الخميس 16 مايو 2024

الاحتفال بالليلة الختامية لمولد الحسين.. ماذا قالت الإفتاء عن إحياء تلك الذكرى؟

مولد الحسين

تحقيقات22-11-2022 | 13:34

أماني محمد

تحتفل مساء اليوم الطرق الصوفية بالليلة الختامية لمولد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه، وهو الاحتفال الذي اعتاد المصريون على إقامته في الثلاثاء الأخير من شهر ربيع الآخر، وذلك احتفالا بذكرى استقرار رأس الحسين في مصر.

وعلى مدار أكثر من أسبوع شهدت منطقة مسجد الإمام الحسين توافد الآلاف من المصريين من محبي آل البيت إحياءا لتلك الذكرى، وأقيمت الساحات في محيط المسجد لاستقبال المريدين وسط حالة من البهجة.

وتشارك نحو 30 طريقة صوفية في فعاليات الليلة الختامية مساء اليوم، من بينهم الطريقة الجازولية والطريقة الهاشمية والطريقة الضيفية الخلوتية والطريقة الصديقية والطريقة الإدريسية والطريقة السعدية والطريقة الميرغنية والطريقة التسقيانية والطريقة الأحمدية.

 

الاحتفال بمولد الحسين

وعن حكم الاحتفال بموالد آل البيت، ورد إلى دار الإفتاء سؤالا يقول ما حكم الاحتفال بالموالد؛ مثل مولد سيدنا الحسين والسيدة زينب عليهما السلام؟ وما حكم الأفعال التي يأتيها بعض الناس في هذه الموالد من الذبح والنذور وغيرها من الأفعال؟.

وأكدت الإفتاء أن إحياء ذكرى الأولياء والصالحين أمرٌ مرغبٌ فيه شرعًا؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم، ولا بأس من تحديد أيام معينة يُحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين، سواء أكانت أيام مواليدهم أم غيرها؛ فإن هذا داخل تحت عموم قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5].

وتابعت: أما ما يحدث في هذه المواسم من أمور محرمة؛ كالاختلاط الفاحش بين الرجال والنساء فيجب إنكارها وتنبيه أصحابها إلى مخالفة ذلك للمقصد الأساس الذي أقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة.

وأشارت الإفتاء إلى أن الذبح والنذر للأولياء والصالحين فمعناه أن ثواب ذلك للولي والصالح؛ سواء صرح بذلك بقوله: هذا عن فلان، أو جعلتُ ثوابه له، أو قال: ذبحت أو نذرت لفلان، ولا يخرج الذبح أو النذر بذلك عن كونه لله تعالى، وهذا كما يقول المتصدق: هذه صدقة لله تعالى وهي لفلان؛ فإن اللام الأولى داخلة على مَنْ تُعُبِّد بالصدقة لوجهه الكريم وهو الله تعالى، واللام الثانية داخلة على مَنْ جُعِل ثوابُها له من الأحياء أو الموتى.

كما ورد عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْمَاءُ»، فَحَفَرَ بِئْرًا، وَقَالَ: هَذِهِ لأُمِّ سَعْدٍ. رواه أبو داود في "سننه".

وعلى ذلك: فالنذر والذبح للأولياء والصالحين بهذا المعنى الذي يقصده الناس صحيح وليس شركًا كما يُرَوِّجُ البعض، ولا ينافي التوحيد وإخلاص العبادة لله تعالى؛ لأنه لا معنى له عند قائله إلا جعل ثوابه للمتوفى، فهو نذر أو ذبح لله سبحانه وتعالى مُتَقَرَّبٌ به إليه، جعله صاحبه صدقةً عن الولي الصالح ووهب ثوابه إليه.