أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على ضرورة استمرار الغرب في تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا لمواجهة الظروف المناخية القاسية خلال فصل الشتاء الحالي بسبب أزمة الطاقة الطاحنة التي تعاني منها جراء تدمير العديد من محطات الطاقة في جميع أرجاء البلاد خلال الصراع المسلح مع القوات الروسية.
وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من ويليام تايلور، السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا ودافيد كرامر، المدير التنفيذي لمعهد جورج واشنطن، أنه يجب على الدول الغربية التمسك بموقفها الداعم لأوكرانيا مهما كلفها الأمر، موضحاً أن موسكو تسعى "لتجميد" الجانب الأوكراني خلال فصل الشتاء القارس البرودة لإجباره على الاستسلام أو التجمد من البرد.
وأوضح المقال أنه خلال التسعة أشهر الماضية تمكنت القوات الأوكرانية من تحقيق بعض المكاسب في مواجهة الآلة العسكرية الروسية في مناطق كييف وخاركييف وخيرسون، مشيراً إلى أن موسكو تلجأ في الوقت الحالي لاستهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا لحرمان الجانب الأوكراني من وسائل التدفئة والإنارة وإمدادات المياه.
وأضاف المقال أن تلك الاستراتيجية من جانب موسكو تمثل تهديداً صارخاً للجانب الأوكراني والذي يعاني في ظل تلك الظروف من قسوة برد الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وهو ما يعرض حياة الملايين في أوكرانيا للخطر.
ويلفت المقال إلى أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) أعلنوا خلال اجتماعهم الأسبوع الماضي عن عزمهم تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا في الوقت الذي تتصدر فيه الولايات المتحدة قائمة الدول التي تقدم معونات انسانية لمؤازرة أوكرانيا وتعزيز قدرتها على الصمود.
ويؤكد المقال على أهمية توفير الدعم الإنساني لأوكرانيا الذي يحظي بنفس القدر من الأهمية مثلما يحظي الدعم العسكري من صواريخ دفاعية وصواريخ مضادة للطائرات وغيرها، موضحاً أنه يجب على الولايات المتحدة أن تدرك أهمية قيادتها لعملية حشد دولي لتوفير المعونات الانسانية اللازمة للشعب الأوكراني ولاسيما خلال فصل الشتاء القارس.
ويضيف المقال أنه يجب على الدول الغربية توفير المزيد من مولدات الطاقة وقطع الغيار اللازمة لتوليد الكهرباء إلى جانب الأغطية الثقيلة والملابس اللازمة لفصل الشتاء وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها الشعب الأوكراني في ظل انقطاع التيار الكهربي لفترات طويلة بسبب العطب الذي أصاب العديد من محطات الطاقة في البلاد.
ويضيف المقال أنه يجب على الولايات المتحدة وحلفائها العمل على كسب المعركة الحالية التي تدور رحاها على الأراضي الأوكرانية مع القوات الروسية من خلال توفير الدعم الانساني والعسكري اللازم لكييف والذي يمثل قبلة الحياة بالنسبة للجانب الأوكراني في وقت تواجه فيه أوكرانيا أسوء الظروف وأقساها.
ويلقي المقال الضوء على جهود الولايات المتحدة في هذا الصدد حين قامت بتحذير روسيا من مغبة استخدام أسلحة دمار شامل في أوكرانيا، موضحاً أنه يجب على واشنطن تحذير موسكو أيضاً من مغبة استهداف شحنات الدعم الانساني المقدمة لأوكرانيا، ويقترح في نفس الوقت أن تقوم مقاتلات أمريكية بمرافقة شحنات الدعم التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا.
وأوضح المقال في الختام أن الموقف الأمريكي لا يعني تدخلاً مباشراً في الصراع المسلح الدائر حالياً في أوكرانيا ولا يعني مواجهة مياشرة مع الجانب الروسي وإنما يعني فقط مد يد المساعدة لإنقاذ حياة ملايين أوكرانيا يواجهون الموت.