السبت 20 ابريل 2024

بين العقل والنقل في المونديال

مقالات27-11-2022 | 12:55

لا مراء أن العرب أثبتوا في مونديال قطر، ومن جديد إنهم لا يعدمون المهارات وأن مؤهلاتهم الفنية مهمة جدا.

 

نعم هذا لا شك فيه، لكن لماذا تبقى إنجازاتهم محدودة في التظاهرات الكبرى؟

 

الجواب عن السؤال ينطق به واقع الحال. ذلك أن الجانب المغيب هو العقل وبتعبير أدق الفكر.

 

لنأخذ على سبيل المثال المشاركة العربية في المونديال الحالي. كانت قطر مستعدة لكل شيء ولا شيء يمكن قوله أو تسجيله عن الكفاءة والقدرة من حيث التنظيم، لكن يبدو أن جانب تحضير المنتخب كانت به بعض النواقص ولعل أبرزها التحضر الذهني فاللاعبون دخلوا المباراتين  ضد الإكوادور والسنغال وكأنهم ملزمون بالظفر باللقب وأن عليهم أن يكونوا الأفضل نتيجة وأداء، وفرمل ذلك مؤهلاتهم على أرض الملعب ولم ير القطريون ووراءهم العرب المنتخب القطري الذي "توهموا" أنه سيأتي على اليابس والأخضر.

 

لم يعدم اللاعبون الرغبة، لكنهم افتقدوا التركيز الذي يكون في الغالب نتيجة الخبرة واللعب على المستوى العالي.

 

الخبرة في المونديال غير متوفرة لأن قطر لم تلعب المونديال قبل، واللعب على المستوى العالي يتحقق عبر لاعبين يحترفون في أكبر الدوريات، وهذا أيضا غير متوفر.

 

كان الممكن إبرام تعاقدات مع فرق متوسطة تلعب في دويات كبرى فيها ضغط جماهري وإيقاع و...

 

إن وجود لاعب أو اثنين  على الأقل من هذه الطينة كان من الممكن أن يدفع بالعنابي إلى الإمام ويبقى في دائرة التنافس.

 

وما قيل عن المنتخب القطري ينطبق على المنتخب السعودي مع فارق يتمثل في غياب ضغط ضرورة تحقيق الفوز باعتباره صاحب الأرض.

 

لكن هناك جانباً آخر فرمل المنتخب السعودي ضد بولندا بعد تفوقه ضد الأرجنتين ويتمثل في استعمال القلب وبعبارة أصح العاطفة بنسبة أكبر من العقل.

 

فالذي كان في حاجة إلى الفوز هو المنتخب البولوني وهو الذي كان عليه أن يبادر واستغلال هفواته لتنظيم هجمات مضادة وإحراز الأهداف..

 

لكن من خلال الطريقة التي لعب بها المنتخب السعودي توحي وكأنه يتوفر على خيار واحد هو الفوز. وبالتالي فإن المنتخب البولندي هو الذي لعب بنهج من المفترض أن يعتمده المنتخب السعودي وكان ذلك في صالحه.

 

ولم يختلف الوضع بالنسبة للمنتخب التونسي لأنه ولأسباب ترتبط بالجانب الذهني والتحكم في الإيقاع اختار أن يقبل اللعب من منتخب عانى كثيرا ليتأهل إلى المونديال، واستسلم في مباراته الأولى ضد فرنسا.

 

وزاد الهدف الذي تلقاه في الشوط الأول من صعوبة موقفه رغم ما شهده من ترميم في الشوط الثاني.

 

اقتصر حكمنا حتى الآن على المنتخبات التي لعبت مباراتين، والتي وإن اعتمدت أساليب لعب متعارف عليها دوليا لم تكن أكثر نجاعة ولم تحافظ على مردودها لأن الجانب الذهني كانت له أحكامه.

 

وكما أشرت في العنوان فإن عرب المونديال أبانوا عن حضور مهاري واعتماد الخطط المتعارف عليها في عالم كرة القدم الحديثة.

 

وهي خطط ليست من إبداع هذه المنتخبات بل يجري استنساخها.

 

فرغم مزاعم التوفر على مدارس وأكاديمياته و... فإن النقل لا يجدي نفعا أمام العقل وهو الدرس الذي لم يستوعبه القائمون على الرياضة في العالم العربي وهو سر وجود الفجوة بين جيل وجيل العجز عن مواصلة النتائج الجيدة.

 

رئيس تحرير صحيفة الصحراء المغربية