تكتفي الحكومة الفرنسية، في الوقت الحالي، باطلاق "الدعوات الرسمية" للتطعيم وارتداء الأقنعة. ولكن، في مواجهة الموجة التاسعة من فيروس كورونا التي تضاف إلى الأنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية، من الممكن ان تقوم الحكومة قريبًا بتشديد لهجتها. فمنذ عدة أسابيع، دأبت السلطات الصحية مرة أخرى على توجيه رسائل وقائية للفرنسيين، بينما زاد تفشي الوباء، في ظل حالة من اللامبالاة العامة.

وأطلق وزير الصحة الفرنسي ، فرانسوا برون ، الذي حل ضيفا يوم الاحد الماضي على قناة "بي اف ام تي في " الاخبارية الفرنسية ، "نداء رسميا" لتشجيع الأشخاص الأكثر هشاشة على التطعيم. وكرر تصريحات رئيسة الوزراء إليزابيث بورن التي دعت إلى الالتزام بالاجراءات الاحترازية، مع اقتراب احتفالات نهاية العام، وهي فترة انتشار للفيروسات بسبب تزايد التجمعات العائلية. واضاف "لا يزال الأمر عبثيا تمامًا، لدينا الوسائل اللازمة لحماية أنفسنا والفرنسيون لا يحصلون على التطعيم".

"إن الأشخاص المستهدفين هم أنفسهم سواء بالنسبة للإنفلونزا او كوفيد"، بحسب الوزير الذي أكد مع ذلك أن وتيرة التطعيم قد تسارعت. ومن بين الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا ، تلقى حوالي 20 ٪ جرعة رابعة، وما يتراوح بين 35 و40 ٪ لمن تترواح اعمارهم بين 60 و80 عاما. لكنه اعتبر "إنه غير كاف إلى حد كبير". 

واعربت بريجيت أوتران، رئيسة لجنة مراقبة وتوقع المخاطر الصحية، عن اسفها لتراجع نسبة التطعيم ضد كوفيد-19، مشيرة الى وجود نفس المشكلة مع الأنفلونزا: فهناك مستوى أقل من التطعيم هذا العام، مقارنة بالسنوات السابقة. وحثت في مقابلة اجرتها معها صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسيين على حماية أنفسهم. ووفقًا لاحدث الأرقام ، فقد تم تطعيم حوالي خمسة ملايين فرنسي ضد الإنفلونزا، أي أقل بنسبة 13٪ عن العام الماضي.

ثمة جانب آخر في الكفاح ضد فيروس كورونا، يتمثل في المسألة الحساسة المتعلقة بارتداء الاقنعة في أماكن بعينها مثل وسائل النقل العام. وتريد الحكومة فقط أن تكون محفزًا، في حين ان مقدمي الرعاية وعلماء الأوبئة يحثونها على تشديد موقفها من خلال فرض الزامية ارتداء الاقنعة.

وأكدت بريجيت أوتران أن "عودة الزامية ارتداء القناع قرار سياسي وليس لنا أن نقرره. لكن يجب أن نتحرك نحو ارتداء القناع قدر الإمكان في الأماكن المغلقة ، حيث يوجد قدر كبير من الاختلاط ".

من جانبه أشار وزير الصحة إلى أنه "لا يؤيد الزامية ارتداء الاقنعة". لكنه أكد أنه إذا استمرت الاصابات في الارتفاع وإذا كان لابد من فرض ارتداء الاقنعة، فإن "ذراعي لن تهتز". وقال الوزير "أتابع الوضع يوميا وستكون القرارات في ضوء تطوره".

واوضح وزير الصحة ان السلطة التنفيذية لا تحتاج الى سن قانون في حال رغبتها في فرض ارتداء الأقنعة مرة أخرى، مشيرا الى ان النص التنظيمي سيكون كافيًا. وفيما يتعلق بالمعايير التي يمكن أن تحدد اتخاذ مثل هذه الخطوة، أجاب وزير الصحة "اكتظاظ المستشفيات أو تطور وباء الأنفلونزا" على وجه الخصوص.