انتظار للسيارات.
وعن الحلول التى تبنتها الشركة لإنهاء أزمة «القمامة» التى كانت تعانى منها «المعمورة»، قال: المدينة أصبحت نظيفة بعد إلغاء التعاقد مع الشركة المتقاعسة والاستعانة بشركة متخصصة، وفرض غرامات مالية على إلقاء القمامة بعيداً عن المناطق المخصصة، كما أن هناك مشروعا بالتعاون مع المحافظة لإنشاء كوبريين لاستغلالهما لجعل مدينة المعمورة مقصدا سياحيا عالميا.
التطوير الذى شهدته «المعمورة» خلال الأشهر الماضية، دفع بأرقام إيجار الوحدات السكنية هناك لمزيد من الارتفاع، نظرا للإقبال المتزايد من جانب المصطافين على قضاء إجازتهم فى المنطقة التى بدأت تستعيد رونقها وتاريخها القديم، وتتراوح الأسعار ما بين ١٢٠٠ جنيه فى اليوم الى ٢٠٠٠ جنيه للشاليهات حسب المساحة والموقع من الشاطئ، فى حين تتباين أسعار الشقق ما بين ٤٠٠ جنيه إلى ٧٠٠ جنيه فى اليوم حسب التجهيزات والمسافة من الشاطئ.
شواطئ المعمورة ليست الوحيدة التى تشهد حالة الإقبال، الأمر امتد لبقية شواطئ الإسكندرية التى تصل لـ ٤٤ شاطئا، منها ٢٣ شاطئا مجانيا، حيث تشهد الشواطئ جميعها ازدحاما كبيرا من الزائرين، وتحديدا فى منطقة سيدى بشر، التى رفعت شواطئها لافتات “كامل العدد”.
وعن تقسيمات الشواطئ فى الإسكندرية، قال اللواء أحمد حجازى، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف: تم تقسيم شواطئ المحافظة لتناسب كافة طبقات المجتمع مع مراعاة البعد الإنسانى والاجتماعى، فهناك خمسة شواطئ مجانية «جليم، شهر العسل، الهانوفيل، المكس، وسيدى كرير»، الدخول للشاطئ والاستمتاع بالمكان وكافة الخدمات مجانا، ويسمح أيضا للمصطاف بإدخال شمسية وكرسى خاص به، وفى حالة رغبته فى تأجير شمسية يدفع ٣ جنيهات، وجنيها واحدا للكرسى، وذلك فى منفذ تأجير خاص تابع للمحافظة، مع إتاحة بقية الخدمات، كما سبق أن أشرت مجانا دون أية رسوم.
وفيما يخص الشواطئ التى تعمل بنظام الخدمة، قال «حجازى»: هناك «ميامى، سيدى بشر، أبو هيف ١، أبو هيف ٢، الأنفوشى ١، الداخلية شرق، الداخلية غرب، هدير، تقسيم الملاح، السلام، الأنفوشى ٢، زهراء الهانوفيل، أبو يوسف، فاميلى بيتش، شط اسكندرية والصفا»، وهى شواطئ تجمع بين مميزات الشواطئ المجانية، والخدمة المدفوعة، حيث إنه يمكن للمصطاف دخول الشاطئ مجانا، لكن عندما يرغب فى تأجير شمسية يدفع رسم دخول ٥ جنيهات للفرد الواحد، ويستمتع بخدمات الشاطئ مجانا.
أما الشواطئ المميزة فهى «المندرة ٣، العصافرة ١، العصافرة ٢، ميامى المميز، سيدى بشر، المندرة ٢، أبو هيف المميز، السرايا، السلسلة، القويرى، بليس، سيدى بشر ١، البيطاش ١، الهانوفيل مميز شرق، الهانوفيل ٢ وأبو تلات ١و٢»، والشواطيء السياحية هى «المندرة ١، البوريفاج، وستانلى»، ورسوم الدخول تتراوح ما بين ١٠ إلى ١٣ جنيها.
وكشف «حجازى»، أنه تم رصد عدة مخالفات فى شواطئ المحافظة تتضمن رفع أسعار تذاكر الدخول وبناء أكشاك مخالفة، وتم التعامل الفورى معهم، مشددا على مسئولى الشواطئ بحسن معاملة الجمهور وتوفير كافة الخدمات للرواد والتأكد من نظافة الشواطئ والالتزام بالأسعار المتعاقد عليها من قبل مستأجرى الشواطئ، وتوفير كافة الخدمات المتفق عليها من عمال الأبراج لمنقذى الشواطئ وتوفير مسعف لعمل الإسعافات الأولية لأى مصاب، وتجهيز دورات النظافة ووحدات خلع الملابس.
وأضاف: الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، شدد على مسئولى المحافظة بتكثيف الرقابة والمرور الدورى على الشواطئ بنطاق المحافظة، خاصة الشواطئ المجانية والاهتمام بها وبنظافتها، والتأكد من عدم استغلال الرواد والزائرين ورفع أسعار الخدمات التى أعلنتها المحافظة، محذرا من أى إساءة فى حق الإسكندرية وتغريم المخالفين فى الحال.