الجمعة 26 ابريل 2024

جرعات من المتعة

مقالات29-11-2022 | 12:43

غسلت جماهير الرياضة المصرية غمها وأزالت همها وهي تتجرع من كأس المتعة وتنهل من إناء السعادة جرعات ذات مذاق لذيذ وطعم جميل ونكهة طيبة .. أمضت خلال الفترة الماضية ساعات من المتعة زخرت بالإثارة والندية والتكافؤ والمفاجآت مع النسخة ٢٢ من كأس العالم " قطر ٢٠٢٢"، مباريات ولقاءات وأحداث كروية وكرنفالية عالمية حفلت بجميع عناصر الساحرة المستديرة فنية وبدنية وتكتيكية وخططية وسلوكية وتنظيمية وجماهيرية ،حيث تعيش شعوب أرجاء المعمورة أجواء مونديالية ممتعة ومفرحه ومبهجة ومحزنة ومثيرة.

شاهدنا حضور عربي مميز منتخبات قدمت أداء فنيا وبدنيا رائعا كالأخضر السعودي الذي قهر التانجو بقيادة ميسي وأحرز فوزا تاريخيا وأسطوريا والمنتخب المغربي الذي تفوق على نفسه وهزم المصنف الثاني عالميا بلجيكا ، كما حاولت أيضا النجوم السمراء أمثال السنغال وغانا والكاميرون الظهور بشكل مميز ففازت غانا على كوريا الجنوبية وتعادل أبناء سونج مع منتخب صربيا القوى ٣/٣ بعد ريمونتادا هائلة وتغلبت أسود التيرانجا على قطر الدولة المنظمة.

كما سجلت إحصائيات الفيفا لهذه البطولة العالمية أرقاما نادرة في نسب عدد التمريرات الناجحة والمحاولات الإيجابية على مرمى المنافسين والمسافات المقطوعة للاعبين والأبعاد والتصدي للمدافعين وحراس المرمى للهجمات الخطرة.

جميع هذه الشواهد والمجريات أجبرت ملايين من جماهير مصرنا المحروسة أن تكتظ وتملأ المنتديات والكافيهات من أجل تجرع جرعات عميقة من المبهجات، للصمود لأطول فترة ممكنة أمام المشاهد والمساخر التي تدور في معظم أرجاء وأركان الساحة الرياضية المصرية الخربة التي ليس لها صاحب أو عاهل.

إن المستويات الفنية والخطط التكتيكية التي تابعناها حتى الآن خلال فترة مونديال قطر ٢٠٢٢ تؤكد بأن هناك مسافات تتعدى ليس الأمتار بل الأميال بين كرة القدم التي نمارسها ونتابعها في ملاعبنا ونظيرتها في الملاعب الأوروبية واللاتينية وحتى الآسيوية، فالمقارنة ظالمة بين ما نلعبه من كرة وما مارسه العالم هناك.

وتلك المسافة تجعل من كرتنا لعبة أخرى غير التي تمارس في الملاعب الكروية العالمية التي يتوافر فيها المقومات الفنية الجميلة والبديعة وفي النهاية ندعو الله أن يقرب المسافات ويزيل العقبات ويشفى الداءات ويوفر العلاجات.. وإنا لمنتظرون!

Dr.Randa
Dr.Radwa