يلقي رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان اليوم / السبت / كلمة أمام الآلاف من أنصاره في أول ظهور علني له منذ إطلاق النار عليه في وقت سابق من الشهر الجاري في محاولة اغتيال اتهم خلفه بالتورط فيها.
وكان هجوم الثالث من نوفمبر الذي أصيب خلاله رئيس الوزراء السابق في ساقه، أحدث تطور في أشهر الاضطرابات السياسية التي بدأت في أبريل عندما أطيح بخان بتصويت لحجب الثقة عن البرلمان.
وتُعتبر مسيرة السبت ذروة ما يسمى "المسيرة الطويلة" لحزب خان "حركة الإنصاف الباكستانية"، للضغط على الحكومة من أجل الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل انتهاء ولاية البرلمان في أكتوبر من العام المقبل.
ونقل الحزب عن خان قوله في تغريدة "حياتي في خطر. رغم إصابتي أنا ذاهب إلى روالبندي من أجل الأمة. أمتي ستأتي إلى روالبندي من أجلي". والسبت، جرى تداول مقطع فيديو لمساعدين له وهم يتظاهرون بجبيرة زرقاء كان خان يضعها على ساقه اليمنى بعد عملية إطلاق النار.
وسينظم التجمع على أرض مفتوحة شاسعة بين العاصمة إسلام أباد وروالبندي المجاورة، المدينة التي تضم مقر قيادة الجيش النافذ في البلاد.
وفرضت السلطات إجراءات أمنية مشدّدة حول إسلام أباد لمنع أنصار خان من السير إلى المباني الحكومية، مع انتشار الآلاف من أفراد الأمن وإغلاق طرق بحاويات شحن.
وتحوّلت الاحتجاجات التي قادها خان في مايو إلى 24 ساعة من الفوضى، مع حصار العاصمة واشتباكات في كل أنحاء باكستان بين الشرطة ومتظاهرين.
قالت الشرطة إن أي محاولة من قبل أنصار الحزب لدخول إسلام أباد هذه المرة سيتم التعامل معها بحزم.
وأصدر وزير الداخلية رانا ثناء الله الذي قال خان إنه متورّط في مؤامرة الاغتيال، "إنذارا أحمر" الجمعة محذّرا من تهديدات أمنية للتجمع.
وأوضح أن "حركة الإنصاف ما زال لديها الوقت" لإلغاء التجمع مدرجا طالبان باكستان وتنظيم القاعدة ضمن الجماعات المتطرفة التي يمكن أن تؤذي خان.
وقالت الحكومة إن محاولة الاغتيال نفّذها مسلح مدفوع باعتبارات دينية وقد ألقت القبض عليه، مع تسريب الشرطة فيديو "اعترافا" لصاحب متجر خردة قائلا إنه أقدم على ذلك لأن خان كان ضد الإسلام.
لكن خان، نجم الكريكت الدولي السابق، أشار إلى أنه حذّر قبل فترة طويلة من أن الحكومة ستلقي باللوم على متعصب ديني في أي محاولة لقتله.
وينظم تجمع السبت بعد يومين على تسمية الحكومة ضابطا سابقا في الاستخبارات ليشغل منصب قائد الجيش. وقد أنهى تعيين الجنرال سيد عاصم منير أشهرا من التكهنات حول منصب يُعتبر السلطة الفعلية في الدولة المسلحة نوويا والتي يبلغ عدد سكانها 220 مليونا. وتبوأ منير منصب رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية في عهد خان لكن مهمته انتهت بعد ثمانية أشهر فقط بعد أنباء عن وقوع خلاف بينهما.
ويتمتع الجيش الباكستاني، سادس أكبر جيش في العالم، بنفوذ كبير في البلاد وقام بثلاثة انقلابات على الأقل منذ الاستقلال في العام 1947، وحكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود.
ومنذ إطاحته، نظّم خان سلسلة من التجمعات الجماهيرية في كل أنحاء البلاد، ومن المتوقع أن يكون تجمع السبت الأكبر حتى الآن. وكانت قوافل من أنصار الحزب تتدفق من كل أنحاء باكستان.