الإثنين 13 مايو 2024

صور نادرة ومعلومات لا تعرفها عن أول زيارة رسمية للملك عبد العزيز لمصر

14-1-2017 | 16:27

   لقد كانت أول زيارة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز آل سعود لمصر فى عهد الملك فاروق عام 1946.
وكانت الزيارة ردا على زيارة الملك فاروق إلى المملكة العربية السعودية سنة 19455، وهى الزيارة التى أعادت العلاقات بين البلدين بعد أن كان يشوبها بعض التوتر.

في يوم 2 يناير 1946 أقلع من السويس اليخت الملكي "المحروسة" متجها إلى جدة لإحضار الملك عبد العزيز آل سعود، وبعد أيام قليلة وصل الملك السعودى إلى السويس وسط استقبال جماهيرى حافل. 
استقل الملكان الراحلان عبد العزيز آل سعود وفاروق الأول القطار الخاص الذى تم تخصيصه لنقل العاهلين إلى القاهرة، وكان كبار رجال الدولة فى واستقبالهما، وفقا لما ذكره موقع الملك فاروق الأول. 

توجه الموكب الملكي إلى قصر الزعفران بعد وصوله محطة مصر، كما استقل عربة ملكية مكشوفة مع الملك فاروق متوجها إلى شوارع وميادين القاهرة، وقد لقى الملك السعودى حفاوة بالغة من المصريين خلال هذه الزيارة التاريخية. 
هذه الزيارة التاريخية جاءت بعد أن انتهى العالم من الحرب العالمية الثانية، وردا على زيارة الملك فاروق للسعودية التى جاءت بناءً على دعوة رسمية من المملكة فى يناير 1945م. 
أشارت التقارير الصحفية خلال هذه الزيارة التاريخية إلى أن هناك مصادفة سعيدة تمثلت فى أن يوم 77 يناير 1946م، الذي غادر فيه الملك عبد العزيز جدة قادمًا إلى مصر يوافق اليوم الذى أتم فيه الملك 20 عامًا على مبايعته "ملكاً على الحجاز وسلطانًا لنجد وتوابعها". 
سلطت الصحف المحلية الضوء على حيثيات هذه الزيارة التاريخية للملك السعودى، ذلك لكونها حدثا عظيما، خاصة أن مصر نجحت فى الاستعداد لها، وكانت موضع تقدير وإعجاب من خادم الحرمين الشريفين – حينذاك. 
أكدت الصحف المحلية، أيضا أن القلم عجز عن وصف زينة مصر وابتهاجها لاستقبال العاهل السعودى، وأشارت إلى أن مصر سطرت فى تاريخها المعاصر هذه الزيارة العظيمة، ووصفتها بأسعد حدث من أحداثها المهمة. 
جاء ضمن استعداد مصر لهذه الزيارة التاريخية، موافقة اللجنة الملكية بمجلس النواب على طلب وزارة الخارجية قبل الزيارة بـ30 يوما بفتح اعتماد إضافى فى ميزانيتها بمبلغ 20 ألف جنيه لنفقات هذه الزيارة. 
اعتمد مجلس النواب –حينذاك– 100 آلاف جنيه كنفقات لليخت الملكى "المحروسة" الذى استقله العاهل السعودى قادما من جدة. 
وافق القومسيون البلدى بمحافظة الإسكندرية على اعتماد مبلغ 100 آلاف جنيه لمواجهة زيارة خادم الحرمين الشريفين للمدينة. 
أصدر مجلس الوزراء المصرى تعليمات لجميع الوزارات باتخاذ التدابير اللازمة بشأن استقبال العاهل السعودى، وفى إطار ذلك قررت وزارة الإشغال وقتها إطلاق اسم الملك عبد العزيز على شارع النيل بقسم مصر القديمة بمدينة القاهرة. 
تزينت محطات السكك الحديدية وقصر الزعفران وقصر عابدين لاستقبال الملك عبد العزيز آل سعود، كما تزينت الطرق التى تم تحديدها لمرور الموكب الملكى. 
صدرت تعليمات أيضا بفتح جميع مطاعم الشعب لمدة 3 أيام بهدف إطعام 10 آلاف مواطن. 
اشتركت قوات الشرطة والجيش فى تأمين شوارع مصر للحفاظ على النظام العام. 
اهتم الشعب السعودي بهذه الزيارة التاريخية، وذلك ظهر جليا فى متابعة الإذاعات المحلية، وبيع جهاز الراديو بـ50 جنيها ذهبيا. 
تضمن برنامج زيارة الملك السعودى عام 1946، زيارة القصر الملكى فى عابدين، ومقر الحكومة، إضافة إلى مقر مجلس النواب، والجامع الأزهر، والجامعة العربية، والمؤسسات العلمية والصناعية، بجانب المستشفيات، وجامعة القاهرة وكان تُسمى وقتها "جامعة الملك فؤاد الأول". كما شمل برنامج الزيارة، التوجه إلى المعالم الأثرية، والقناطر الخيرية، والمتحف الزراعى، وإصلاحية الأحداث، كما زار المحلة الكبرى، وهى إحدى قلاع الصناعة المصرية وأنشاص ومدينة الإسكندرية. 
أدى العاهل السعودى عبد العزيز آل سعود برفقة الملك فاروق صلاة الجمعة فى الجامع الأزهر، وألقى خطبة الجمعة فضيلة الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الجامع الأزهر– آنذاك. 
أصدر الملكان السعودى والمصرى بيانا مشتركا خلال هذه الزيارة التاريخية أذاعته رئاسة مجلس الوزراء المصرى، وألقاه محمود فهمى النقراشى باشا رئيس الوزراء – حينذاك- أكدا فيه على إيمان الدولتين بأن#فلسطين دولة عربية، وأن من حق أهلها، وحق المسلمين والعرب معهم، أن تبقى عربية كما كانت دائمًا.

    Dr.Radwa
    Egypt Air