تتمنى كل فتاة أن ترتبط بفارس أحلام يتمتع بكامل الأخلاق النبيلة لكي تكمل معه مسيرة الحياة بحلوها ومرها، ولا يوجد أصعب من أن تجد نفسها متورطة باسم الحب والقدر مع شخص مخادع، مما يجعلها تمر بأقسى تجربة تهدم قلبها وتجرح مشاعرها، وتسكنها فى عالم مليء بالحزن والانكسار، فكيف يمكن اكتشاف الرجل المخادع؟ وما مواصفات الحب الزائف وكيف ننجو منه؟.

وتقول منى داوود استشاري نفسي وأسري وتطوير الذات، إن هناك أشخاص يمكننا العيش معها وتلهمنا بأشياء ايجابية وآخرين يستنزفوا ويمتصوا كل طاقاتنا، ولكن ما أصعب أن تستيقظ المرأة يوما ما لتجد نفسها واقعة فى شبكة "مصيدة" شريك سام يتلون كالأفعى، وهو الزوج والحبيب المخادع الذي يتمتع بشخصيات عديدة من أهمها التلاعب بمشاعر حبيبته وأحاديثه متناقضة حيث تحمل الكلمة وعكسها، وذلك يعود لإدمانه الكذب، وعدم ثباته على قول أو الرأي، ولا يفي بالوعود ويتقمص صورة المنقذ فى البداية حتى يتقن الدور جيداً فى ظلم المرأة، وشعورها بالذنب على أتفه الأسباب، والاستمتاع بالمشاحنات والمضايقات، والتلذذ بمعاناتها، لتجد نفسها مغلوبة على أمرها وتظن أنها السبب فى ذلك الحالة لتملكها تأنيب الضمير وجلد الذات، بل قد تصاب بنوبة اكتئاب وفقدان للطاقة والحيوية واستنزاف لمشاعرها حتى يشعر بالانتصار، ثم يرحل ليحصل على ضحية جديدة ويقبض عليها قبضه العقرب السام.

وتنصح الاستشاري النفسي والأسري، من تقع ضحية لشريك مخادع أن تحب نفسها وتقدرها خيراً من الاستمرار فى علاقة مؤذية لا تخرج منها إلا بخسائر، وذلك لأن حب و تقدير الذات لا ينسجموا مع اهانة الآخر أو عدم الاحترام أو عدم السماح بحرية الرأي و التعبير عن الذات، وكل من تبحث حقيقي عن الحماية من الاستمرار بعلاقات مؤذية لا تبدأ بمحاربة الآخر و لكن تبدأ بتغذية نفسها بالحب و التقدير والاحترام، وأن تتذكر أن لو هانت عليها نفسها تهون عليها كل شيء، وأن تدرك المرأة جيداً أن انعدام ثقتها فى نفسها ستجذب لها شخص مستبد يحب السيطرة والتحكم والاستهتار بها وبمشاعرها، وأن لا تكن المرأة شديدة التعاطف مع الآخرين حتى لا تجلب لها أنماط استغلاليه متلاعبة.