قال سيمون شليجل الباحث السياسي والمتخصص في الشأن الأوكراني"إن روسيا تسعى من خلال هجماتها الصاروخية المكثفة على البنية التحتية للطاقة في جميع أرجاء أوكرانيا إلى تدميرها وإلقائها بين أنياب البرد والظلام" على حد تعبيره.
وأضاف الكاتب ـ في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية ـ" أن الهجمات العنيفة من جانب القوات الروسية أدت إلى حرمان أجزاء عديدة في البلاد من الكهرباء ووسائل التدفئة وإمدادات المياه، موضحا أن أوكرانيا في ظل تلك الظروف الطاحنة باتت في أشد الحاجة لمساعدة الدول الغربية لتحمل فصل شتاء قارس البرودة تصل فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر".
وأوضح الكاتب أنه منذ السابع عشر من نوفمبر الجاري بدأت الثلوج تغطي الشوارع في أوكرانيا في الوقت الذي تشتعل فيه سماء البلاد بالانفجارات جراء الهجمات الصاورخية الروسية مستهدفة محطات الطاقة في جميع أرجاء البلاد.
وعبر عن اعتقاده أن استهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، يهدف إلى شل حركة الحياة في جميع أنحاء البلاد في الوقت الذي يجاهد فيه الجانب الأوكراني من أجل استمرار الحياة في ظل استمرار حرب ضروس في البلاد، موضحا أن بعض المطاعم في العاصمة كييف لجأت إلى حيلة تقديم الوجبات الباردة بسبب عدم توافر موارد الطاقة.
ويوضح الكاتب أن الوضع في مناطق أخرى من البلاد بعيداً عن العاصمة كييف ليس بأفضل حال حيث بدأت تنتشر في العديد من المناطق في البلاد مقاهي في الطوابق الأرضية أسفل المباني لتجنب القصف الصاروخي الروسي، حيث تنتشر في تلك الطوابق مراكز إيواء لا يوجد فيها وسائل إضاءة سوى أضواء الشموع.
وأشار إلى أن قطاعات أخرى بدأت تلجأ لإجراءات استثنائية لمواجهة الظروف القاسية التي تمر بها البلاد إذ قامت الهيئة الوطنية للسكك الحديدية بالاستغناء عن العربات التي تعمل بالكهرباء واستخدام بدل منها عربات تعمل بزيت الديزل في الوقت الذي لجأ فيه العديد من سكان المدن لاستخدام مولدات الطاقة لتوفير التدفئة اللازمة والوفاء باحتياجاتهم الأخرى.
وقال" إنه رغم كل الإجراءات الاستثنائية التي يتم اتخاذها في أوكرانيا في ظل الظروف القاسية الراهنة، بات من المستحيل تجنب الآثار السلبية للهجمات الصاروخية الروسية على البلاد إذ أعلنت أوكرانيا أن الضربات الروسية تمكنت من إعطاب ما يربو على نصف محطات الطاقة في البلاد؛ ما أدى إلى حرمان مناطق عديدة من وسائل التدفئة والكهرباء والمياه".
وأضاف الكاتب أن الأزمة الحالية طالت العديد من القطاعات الاقتصادية والتي يأتي على رأسها قطاع تكنولوجيا المعلومات مما ينذر بانزلاق الاقتصاد الأوكراني لمرحلة انكماش بما يزيد على 30 في المئة خلال العام الجاري.
وأشار الكاتب في ختام المقال إلى أنه بإمكان الدول الغربية تقديم المساعدات اللازمة لأوكرانيا على نحو فعال حتي تتمكن من مواجهة الظروف القاسية التي تمر بها في الوقت الراهن من خلال تخلي الغرب عن التردد الذي يمنع وصول المساعدات في الوقت المناسب ووضع الدول الغربية توفير الدعم لأوكرانيا على رأس أولوياتها.