من نادي جورا- سود المتواضع إلى قطر، ومن بطولة فرنسا للهواة إلى مونديال 2022 مروراً بحصد لقب أمم إفريقيا، حرق السنغالي بولايي ديا، صحاب الهدف الأول في مرمى قطر (3-1) الجمعة على استاد الثمامة، المراحل.
يقول مهاجم ساليرنيتانا الإيطالي الذي يخوض مع بلاده مباراة حاسمة ضد الإكوادور الثلاثاء ضمن المجموعة الأولى، إنه "قبل ثلاث أو أربع سنوات، كنت هاوياً"، مبتسماً وفرحاً "بتسجيل الهدف (هدفه) الأول في كأس العالم".
بالطبع كان الهدف الأول نتيجة خطأ دفاعي فادح من القطري بوعلام خوخي أكثر منه بسبب عبقرية ديا. لكن الصياد السنغالي كان في موقع المراقب لمنطقة الجزاء عندما تعثّر خوخي بتمريرة غير خطيرة من كريبان دياتا (41).
يقول زميله يوسف سابالي ممازحاً "في كرة القدم عليك أن تكون في المكان المناسب أحياناً".
خلف ذلك الهدف التحرّري، سجل شريك ديا الهجومي فامارا دييديو، هدفاً بارتماءة رأسية في الدقيقة 48، قبل أن يضيف بامبا ديينج الذي دخل في نهاية المباراة بدلاً من إسماعيلا سار، ثالثاً (84) أنهى به المواجهة (3-1) أمام "العنّابي" الذي كان يكافح للعودة.
بولايي ديا كهربائي في 2018
أمام هولندا، لم يكن ديا، رأس الحربة الوحيد، فعالاً في مناسباته النادرة أمام المرمى، وخسر "أسود التيرانجا" بهدفين.
غير أن خطة ثنائية خط الهجوم، خدمته بشكل أفضل.
يقول سابالي "في بعض الأحيان يتعيّن عليك تغيير النظام لتعريض الفريق المنافس للخطر. خطة 4-4-2 كانت ناجحة بالنسبة لنا في هذه المباراة" مع قطر.
أما الجناح الأيسر الآخر إسماعيل جاكوبس، فيشير إلى أن "الأمر يعتمد على الخصم".
ويضيف "اخترنا 4-4-2 لإرسال المزيد من الكرات العرضية إلى مهاجمينا الذين هم جيدون للغاية، وبما أننا فزنا، فأعتقد أن مدربنا اتخذ القرار الذكي".
بدت السنغال قليلة الحيلة هجومياً، فارتمى المهاجم البالغ من العمر 26 عاماً على الكرة ليسجل الهدف الأول للسنغال في النهاية.
علّق ديا قائلاً إنه "بالنظر إلى مسيرتي، لا يمكنني إلا أن أشعر بالرضا"، مشيراً إلى أنها تجسّد "الكثير من العمل".
فقبل خمس سنوات، عمل في الصيانة الكهربائية بعدما تحصّل على شهادة البكالوريا في الهندسة الكهربائية، ولعب في الدرجة الرابعة الفرنسية مع نادي جورا-سود ومقره مولانج في شرق البلاد.
كان يلعب حينها بموجب عقد فدرالي (هاوٍ)، في الثانية والعشرين من عمره، وسجل الكثير من الأهداف.
لكن فريق رين رصد هذا الهداف في مسيرته حين لم يكن في الصف الأول، ولم يكن مفاجئاً بالنسبة لصبي ولد في أويونا، معقل لعبة الرجبي.
بدءاً من 2018 بدأ الصعود. وصل إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي من دون كل الأمتعة التكتيكية وصقل نفسه في الموسم الأول، بعد هدفه الأول ضد جانجان في نوفمبر من ذلك العام.
بدأ يعرّف عن نفسه في بداية موسم 2019-2020 بمأثرتين: هدف وتمريرة حاسمة للفوز على مرسيليا (2-صفر) في المرحلة الأولى، ثم كرة أكروباتية للتغلب على باريس سان جرمان (2-صفر) على ملعب بارك دي برانس في المرحلة السابعة.
لكنه هذه المرة سجّل هدفه الأول في أرقى الساحات العالمية.