الأربعاء 8 مايو 2024

حلم مغربي كبير

مقالات7-12-2022 | 19:54

دخل المنتخب الوطني المغربي لكرة منافسات مونديال قطر 2022 وهو يتطلع لاجتياز الدور الأول لمجموعة صعبة.

وها هو اليوم من بين الثمانية الكبار بعد أن تصدر مجموعة توقع الكثيرون انه سيتذيل ترتيبها أو بالكاد سيحتل المركز قبل الأخير.

قبل التوجه إلى الدوحة كان مغاربة كثر يضعون أيديهم على قلوبهم بعد ان ضربة الإصابات عددا كثيرا من العناصر.

كثيرون هم الذين اعتبروا إصابة المدافع الأوسط نايف أكرد وخضوعه للجراحة وعودته للملاعب قبل أسابيع قليل للمنافسة وإصابات كل من العميد غانم سايس وسفيان بوفال واشرف حكيم وخسارة حارث بسبب إصابة في الدوري الفرنسي مؤشرا مقلقا.

وعلى بعد أيام من انطلاق المونديال اعتبر  الجمهور المغربي الفوز على جورجيا بهدفين لصفر فخا لأن المنافس لا يرقى الى مستويات كرواتيا وبلجيكا وكندا.

ورغم رسائل التفاؤل التي بعثها وليد الركراكي ولاعبوه عبر تصريحاتهم لم يلق الإعلاميون والجمهور المغربي بالا لما قيل ولم يتخلوا عن تشاؤمهم.

ولم يكن التعادل مع كرواتيا والنقطة الذهبية ليغير الكثير، لكن بعد الفوز على بلجيكا نتيجة وأداء تغيرت نظرة الجميع بمن فيهم منتقدو اختيارات الركراكي.

مع ذلك الفوز تغير نبض الشارع وصارت الفرحة القاسم المشترك للمغاربة ومعهم الأشقاء العرب والأفارقة.

ذلك الفوز لم يؤثر على المعنويات فقط، بل روج  تجارة الأقمصة التي تشبه أقمصة المنتخب المغربي والأعلام الوطنية وكان أصحاب المقاهي من اكبر المستفيدين، فضلا وكالات الأسفار وشركة الطيران المغربية لأن أعداد الذاهبين إلى قطر تضاعفت.

الخط التصاعدي للثقة في المنتخب المغربي تواصل بعد تأكيد التأهل من خلال هزم كندا.

لم يقف الأمر عند هذه الحدود، فقد مدد الكثيرون مقامهم في قطر بعد أن كانوا حددوا مسبقا نهايته بانتهاء الدور الأول.

مع الدور الثاني بعثت نتائج المباريات التي جرت قبل مواجهة المغرب إسبانيا رسائل مخيفة نتيجة إقصاء من اعتبر تأهلهم إنجازا.

لكن الجمهور المغربي تشبث في الغالب بالأمل وكان دليله التعادل مع إسبانيا مونديال روسيا وضياع الفوز لعدم اللجوء إلى  الفار.

في الواقع ارتفع منسوب الثقة في المنتخب المغربي مع توالي المباريات، ولم يعد هذا مقتصرا على الجمهور المغربي والعربي والإفريقي بل فئات أخرى من سكان العالم.

لو سألت مغربيا اليوم عن حلمه سيتحدث عن الذهاب إلى أبعد دور ممكن ويختم حديثه بالقول: "لم لا النهاية.. لم لا الفوز بكأس العالم من حقنا أن نحلم".

هذا هو حال الجماهير المغربية التي تعيش موسم أفراح متواصلة.

الفرح المغربي أصبح شاملا فالخروج إلى الشارع للتعبير عن الفخر بأسود الأطلس والتعبير عن الفرح لم يقتصر على الشعب بجنسيه، بل شاركهم في ذلك جلالة الملك محمد السادس الذي جاب بسيارته شوارع العاصمة مرتديا قميص المنتخب الوطني ورافعا العلم المغربي ملوحا به وهو يرد على تحيات الجماهير.

جرعة الأمل التي تحدثت عنها بعد مواجهة كرواتيا لم تعد لها حدود.

وما أكثر المغاربة الذين يرون اسود الأطلس أبطالا للعالم، ومؤسسين لنظام كروي عالمي جديد يفرض على كل من له ارتباط بالكرة المغربية الارتقاء بفكره وأسلوب عمله للحفاظ على المكاسب التي حققها منتخب كبر في المنافسة وأعطى لمونديال قطر دعما آخر.

خلاصة القول حلم المغاربة مردبًا ولاعبين وانصارا كبر والكل يمشي الآن فوق السحاب بعد التخلص من  رهبة البداية.

رئيس تحرير صحيفة الصحراء المغربية

Egypt Air