قبل أكثر من سبع سنوات، وتزامنا مع توليه السلطة، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تطوير ضخم في قناة السويس التي تربط ما بين البحرين الأحمر والمتوسط. ذلك التعديل كان إنشاء مشروع لتطوير وتوسعة قناة السويس يشتمل على تفريعة جديدة عرفت بقناة السويس الجديدة.
وبمقتضى المشروع كانت هذه التفريعة ستمتد من علامة كم 61 إلى علامة كم 95 ترقيم قناة بطول 35 كم. بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كم ليصبح الطول الإجمالي للمشروع كممر ملاحي مزدوج 72 كم (من علامة كم 50 إلى علامة كم 122 ترقيم قناة).
وقد تم افتتاح المشروع في حفل مهيب شهد حضور عدد من الزعماء والقادة والمسئولين، في يوم ال 6 أغسطس في العام 2015.
حينها كان الهدف من المشروع حينها تلافي المشكلات القديمة لقناة السويس، والتي كان ابرزها توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة، والتغلب على مشكلة عدم استيعاب قناة السويس للسفن العملاقة، وذلك لتعميق القناة بغاطس 65 قدم بتكلفة بلغت 4 مليار دولار.
واليوم نحن بصدد جني ثمار هذا المشروع الضخم، فبحسب الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، فقد أدت القناة الجديدة إلى مضاعفة إيرادات القناة السنوية للتجاوز ٧ مليار دولار .
وكذلك ساهمت في زيادة عدد السفن العابرة لحوالى ٧٠ سفينة يومياً، وهو ما ساهم فى جهود دعم الاقتصاد الوطنى، وتوفير العملة الاجنبية".
قناة السويس والتحول الأخضر
وخلال اجتماعه اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد الفريق أسامة ربيع على مساهمت قناة السويس الجديدة في تخفيض انبعاثات الكربون من السفن العابرة بإجمالي ٥٣ مليون طن نظراً لزيادة القدرة الاستيعابية للقناة وتقليص زمن رحلة عبور السفن، وهو ما يدعم جهود القناة لتصبح قناةً خضراء بحلول عام ٢٠٣٠.. معدلات قياسية في إعداد السفن.
كما استعرض رئيس هيئة قناة السويس مؤشرات نشاط حركة الملاحة بالقناة منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، بما فيها أعداد السفن المارة وحجم الحمولات والحاويات، والتي حققت معدلات زيادة قياسية مقارنةً بنفس الفترة عن العام الماضي فيما يخص أعداد السفن وحجم البضائع العابرة وكذلك الارتفاع في الإيرادات، والتي من المتوقع أن تصل بنهاية العام الجاري إلى حوالي ٧،٨ مليار دولار.
ومن جانبه فقد وجه الرئيس ببدء تنفيذ تطوير بحيرة البردويل فى اطار مبادرة "سيناء البردويل" التى تساهم هيئة قناة السويس من خلالها في جهود تنمية سيناء بالتعاون مع شركة ديمي البلجيكية، والتي تهدف إلى زيادة إنتاج بحيرة البردويل من الأسماك الفاخرة التي تشتهر بها البحيرة من ٤٠٠٠ طن إلى ١١ الف طن سنوياً على المدى القصير وصولاً الى ٥٠ الف طن على المدى المتوسط، وذلك بتطوير البحيرة وتعميق وتوسيع الممرات المائية للبواغيز التي تصلها بالبحر المتوسط، فضلاً عن المساهمة في استصلاح الأراضي الزراعية وتعزيز الغطاء النباتي والتشجير بسيناء بمساحة تصل إلى ١٥ الف كم٢، عن طريق إعادة استخدام رواسب البحيرة من خلال معالجتها وتطهيرها وضخها في تربة سيناء، الامر الذي يحقق مردود تنموي وبيئي كبير في شمال سيناء.