الخميس 28 نوفمبر 2024

رسائل الرئيس لتغيير الواقع وصنع المستقبل: تكريم مصر فى عيد العلم

  • 11-8-2017 | 16:58

طباعة

تقرير: إيمان النجار

لم يكن تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى للنابهين من أبناء مصر فى عيد العلم-سواء الكبار منهم أو الشباب- مجرد تكريم للعلم والعلماء فى عيدهم الذى أحياه السیسى بعدتوقف لسنوات طويلة بل كان هذا التكريم فى جوهره تكريما لمصر كلها بأبنائها العلماء والمتفوقين، كان فى جوهره تشجيعا من الرئيس السيسى لمشروع مصر الجديدة التى يجب أن تشهد واقعا جديدا يقوم على العلم وأفكاره ومشروعاته.

لأول مرة يتم تكريم طلبة من أوائل الجامعات وأوائل الثانوية العامة والدبلومات الفنية ومنحهم أنواط الأمتياز.. كان لهذا معناه ودلالته الواضحة، ان الرئيس يشجع علماء المستقبل لا الحاضر فقط.

الاحتفال بدأ بعرض فيلم تسجيلي عن البحث العلمى وبنك المعرفة، وبعدها ألقى الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى كلمتيهما وأشادا بحرص القيادة السياسية على إحياء الاحتفال بعيد العلم بعد توقف، وما يعكسه ذلك من إرادة لتكريس قيمة العلم والبحث العلمى فى مصر.. كما تسلم الرئيس السيسى «درع عيد العلم» من وزير التعليم العالى والبحث العلمي.

وجاءت كلمة الرئيس لتؤكد قيمة العلم والعلماء وضرورة التركيز عليهما وأهمية أن يكون العلم على قمة هرم الأولويات.. وقال الرئيس: «أتوجه لكم اليوم، فى عيد العلم، باسمى وباسم الشعب المصري، برسالة تقدير وأمل.. فأمّا التقدير فلعطائكم وجهدكم وإخلاصكم فى تعلُّم وتعليم المعرفة والعلم، وأمّا الأمل ففيما تنتظره منكم بلادكم من مزيد من الجهد والعمل والإبداع، لسد الفجوة بين قصور الواقع وطموح الآمال».

وأضاف الرئيس: اليوم، نجد أنفسنا مطالبين أكثر من أى وقت مضى، بتجديد قيمة العلم والمعرفة فى حياتنا، واستلهام عظمة ماضينا، لبناء واقع جديد، لا يقل عما شيده أجدادنا وإنما يزيد عليه.. نجد أنفسنا أمام ضرورة حتمية، تقضى بأن يتبوأ العلم مكانته فى بلادنا، ويصبح على قمة هرم أولوياتنا ومنظومتنا القِيَمِيَة، كثقافة ومنهج تفكير، وليس فقط كممارسة عملية».

كلمة الرئيس السيسى حملت عدة رسائل.. الرسالة الأولى أن الدولة تعى تماماً دور العلم والعلماء، وحريصة كل الحرص على تكريم علمائها الذين أفنوا حياتهم فى خدمة هذا الوطن، والاستفادة من علمهم وخبراتهم من خلال حرصه منذ تولى المسئولية على الالتقاء بشباب المبتكرين، ثم بأعضاء أكاديمية الشباب المصرية للعلوم، ثم عودة الاحتفال بعيد العلم بعد توقف سنوات، واستمرت لقاءاته بصفة مستمرة بالقائمين على البحث العلمى وقياداته وعلماء مصر فى الداخل والخارج، للاستماع لهم، والاهتداء بآرائهم ونتائج أبحاثهم فى كيفية تطوير هذا الوطن وتحقيق تطلعات شعبه العظيم.

الرسالة الثانية أكدت على الإيمان بأن العلم والتكنولوجيا والإنتاج هم مكونات أساسية فى عملية التنمية الشاملة، فالعلم هو أساس التكنولوجيا، والتكنولوجيا هى الركيزة الأهم للإنتاج، والإنتاج هو عصب التنمية وجوهرها، ولا يمكن لأمة تطمح فى مستقبل أفضل إلا أن تضع العلم الحديث فى مكانه المُستحَّق، إيماناً بأن هذا هو الطريق الأكثر فاعلية لتحقيق ما نصبو إليه من نمو اقتصادى مستدام، وتنمية اجتماعية شاملة.

