قالت صحيفة "فيلادلفيا إنكوايرر" إن نزعة الرئيس دونالد ترامب إلى التباهي والتهديد في أوقات تتطلب الاعتدال في الحديث، تجعل منه قائدًا عامًا خطِرًا، مؤكدة، أنه لا يستطيع منع نفسه عن التباهي والتهديد حتي ولو تسبب ذلك في حرب مع كوريا الشمالية.
وأضافت الصحيفة -في تعليق لها على موقعها الإلكتروني- " إن الأمريكيين ليسوا خائفين لدرجة احتياجهم إلى دخول رئيسهم في مباراة تباه وتهديد ووعيد ضد الديكتاتور الكوري الشمالي كيم يونج أون، ذلك الطاغية الدموي الذي تشير تصرفاته إلى اختلاله؛ وبدلا من الانحدار لمستواه، فإن ترامب يخدم بلده بشكل أفضل إذا هو أظهر هدوءًا وثباتا في ردّة فعله".
ورأت الصحيفة أن تطوير كوريا الشمالية لصواريخ قادرة على الوصول لأراضٍ أمريكية يجعل تهديد كيم يونج أون بشن هجوم نووي أكثر مصداقية من تهديدات أسلافه ممّن دأبوا على استخدام نفس الاستراتيجية بدلا من أن يتسوّلوا المساعدات عند احتياج شعبهم المسكين إلى الغذاء - حسب الصحيفة -.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأمم المتحدة أرسلت في يناير الماضي 8 مليارات دولار مساعدات إلى كوريا الشمالية، حيث يوجد 18 مليون نسمة بينهم نسبة 70 بالمائة غير مؤمنة غذائيا ونسبة 30 بالمائة من الأطفال تحت سن الخامسة تعاني من سوء تغذية مزمن، ونسبة 4 بالمائة من كل الأطفال تحت سن الخامسة تعاني من سوء تغذية حاد أو "الهزال" - ما يعني أنهم على شفا الموت.
وتساءلت الصحيفة عن رئيس غير مجنون لبلاد تلك حالها ينفق مليارات الدولارات في بناء سلاح نووي بينما شعبه الهزيل يتضور جوعا؟ ، وقالت " لكن ربما بسبب جنونه لا ينبغي البحث عن أسباب لأفعاله؛ كما أن اقترابه من هدف السلاح النووي على نحو لم يتحقق لأسلافه ربما يعني أنه (كيم يونج أون) لن يتقهقر إلى الوراء.... لكن هل هذا هو الوقت المناسب لكي يعلن ترامب انتهاج سياسة حافة الهاوية (المواجهة المعلنة)؟".
ورأت الصحيفة أن التباهي والتهديد من جانب ترامب لا حاجة لهما؛ فالولايات المتحدة على يقين من قدرتها على تدمير كوريا الشمالية ولا تحتاج إلى إعلان ذلك لأنه بديهي؛ لكن ترامب لا يمكنه أن يمنع نفسه عن التباهي الذي هو جزء من طبيعته الشخصية.