استكمالا لسلسلة مقالات هوس الشهرة التي بدأناها، كل منا في نظر نفسه شخص يستحق الشهرة شخص استثنائي عنده من المقومات التي تجعله أهلا لها بغض النظر عن المحتوى المقدم لكسب هذه الشهرة يجد الأشخاص في الشهرة مميزات كثيرة صيتً واسع ومعارف وعلاقات خاصة بعدما كانت الشهرة تنحصر في الممثلين والرياضيين والسياسيين توسعت لتشمل مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي والتي بنيت شهرتهم على حساب عادات وتقاليد المجتمع ناخذ منها على سبيل المثال في هذا المقال تسارع الأفراد لعرض حياتهم الشخصية ويومياتهم على منصات التواصل الاجتماعي في ما قبل عصر المواقع الاجتماعية كانت شهرة الأشخاص لأسباب تتعلق بالمضمون الذي يقدمونه للمجتمع فكرة عمل أو تميز أو خدمة أو مهارة أو موهبة وكانت حياتهم الخاصة بمعزل عن أنظار المجتمع وأفراده.
كان فضول الأفراد داخل المجتمع هو ما يدفعهم إلى معرفة كل كبيرة وصغيرة في حياة الشخص المشهور، أما الآن أصبحت الحياة الشخصية تعرض على مواقع التواصل الاجتماعي لكسب الشهرة والتربح وأصبح الناس يقومون بإنشاء صفحات على تلك المواقع توثق يوميات حياتهم وعلاقاتهم الشخصية دون حدود للحفاظ على قيام المجتمع وعاداته فتجد حرمات المنازل مباحة طالما أنها تأتي بربح فتجد على الملأ تسارع الأزواج لعرض علاقاتهم وكيفية التناغم والحب بينهم بفيديو موثق لكل الجماهير ونفس تلك الأزواج عند الخلاف توثق فيديو آخر بالسب والقذف واللعن لذلك الشخص.
كل تلك الخلافات وأكثر كانت تحدث في ما قبل عصر السوشيال الميديا وكانت البيوت مغلقة على ما بها ما المختلف الذي يعرضه أحد ليومياته التي تحوي علاقته بأسرته وأولاده حتى علاقته بأمه وأبيه وأقرانه، ما الغريب في ذلك؟ ما الشئ غير المألوف الذي لا بد أن يعرض المجتمع في منزل وأشخاص وأسرة تمارس حياتها العادية من علاقات طيبة مأكل وملبس وهدايا لما يصدر الأفراد هذه التصرفات على أنها أشياء استثنائية يجب أن تظهر للمجتمع ولما أفراد المجتمع تدعم مثل هذه الفيديوهات هل هذا أصبح شئ غريب عن مجتمعنا؟ هل العادي هو المعاملة السيئة لأهلنا داخلنا منازلنا لكي نعرض ونصدر الطبيعي على أنه استثنائي، ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد فقد أصبح الأفراد ينافسون بعضهم البعض وكأنهم في سباق، وأصبح لكل أسرة صفحة تعرض فيها تفاصيل حياتها للملأ وكأننا أصبحنا في سينما ليل نهار ببث مباشر يعرض تفاصيل البيوت والعلاقات بها بانحدار أخلاقي غير مسبوق وبصورة غير لائقة إطلاقا لما تناسى المجتمع حرماته وعاداته هل جردت الشهرة وهوسها الأفراد من قيمهم؟