شهدت محافظة الإسكندرية اليوم افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي عددًا من المشروعات الهامة بها، والتي كان من ضمنها افتتاح محور التعمير بالإسكندرية والذي يعد إضافة جديدة لشبكة الطرق بالمحافظة، حيث يفتح آفاق تنموية جديدة بها من خلال مساهمته في ربط ميناء الدخيلة بعدة طرق أخرى وكذلك ربط الإسكندرية بالعلمين الجديدة.

وخلال الافتتاح تحدث السيسي عن تطوير تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن تطوير منطقة المنتزه، تلك المنطقة الأثرية التي تمتد لأكثر من مئة عام، وتحديدا منذ عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ببنائها، بعد أن كانت منطقة مهجورة ومنعزلة.

تطوير المنتزه

كانت حدائق المنتزه مصممة لخدمة الأسرة الملكية في مصر، أسرة محمد على، حتى جاءت ثورة الجيش في عام 1952، والتي أسفرت عن فتح أبواب المنزه لعامة الشعب، بعد أن ظلت لعقود مقتصرة على خدمة الأسرة الحاكمة فقط.

ولكن ومع مرور الوقت، كان لا بد من أن تدور عجلة التغيير من أجل تطوير حدائق وشواطئ قصر المنتزه لتستوعب الملايين من الزوار، ففي أغسطس من العام 2020صدر قرار جمهوري بتحويل المنزه لوجهة سياحيةعالمية، وذلك بالاستعانة بكبرى بيوت الخبرة العالمية لاستعادة بريق المنتزه كأكبر حديقة سياحية على حوض البحر المتوسط.

وعليه تم وضع تصميمات تتناسب مع الطبيعة المكانية للمشروع، واحترام الأشجار والزراعات التي وصل عمرها إلى 120 سنة، واليوم تحول المنتزه لحديقة عامة لخدمة 5 مليون سائح مصري وأجنبي سنويا، وهو ما يتطلب تنفيذ أعمال مرافق كاملة من شبكات: إنارة، وري، و صرف، و تغذية، و حريق.

وبحسب الفيلم التسجيلي الذي تم عرضه في الإفتتاح أمام الرئيس، والذي ضم أهم المعلومات عن تطوير المنتزه، فقد تم قسم المخطط العام لحدائق المنتزه، لخمس مناطق رئيسية:

 أولها منطقة الاستقبال، والتي تم وضع فيها استراتيجية كاملة للحركة داخل المنتزة بالتوافق مع توجهات الولة المصرية للتحول الإخض، حيث تم منع دخول السيارات لداخل الحديقة التاريخية، واستبدالها بالدراجات الهوائية و السيارات الكهربائية الخفيفة.

ومن أجل ذلك تم الانتهاء من تنفيذ جراش حضاري بسعة اجمالية بلغت 2278 باكية للسيارات، 14 باكية للاوتوبيسات السياحية، بالقرب من بوابات وسور المنتزه، هذا بالإضافة إلى انشاء مبنى للزوار، وأروع مباني لاستقبال الفنادق.

وبنفس هذا التوجه تم الاستغناء عن الطرق الاسفلتية داخل حدائق المنتزه، وتحويلها لطرق ومشايات صديقة للبيئة من المواد الطبيعية، مثل( البازالت - الجرانيت) باجمالي أطوال 18500 متر، مع احترام المسارات التاريخية بين الأشجار، والتي من أشهرها غابات الجازوين الحمراء، وطريق الفيكس، وطريق الأروكاريا.

 قد تم رفع كفاءت بوابات المنتزه وأسوارها، باجمالي 2600 متر طولي، بالاضافة للمنشئات المحيطة، التي كان أقدمها طاحونة الهواء، التي يعود تاريخها لعهد محمد على باشا، إضافة إلى قاعدة كلًا من صهريج المياه، وبرج الساعة، إلى نفس آلية عملهم القديمة، مع اعادة استخدام كثير من المقتنيات الأثرية، مثل المدافع الساحلية، والتماثيل، والأعمدة الجرانيتفي ساحات وميادين المنتزه.

ثانيا منطقة المباني والحدائق الملكية، والتي تضم المشاتل والصوب الملكية، والمنحل، ومزارع الخضر والدواجن، والتي كانت وظيفتها إنتاج الأطعمة العضوية للأسرة الملكية، وقد كان التحدي في رفع كفاءة الأبنية التخصصية، وإعادة تشغيلها وبيع المنتجات الملكية العضوية في سوق القلب الأخضر المنشأ خصيصا لهذا الغرض.

وعلى أطراف المنتزه، يوجد متحف القطار الملكي، الذي يضم بين جنباته قطار الملك فاروق من ماركة فيات الايطالية، و الذي كان ينقل العائلة المالكة لقصر المنتزه، حيث تم الانتهاء من أعمال ترميمه ضمن نطاق أعمال التطوير، حيث كان لفرحة استقباله في الجراج الملكي بعد انتشاله من الاهمال فرحة كبيرة لأهالي الاسكندرية.

