الأربعاء 24 ابريل 2024

انتهت الرحلة.. وبدأ الحلم!

مقالات13-12-2022 | 14:31

أيام قليلة ويسدل الستار على مونديال قطر 2022 الذى كان استثنائيًا فى كل شىء، حيث كانت المرة الأولى التى تقام فيها كأس العالم لكرة القدم فى الشرق الأوسط والعالم العربي، وأيضا المرة الأولى للمونديال فى الشتاء، وفى ملاعب مكيفة الهواء، إلى جانب إقامة 4 مباريات فى اليوم الواحد فى دور المجموعات، وهو الأمر الذى منح الجماهير فرصة حضور مباراتين فى اليوم لأول مرة فى تاريخ البطولة.

وبصرف النظر عن  النتائج والمفاجآت الكبيرة التى شهدتها المباريات، وهي أمور يتحدث عنها أهل التحليل والفنيات وخلافه، فإن هذا المونديال سيظل عالقا فى الأذهان لفترة طويلة سواء من حيث الأحداث التى شهدها أو الطريقة التى أقيم بها ملاعبه المبهرة وحجم التغيير الإيجابي عند النظر للعالم العربي مستقبلًا، وكذلك كم التفاصيل الصغيرة والبسيطة التى صنعت الحدث بكل تفاصيله وقصصه المثيرة والطريفة.

 ومنذ اليوم الأول كان هناك نجوما للمونديال بعيداً عن المستطيل الأخضر لأنهم ليسوا من نجوم الكرة ولا المدربين أصحاب الرواتب بالملايين، ولكنهم  كانوا أناس بسطاء للغاية نجحوا فى أن يكونوا أصحاب بصمة فى المونديال.

أول هؤلاء أبو بكر عباس الكينى البسيط الذى لقب بـ  "رجل المترو"؛ نظراً لطريقة التى يوجه بها الجماهير لركوب المترو فى إحدى المحطات، ورغم وجود 37 محطة بالمتور، إلا أن محطة سوق واقف حيث يجلس هذا الشخص البسيط أصبحت الأكثر شهرة والكل يذهب اليها ليس من أجل ركوب المترو فحسب بل لمشاهدته وهو ينادى على الجماهير ويوجههم إلى الطريق الذى سيسيرون فيه للوصول إلى المترو.

أيضا كان هناك المشجع العمانى محمد الحجرى الذي  أطلق عليه لقب "المشجع المنحوس" لأنه كلما شجع منتخباً وارتدى الزى الخاص به وذهب إلى الاستاد، فان هذا المنتخب يخسر المباراة مهما كانت قوته، وأصبح هذا المشجع مصدراً للفكاهة من جانب الجماهير التى تتابعه وأصبحت تعرف النتيجة قبل بدء المباراة بناء على الفريق الذى سيشجعه هذا المشجع.

قصة أخرى طريفة تتمثل فى قيام كايل والكر وجون ستونز لاعبى منتخب انجلترا باصطحاب (قطة) معهما من الدوحة بعد مغادرة المونديال، رغم أنهما عثرا عليها بالصدفة فى مقر الإقامة ولكنهما ارتبطا بها ،وعلقت الصحف الانجليزية على الأمر بالسخرية، وإحدى الصحف نشرت عنواناً جاء فيه (خسرنا فرصة الفوز باللقب ولكن المنتخب لم يعد يأيد فارغة.. معنا قطة اسمها "ديف"!).

هذا إلى جانب القصص الإنسانية للاعبى منتخب المغرب مع عائلاتهم خاصة أمهات اللاعبين والصورة الجميلة لأكثر من لاعب وهو يقبل رأس والدته فى المدرجات عقب كل فوز، ونفس الشى فعله المدرب وليد الراكراكى الذى أصبح صاحب أشهر "صلعة" فى تاريخ المونديال بعدما تحولت رأسه الخالية من الشعر إلى "تميمة الحظ" لأسود الأطلسى فى هذا المونديال!.

ونحن الآن ننتظر معرفة البطل وصاحب لقطة الفوز بالكأس العالمية، فإن الكرة التى تلعب بها مباراتى نصف النهائى والنهائى أطلق عليها اسم "الحلم" بعدما كان اسم الكرة التى لعبت بها المباريات السابقة "الرحلة" التى انتهت، وبدأ حلم جديد أجمل ما فيه أنه بتفاؤل عربى كبير بعدما أصبح منتخب المغرب بين الأربعة الكبار على مستوى الكرة العالمية.. وديما مغرب.

Dr.Randa
Dr.Radwa