يحيا أهالي محافظة الوادي الجديد تلك المحافظة المترامية الأطراف، ما بين مخاطر لهيب الصحراء الذي يتعدى أحيانا الـ 45 درجة مشوية، والخوف من لدغات الأفاعي والعقارب التي هددت حياة 36 مواطن منذ بدء الصيف وحتى الآن، حرارة الصيف تدعو جميع الكائنات الضالة والحشرات والعظايا للخروج من مخابئها، وتحملها الرمال إلى أبناء الوادي في عقر دارهم بحثا عن الغذاء والمأوى الرطب من القيظ الحارق.. الهلال اليوم ترصد حالات التعرض للتسمم في المحافظة الأكبر بمصر وتبحث كيفية مواجهة هذا الخطر الموسمي.
تزداد نسبة الخطر في المناطق النائية والقرى التي تكثر بها الزراعة وتربية الماشية والطيور، وقد اعتاد أهلها على حادث تعرض أحدهم لعقر من حيوان بري ليواجه خطر السعار، أو للدغة عقرب كالتي أودت بحياة طفل من قرية موهوب بالداخلة العام الماضي.
المبيدات سلاح دون جدوى
يلجأ معظم أهالي المحافظة للاستعانة برش المبيدات كوسيلة للمقاومة في مكافحة تلك الحشرات السامة والمضرة التي تهدد حياة ذويهم، فيقول وائل محمد خيري من قاطني حي السلام إنه يمتلك أرضا تابعة للجمعيات بها مسكن له، وفوجئ ذات ليلة بثعبان كبير كاد أن يلدغه، واستطاع مع أصدقائه القضاء على الثعبان، بينما تقول “ن. أ” إحدى ربات البيوت بحي مصنع اللبن إنها مع مطلع كل صيف تبدأ مخاوفها من العقارب، مؤكدة أنها لابد وأن ترى العقارب في كل عام داخل المنزل، وأن العناية الإلهية فقط هي التي تحمي أسرتها، وقرية الأربعين هي الأخرى تطلق على هذه الفترة من العام "موسم العقارب" لكثرة وجودها داخل المنازل، بينما تمتلئ الزراعات بالأفاعي وتهدد المزارعين بشكل يومي تقريبا.
حملات للمقاومة
الهلال اليوم توجهت لإدارة محطة الملاريا بمركز ومدينة الخارجة والتقت بمدير المحطة كمال محمد لمعرفة تفاصيل الظاهرة وما هى الإجراءات المتبعة داخل المحطة للمواجهة، فأشار إلى أنه مع بدء فصل الصيف يبدأ تكثيف حملات للمقاومة ولمكافحة الحشرات السامة والقاتلة كالعقرب، خاصة بالقرى البعيدة بالمحافظة، وذلك عن طريق البودرة الخاصة بها، وكذا البعوض والناموس والذي ينتشر بشدة خاصة بمنطقة "شرق البلد القديمة" ومنطقة أرض المعلمين وكذا تجمعات القمامة والأسواق المليئة بالمخلفات، موضحا أن هناك خطوط سير يومية لحملات المقاومة للحد من المشكلة التي تهدد أمن المواطنين، أما الأفاعي فلا يوجد لها بودرة مقاومة أو أية سموم، مما يشكل خطرا داهما خاصة بالحقول والزراعات التي تنتشر بالمحافظة .
المهندس أشرف موريس مدير إدارة الحشرات الناقلة للأمراض بمديرية الشئون الصحية بالوادي الجديد أكد أن المقاومة تتم بجميع مراكز المحافظة وقراها، قائلا إن الانتشار يكثر في أماكن البرك والمستنقعات، وأضاف موريس "عند تقدم أي مواطن ببلاغ لمقاومة أي من الحشرات أو القوارض يتم الانتقال للمنطقة فورا ومقاومة الحي بأكمله ويمكن للمواطن إخطارنا برغبته في المقاومة ويتم دفع رسوم بسيطة بموجب قرار وزاري بمبلغ 2جنيه لكل متر مربع وتتم عملية رش المبيد والبودرة وما يحتاجه للمقاومة فلدينا ما يكفى من المبيدات للمقاومة بصفة دائمة.
36 حالة بلا وفيات
الدكتور أحمد عمر عيسي مدير الطب الوقائي بمديرية الشئون الصحية والطب الوقائي قال إن حالات إصابة المواطنين بلدغ الثعبان أو العقرب تكون ضعيفة جدا في الشتاء، وتكاد تكون معدومة خلا شهري يناير وفبراير، وعندما تبدأ العقارب في الهرب من حرارة الصيف يبدأ خطرها، وفي هذا العام مثلا لا توجد أي حالات إصابة بشهري يناير وفبراير، بينما تصل في مارس إلى 5 حالات، ثم إبريل 10 حالات، ومايو 19 حالة، ويونيو 36 حالة وبدون حالات وفاة، دكتور عيسى أوضح أيضا أن العقرب الصغير شديد السمية وأن لدغ الطفل أخطر ما يكون بالنسبة للعقرب والأفعى، وتزداد الخطورة مع اللدغ في منطقة الرأس أو بالقرب من القلب أو أي من الأجهزة الحيوية بجسم الإنسان، أما المريض فتتم متابعته لمدة 24 ساعة كاملة في تلك الحالات بعد إعطاءه جرعة المصل، وبالنسبة لعقر الحيوان فلابد من متابعة المريض بخمس جرعات من المصل، تجنبا لإصابة الشخص بمرض السعار.
المصل والحل
وفي نفس السياق أفاد الدكتور محمد السيد موسى وكيل وزارة الصحة بمحافظة الوادي الجديد بأن الأمصال المضادة لعقر الحيوان وللدغات العقارب والثعابين متوافرة بجميع الوحدات الصحية بمدن وقري المحافظة في أي وقت، وأن فرق التفتيش بالمديرية تتابع بشكل مستمر صلاحية الأدوية والأمصال، خاصة المضادة لعقر الحيوان ولدغات العقارب والثعابين، والتي تنتشر في الوادي الجديد، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة ،وفصل الصيف، مؤكدا أن جميع الأمصال تعطي بالمجان في الوحدات الصحية التابعة للمديرية، كما دعا المواطنين للانتظام في استخدام المقاومة الكيميائية التابعة للوزارة فهي الحل الوحيد للحد من هذه الظاهرة واختفائها مستقبلا.