ثالثا، منطقة القلب الاخضر، و الذي اكتملت في روعة التخطيط بانشاء منطقة البحيرات الصناعية على مساحة 31ألف متر مربع، والتي تعتبر رئة جديدة للزوار، وعامل جذب إضافي للحديقة التاريخية.

وقد تم تنفيذ أربع بحيرات صناعية، يربط بينها ثلاث شلالات من الأححجار الطبيعية، مع الحفاظ على الأشجار العريقة والنادرة السابق وجودها في نفس المنطقة، وإلى جانب عمل البحيرة كخزان مياه لري حدائق قصر المنتزه، بطاقة اجمالية 20 ألف متر مكعب في اليوم.

وفي نفس المنطقة تم الانتهاء من أعمال كفاءة وتطوير مباني وملاعب نادي المنتزه، ليضاف للمناطق الخدمية المخصصة لخدمة زوار حدائق قصر المنتزه.

رابعا، منطقة الغابات الساحلية، و التي بداخلها تم الاتهاء من انشاء 31 كابينة لهواة التخييم، والذين سيتمتعون بجمال المنطقة الفريد، وجمعه بين الغابات الشجرية والمياه الفيروزية لببحر الأبيض المتوسط.

وقد استمرت أعمال التطوير باعادة احياء أيقونة حدائق المنتزه، وهي قصر السلاملك التاريخي، الذي تم ترميمه تحت إشراف وزارة الآثار، مع استعادة العبق التاريخي للمكان، بالاضافة إلى اعادة افتتاح غرفة الملك، والمطعم الأزرق، والأجنحة الملكية، مع تنفيذ ساحته الأمامية والخلفية المتضمنة خدمات القصر التي منها: نادي صحي، وقاعات متهددة الأغراض، ومطاعم.

واستكمالا بشواطيء نازلي، وفادية، وفؤاد، والتي تم اعادة تأهيلهم مع انشاء 77 غرفة شاطئية فندقية تابعة لقصر السلاملك المصنف كبوتيك أوتيل، بالاضافة لمباني خدمة الشواطيء، مع اعادة تأهيل جزيرة الشاي التي أنشأها الملك فؤاد في عام 1925، والتي تضم العديد من المنشئات الملحقة، والتي أهمها كشك الشاي الذي ما زال يحمل بصمات الملك فاروق حتى الآن، والأحواض السمكية، وفنار المنتزه، ونادي الرياضات البحرية.

بالإضافة لألسنة وحمايات بحرية لتكوينشواطئ في شرق الجزيرة، إضافة للساحات المفتوحة، كساحة الغروب، وذلك مع الاستمتاع بسحر البحر بين شاطيء الغروب، حتى شاطئ الأفق، مرورًا بالشاطيء الأخضر، بالإضافة إلى إعادة إنشاء قرية البارادايس، على طراز القرى لسياحية للبحر المتوسط باجمالي عدد غرف، 152 غرفة متعددة المستويات.

وقد ضم الارتقاء بمنشآت المنتزه إعادة ترميم كبينة الرئيس الراحل أنور السادات، والتي تحولت لمزار تاريخي وساحي على شاطيء البحر، إضافة إلى انشاء ملحق لدار الضيافة الذي يضم 27 غرفة فندقية.

خامسا، منطقة الممشى الأزرق، والذي فيه تم رفع كفاءة الكرنيش الممتد بطوب خمسة كيلو متر، أما منطقة رأس الأسكندرية على كورنيش المنتزه، فتم فيها الانتهاء من إعادة تأهيل شاطئ فتحية، وشاطئ فالية، هذا إلى جانب مقهى رأس الاسكندرية، الموجود على مساحة 750 متر مربع، ومطعم رأس الاسكندرية، الموجود على مساحة 600 متر مربع.

حدائق المنتزه

حدائق المنتزه الملكية، عبارة عن مجموعة من الحدائق المسورة التي تشغل مساحة 370 فدانًا في حي المنتزه شرق الإسكندرية، مصر، يطل على خليج يعرف باسم خليج المنتزه، وكان مملوكًا للعائلة المالكة السابقة في مصر.

يوجد 5 شواطئ للسباحة، اثنان منها خاصان، بالإضافة إلى منتزه القصر الملكي الرئيسي. تم بناؤه على الطراز الفلورنسي الإيطالي، بالإضافة إلى قصر السلاملك الذي تم تحويله إلى فندق فاخر (قصر السلاملك) بالإضافة إلى كازينو.

وأنشأت هذه الحدائق منذ أكثر من مائة عام، عندما أمر الخديوي عباس حلمي الثاني ببنائها في منطقة كانت مهجورة ومعزولة في ذلك الوقت.

يوجد داخل حدائق المنتزه منشآت سياحية أقيمت بعد الثورة المصرية لخدمة زوار الحديقة العامة من مطاعم ومركز سياحي متكامل وملاعب وشاليهات، تطل حدائق المنتزه على خمسة شواطئ هي: عايدة كليوباترا، البندقية، سميراميس، بالإضافة إلى شاطئ خاص في فندق هلنان فلسطين، يضم رياضات مائية ومركز غوص.