أثار جدري القرود حالة من القلق خلال الأيام الماضية، بعد إعلان وزارة الصحة الخميس الماضي رصد حالة إيجابية بالفيروس، والتي تعد الحالة الثالثة التي تعلن عنها وزارة الصحة بعد رصد أول حالة في سبتمبر الماضي.

وقد أكدت وزارة الصحة أن فيروس جدري القرود ينتقل إلى الإنسان من خلال المخالطة الوثيقة لشخص أو حيوان مصاب أو مواد ملوثة بالفيروس، وينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الملامسة الوثيقة للقروح وسوائل الجسم والرذاذ التنفسي والأدوات الملوثة مثل الفراش.

جدري القرود

فيما قال الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعية، إن فيروس جدري القرود ليس فيروسا جديدا ولا داعي للقلق أو الفزع منه بعد إعلان وزارة الصحة رصد حالة إيجابية منه قبل يومين، مضيفا أنه سنويا يتم تسجيل حالات بجدري القرود في كل دول العالم لكنها تكون حالات لا تتجاوز 50 أو 60 حالة، وهذا ما حدث هذا العام.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه قبل عدة أشهر أثيرت حالة من الفزع عالميا من فيروس جدري القرود بعد رصد إصابات به لكن بعدها تراجعت الإصابات وكانت الأعداد المسجلة به قليلة للغاية، مشيرا إلى أن رصد بعض الحالات في مصر أو دول العالم العربي هو أمر لا يدعو للفزع لأن الفيروس ليس وباء جديدا أو فيروسا جديدا.

وأشار عطية إلى أن فيروس جدري القرود موجود منذ الخمسينيات من القرن الماضي ويسجل به حالات سنويا في كل أنحاء العالم وخاصة في أفريقيا ومنطقة أمريكا الجنوبية وشرق آسيا، موضحا أنه مع حركة السفر والتنقل من مكان لآخر أو من دولة لأخرى من الوارد أن تنتقل العدوى لكن الفيروس ليس سريع الانتشار ولن يتحول إلى وباء، ولا داعي للقلق.

وأضاف أن فيروس جدري القردة مرض يشفى ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، وقد يُصاب الأطفال بحالاته الشديدة وفقا لمدى التعرض للفيروس والوضع الصحي لهم، لكن معدل الوفيات لا يتجاوز 10% معظمها بين الأطفال، مضيفا أن فترة حضانة المرض بين 6 أيام و16 يوماً، وقد تمتد إلى 21 يوماً.

وتابع: فيما تقسم مرحلة العدوى إلى فترتين، الأولى هي فترة العدوى والتي تبدأ من أول الإصابة وحتى 5 أيام وخلالها يشعر المريض بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية وآلام الظهر والعضلات وانعدام الطاقة، والفترة الثانية هي فترة ظهور الطفح الجلدي والتي تبدأ من يوم إلى 3 أيام بعد الحمى وفيها يظهر فيها الطفح والذي قد يبدأ على الوجه في 95% من الحالات وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%).

وأشار إلى أنه يتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من بقع طفح جلدي  إلى حويصلات مملوءة بسائل تختفي تماما بعد ثلاثة أسابيع.

 

الوقاية من جدري القرود

ولفت فايد عطية إلى أن الحيوانات الحاملة للفيروس هي بعض أنواع السناجب والفئران وكلاب البراري في أمريكا، والوقاية من المرض، تتطلق عزل الحيوانات المصابة والحيوانات التي قد تكون خالطتها 30 يوماً عن باقي الحيوانات الأخرى قيد الحجر الصحي لمتابعة الأعراض.

ونصح بضرورة نشر الوعي بتجنّب المخالطة للمصابين، وارتداء الواقيات الشخصية وغسل اليدين عند الاعتناء بالمرضى، وكذلك  طهي كل المنتجات الحيوانية بشكل جيّد قبل أكلها، مشددا على أنه ينبغي ارتداء الواقيات الشخصية عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها.