الجمعة 26 ابريل 2024

أحمد الفيتوري: رواية آلام يهوذا «تاريخية دينية» من خلال سياقها السردي

أحمد الفيتوري: رواية آلام يهوذا تصنف نفسها من خلال سياقها السردي كرواية تاريخية دينية

ثقافة30-11-2022 | 19:25

عبدالله مسعد

قال الكتاب الروائي أحمد الفيتوري، إن الرواية هي ديوان الكون ونشر العالم، فاشتملت على كل شيء فهي مدونة الزمان والمكان، فلم تعد جلسا أدبيا محضا ولا تخضع لتصنيف منذ أول القرن الماضي وحيزها يتسع ومكانتها ترتفع حتى غدت مع هذه الألفية مركز الإنشاء الأدبي، فهي تحتوي الملحمة الشعرية والإنشاء النثري، والدراما المسرحية، والمشهدية السينمائية، والتشكيل الفني، فتضم ما ترى من المعارف البشرية الفكرية والفلسفية الميتافزيقية والدينية والعلمية والاجتماعية والتاريخي والإيديولوجيا وغير ذلك، ومن هذا هي سفر الأسفار، وهذا ما جعل رواية "آلام يهوذا" تقريبا خارج التصنيف، وعليه دخلت سرديات قديمة عدة مجال الرواية كالجحش الذهبي والف ليلة وليلة، وبدأت تتناسل مصطلحات كالرواية السيروية والسيرة الروائية، ثم اتخذ مفكرون من الرواية سياقا سرديا لأطروحاتهم الفكرية، ولعل من أشهرهم سارتر وقبل الشاعر غوته.

وأضاف الفيتوري، خلال الندوة النقدية في مقر منتدى المستقبل للفكر والإبداع؛ لمناقشة رواية "آلام يهوذا" للكاتب ماجد وهيب مساء أمس قائلا: "إذا سلمنا أن السياق السردي الروائي لم تعد له حدود فإن هذا لم ولن يمنع أن ثمة سيقا سرديا يجعل من كتابة ما رواية، فيكون هذا السياق بنية داخلية يفرضها النص، خاصة عند البنيويين على تعدد نظراتهم، ومن هذا فالنص مرجعه النص، وهذا لا يجب قطعا غيره من النظرات، لكن يوكد خلال عليها السياق النصي وليس من خارجه.

النص الذي أثار مسألة نظرية الرواية، الذي نحن بصدد النظر فيه، رواية "آلام يهوذا" لماجد وهيب ما يحيل عنوانه ثم متنه إلى أننا بصدد، رواية تصنف نفسها من خلال سياقها السردي. كرواية تاريخية دينية حيث "آلام يهوذا" رواية سيرية غيرية، لشخصية دينية تاريخية شهيرة "يهوذا" المعروف في التراث الديني المسيحي، ومن هذا ثمة التباس تثيره الرواية، ما يطرح أسئلة تتوالد من متن رواية كهذه، فالرواية السيروية الغيرية، موضوعها آخر معروف كما هو "يهوذا"، فهل نعد يهوذا كشخصية تاريخية دينية، موضوعة مرجعية للرواية، وبالتالي نقرأ الرواية ضمن نسق التاريخ، أم علينا مصادرة هذه المرجعية الحادة الزاوية؟، وإن ولجنا الرواية خارج السياق السيروي الذي تثيره، فكيف نتعامل مع الجانب التاريخي الذي تحرص الرواية عليه، مضافا إلى حرفية في التوكيد على الأطروحات الدينية المتداولة ، ولغتها المسبوكة من نفس السياق، ما يحيل إلى ميتا سردية الرواية ما هو في تقديرنا صفر الكتابة. وفي الأخير فإن "آلام يهوذا" رواية شخصية، الشخصية المشكلة لمجمل النص ما اصطلح عليه بـ "البطل"..

وناقش الرواية الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والكاتب الروائي والناقد أحمد الفيتوري، وأدار الندوة الكاتب والإعلامي عمرو الشامي.

وقد صدرت «آلام يهوذا» حديثا عن دار المرايا، وتعد الرواية الثالثة للكاتب الشاب ماجد وهيب بعد روايتيه «المرج »، و«أخوة الرب» ، فضلا عن مجموعته القصصية «العالم في حفلة تنكرية».

Dr.Randa
Dr.Radwa

الاكثر قراءة