تصوت وكالة الفضاء الأوروبية اليوم /الأربعاء/ على ميزانية حاسمة للبقاء في سباق الفضاء، وتكشف للجمهور عن ترويجها الجديد والمتوقع لرواد الفضاء.

ويتعين على الدول الـ 22 الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية، والتي يجتمع وزراؤها المسؤولون عن الفضاء في باريس منذ يوم الثلاثاء، اتخاذ قرار بشأن برامجها وتمويلها للسنوات الثلاث المقبلة. 

وتتطلب وكالة الفضاء الأوروبية اشتراكًا إجماليًا يبلغ 18.5 مليار يورو، بزيادة أكثر من الربع مقارنة بالفترة السابقة. والجهود المطلوبة في خضم الأزمة الاقتصادية "ضخمة" ، لكنها ضرورية إذا "لا نريد الخروج من السباق"، كما طالب مديرها العام، جوزيف أشباخر، بحجة أن ميزانيات الفضاء تتزايد في كل مكان في العالم.

ولا تريد القارة العجوز أن تتخلف كثيرًا عن الولايات المتحدة والصين، اللتين تستثمران بشكل كبير في الفضاء والاستكشاف على وجه الخصوص. وتحافظ على مرتبتها على رقعة الشطرنج حيث تحتدم المنافسة في خضم ثورة "الفضاء الجديد"، التي تشهد تضاعف الشركات الخاصة، المجموعة الأمريكية سبيس إكس في الصدارة. "إذا أردنا أن نكون مستقلين، علينا أن نضع الأموال على الطاولة" على حد قول وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير، المسئول عن الفضاء، الذي دعا أوروبا إلى "التوحد في مواجهة الطموحات الصينية والأمريكية". وأضاف جوزيف أشباخر "يجب أن نسرع ​​عملية تحويل الفضاء تجاريًا" لمواكبة التأخير الأوروبي في الاستثمار الخاص مؤكدا على النتائج الاقتصادية الهائلة لهذه الميزانيات.

هذه الاستثمارات، التي تساهم فيها كل دولة كما ترغب، تتعلق بشكل خاص برصد الأرض، مما يجعل من الممكن قياس تأثير ارتفاع درجة الحرارة في العالم (مطلوب 3 مليارات يورو)، والنقل الفضائي، ولا سيما بالنسبة لقاذفة آريان 6 (3.3 مليار يورو) واستكشاف الإنسان والروبوت للفضاء (3 مليارات). تتزايد بشكل واضح جميع بنود الميزانية التي طلبتها وكالة الفضاء الأوروبية تقريبًا، باستثناء المساهمات المطلوبة للبرامج العلمية (3 مليارات يورو) التي تغيرت لتتناسب مع التضخم.

 وتوقع خبراء أن تكون المفاوضات بشأن أجهزة الإطلاق صعبة، وهي موضوع حاسم للوصول المستقل إلى الفضاء. وضعفت السيادة الأوروبية بسبب التأخير في إطلاق صاروخ آريان 6 - الذي اعتبر الرد على سبيس إكس - والعملية العسكرية في أوكرانيا، التي حرمت أوروبا من قاذفات سويوز الروسية. على سبيل المثال، اضطرت وكالة الفضاء الأوروبية إلى استخدام خدمات شركة ايلون ماسك لإطلاق مهمتين علميتين. ويعتبر موضوع قاذفات الصواريخ بشكل منتظم مصدر "تضييق" بين فرنسا وألمانيا وإيطاليا، كما اعترف فيليب بابتيست، رئيس وكالة الفضاء الفرنسية. ولتخفيف التوترات، اتفقت الدول الثلاث الرئيسية المساهمة في وكالة الفضاء الأوروبية يوم الثلاثاء على ضمان التشغيل المستقبلي لصاروخ آريان 6 وصاروخ فيجا سي، والسماح بإرسال قاذفات صغيرة وصغيرة نيابة عن وكالة الفضاء الأوروبية.

وتعد المناقشات حول الأقمار الصناعية المستقبلية لرصد الأرض ، والتي يمكنها قياس تأثير الاحتباس الحراري، أن تكون أطول من المتوقع، لأننا "حاليًا دون المستوى المطلوب"، وفقًا لجوزيف أشباكر. ومن بين الموضوعات المطروحة على الطاولة أيضًا مساهمة وكالة الفضاء الأوروبية البالغة 750 مليون يورو لمشروع "أيريس" الخاص بمجموعة من أقمار الاتصالات الآمنة من الاتحاد الأوروبي، والتي تخطط لتخصيص 2.4 مليار يورو لها.

وبمجرد اعتماد ميزانيتها، ستكشف وكالة الفضاء الأوروبية عن مجموعة جديدة من رواد الفضاء. تم اختيار ما بين أربعة وستة أشخاص من بين أكثر من 22 ألف مرشح، بعد عملية اختيار طويلة (اختبارات طبية ونفسية ، مقابلات ، إلخ). يمكن أن تكون امرأة فرنسية أو فرنسي واحد من الفائزين المدعوين للسفر إلى المدار، في محطة الفضاء الدولية في البداية - سيتم حجز الأماكن القليلة للبعثات القمرية المستقبلية للجيل السابق المتمرس بالفعل في الإقامات المدارية المنخفضة.

للقادمين الجدد، سيبدأ التدريب في أبريل 2023 في مركز رواد الفضاء الأوروبي في كولونيا، ألمانيا. ستقدم وكالة الفضاء الأوروبية أيضًا رائد فضاء واحدًا أو أكثر من ذوي الإعاقة الجسدية، وسيتم إجراء "دراسة جدوى" بشأن إرسالهم إلى الفضاء في خطوة تعد الاولى من نوعها.