والرسالة الثالثة أن الدستور مهد الطريق أمام شباب مصر وعلمائها، فجعل التعليم حقاً للجميع، وكفل حرية البحث العلمي، وألزم الدولة برعاية الباحثين والمخترعين، وضمن حقوق الملكية الفكرية.. وقد قامت السلطة التنفيذية، وتقوم بدعم جهود وأنشطة البحث العلمى باستمرار. ففى السنوات الثلاث الأخيرة، زاد حجم الإنفاق الحكومى على البحث والتطوير من ١١.٨ مليار جنيه، إلى ١٧.٥ مليار جنيه بزيادة قدرها ٤٧ ٪، وذلك بخلاف الدعم المباشر الموجه لبعض المشروعات القومية التى تدعم منظومة البحث العلمى فى مصر، مثل مشروع بنك المعرفة، ومشروع مدينة زويل، والجامعة المصرية اليابانية.

فى حين جاءت الرسالة الرابعة بأن المجتمع المصرى فى أمس الحاجة لمخرجات علمية وتكنولوجية جديدة ومتطورة، فى مجالات الصحة والدواء، والزراعة والغذاء، والبتروكيماويات، والفضاء والسيارات والطاقة البديلة بجميع أنواعها، ومعالجة المياه وتحليتها، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. ولذلك فإن مصر تنتظر الكثير من مؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص ورجال الاستثمار والأعمال، لتوجيه مزيد من الاستثمارات فى مجالات البحث العلمى والتكنولوجي، وأن يكون للبحث العلمى نصيب معتبر من مسئوليتهم المجتمعية، وعلى الحكومة إيجاد وسائل للربط بين المؤسسات العلمية والبحثية من ناحية، والمؤسسات الإنتاجية على الناحية الأخرى، بما يعزز التطور التكنولوجى فى جميع أرجاء مصر، ويحقق التكامل بين كافة قدرات الدولة.

بجانب رسائل الرئيس الأربع، طالب الرئيس السيسى الحكومة بمضاعفة الجهود والتفانى فى تقديم كل العون لعلماء مصر الأجلاء وشبابها المبدع.. فمصر وهى تكرم علماءها، تقدم النموذج والقدوة لشباب الباحثين والمبتكرين، وتطالبهم بأن يدركوا أن الغد أشد بأساً من الأمس، وأن شعبهم ينظر إليهم نظرة إجلال وأمل، للتفاعل مع أدوات العصر والتمكن منها، وتطويعها لصناعة مستقبل أفضل لهذا الوطن، والبداية بثلاثة قرارات للرئيس وهي أولاً: قيام وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بإنشاء صندوق لرعاية المبتكرين والنوابغ من الشباب والنشء، يشارك فيه القطاع الخاص والمجتمع المدنى بجزء من موازنتهم المخصصة للمسئولية المجتمعية، على أن يتولى هذا الصندوق أيضاً دعم إنشاء المدينة المصرية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بالعاصمة الإدارية الجديدة، وثانياً: قيام وزير التعليم العالى والبحث العلمى باتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة عدد الجوائز التى تمنحها الدولة فى المجالات كافة، ومضاعفة قيمتها المالية، وثالثاً: إنشاء أربع جوائز جديدة للابتكار فى مجالات الزراعة والغذاء، والصحة والدواء، والطاقة والمياه والصناعة، تخصص لشباب المبتكرين، على أن تكون قيمة الجائزة ٢٥٠ ألف جنيه وأن يتم بدء العمل بذلك اعتباراً من إعلان جوائز هذا العام.

وفى ختام كلمته طالب الرئيس علماء مصر وشبابها من المبدعين والمخترعين والباحثين, بألا يدخروا طاقة ولا جهداً فى سبيل رفعة هذا الوطن وتنميته وتطويره، وأن الدولة والشعب بأسره ينتظران منكم ملاحقة التطور العلمى والتكنولوجي، والمساهمة الفاعلة فى بناء حضارة مصرية جديدة، تستلهم حضارة الأمس وتتفوق عليه.

فى ذات السياق، كرم الرئيس السيسى ولأول مرة أوائل الثانوية العامة، والأوائل من خريجى الجامعات خلال احتفال بعيد العلم ومنحهم نوط الامتياز من الطبقة الثالثة.

كما كرم الرئيس السيسى أوائل شهادات الدبلومات الفنية، ومنحهم نوط الامتياز من الطبقة الثالثة.

وكرم الرئيس السيسي، العلماء الفائزين بجوائز النيل والدولة التقديرية منذ عام ٢٠١٤ وحتى اليوم، وذلك تقديراً لجهودهم فى دفع العلم والبحث العلمى فى مصر.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة