احتفى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، بالمسرح الإيطالي ورموزه، خلال فاعليات الدورة السابعة من المهرجان، وأدار الندوة الكاتب إبراهيم الحسيني، وحضر كلا من رئيس المهرجان الفنان مازن الغرباوي، والمستشار الثقافي الإيطالي ديفيد سكالماني، ودكتور أبو الحسن سلام، والناقد محمد الروبي.
وقال رئيس المهرجان مازن الغرباوي: «سعيد بالتعاون بين شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، والمركز الثقافي الإيطالي متمثل في المستشار الثقافي ديفيد سكالماني، وقد قمنا بإعداد دراسة حول المسرح الإيطالي من خلال الصديق محمد كامل، الذي سيقوم خلال الندوة بتعريف واقع المسرح الإيطالي المعاصر وبعض المحطات الثقافية فيه، وقبل ذلك سنستمع للمستشار الثقافي ديفيد سكالماني.
ومن جانبه قال ديفيد سكالماني: «سعيد لوجدي بمهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي، والمسرح نستطيع به أن نصنع الطاقة الإيجابية بين الشعوب المصرية والإيطالية، وأعتقد أن المهرجان كمنصة مليئة بالطاقة التي من الممكن أن تساعد الثقافة المصرية والإيطالية على التطور، ولذا أدعوكم اليوم لحضور عرضيين إيطاليين لتشاهدوا أين وصل المسرح الإيطالي».
وتابع سكالماني: «الحضارة المصرية أقدم بكثير من الحضارة الإيطالية، ولكن ثمة أشياء مشتركة بين الحضارتين ونحتاج مزيد من الوقت لتتحدث عن أهم الأجزاء من تاريخ المسرح الإيطالي، ومن أهم المشاكل التي تواجهه المسرح الإيطالي هي قلة النصوص الموجودة، فبرغم العديد من نوعيات المسرح بإيطاليا لكن نقص النصوص المسرحية في واقع المسرح الإيطالي، هو الذي يمثل العائق على مدار تاريخ الحركة المسرحية الإيطالية، وأتمنى أن يكون هناك ترجمات كثيرة للنصوص الإيطالية، وفي المستقبل نحب أن يكون المسرح الإيطالي متلامس مع كل الدول، وأن يكون التواصل مبني على أسس مبدئية وليس مجرد عروض إيطالية فقط».
وقال الباحث: «محمد كامل في القرن 16 كان هناك ملهمين لفناني وكتاب المسرح الإيطالي مثل ويليام شكسبير، وبعد هذه المرحلة حدثت تطورات في المسرح الإيطالي فظهرت الأوبرا وأنواع كثيرة، ويعتبر القرن العشرين من الأوقات الزمنية التي كللت مسيرة المسرح الإيطالي، وحصل إثنين من كتابه على جائزة نوبل وبعد هذه المرحلة ظهرت أنواع جديدة، لكن في الأخير هي تؤكد على التطور المنشود في أشكال المسرح الإيطالي».
وتابع: «برانديلو خلق فكرة المسرح داخل المسرح وعاصر ثورات كتير في إيطاليا وهذه الثورات جعلته يخرج أفكار اتجاه الحرية، والفكرة الأساسية عند بيراندلوا أن المسرح بدأ يخرج من رحم المعاناه الحرية، وظهر ذلك واضحًا في مسرحية ست شخصيات تبحث عن مؤلف، وفي مسرحية أخرى كانت فكرتها قائمة على الزوج والزوجة غير المتفاهمين، وأن المرأة ليس لها أي حقوق مجرد أخذ لقب اجتماعي فقط، أما المسرحيات في العصر الحديث في إيطاليا بدأت تتأثر بما يحطها من مؤثرات لكنهم عصروا الإرهاب، وهذا لا يقل عن الثورات والحروب التي عاصرها الكتاب في العصور القديمة».
وقال الدكتور أبو الحسن سلام: «المسرح الإيطالي أحد أهم الفنون التي نقلت لنا فن المسرح من اليونان وأضافت إليه ما يتناسب مع الثقافة الجديدة، فعندما تمت إعادة كتابة أوديب وأنتيجون في إيطاليا نجد أنهم استحضروا شخصية أوديب الوالد واستخرجه باعتباره شبح وهذه الإضافة تتناسب مع الثقافة الجديدة، يحسب للمسرح الإيطالي في تاريخه العظيم فن البانتوميم فلم يكن له أساس والذي وضع الاساس هو المسرح الإيطالي في العصر الروماني، ويذكر ذلك حادثة الإمبراطور الذي قطع لسان أحد الممثلين وبعدها أصبح التمثيل لفترة طويلة يمثل بالمايم والبانتوميم، وعظمة هذا التاريخ الإيطالي دعت شكسبير أن يتناول موضوعات متعددة مثل تاجر البندقية وروميو وجوليت».
يذكر أن دورة هذا العام من المهرجان تحمل اسم الفنان الكبير نبيل الألفي، وتحل دولة العراق ضيفًا شرفيًا للدورة السابعة، ويترأس المهرجان شرفيا الفنانة القديرة سميحة أيوب، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الفنان والنجم محمد صبحي، ورئيس المهرجان المخرج مازن الغرباوي، ويديره الدكتورة إنجي البستاوى ويقام تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، واللواء أركان حرب خالد فوده محافظ جنوب سيناء.