الأربعاء 27 نوفمبر 2024

تحقيقات

في ذكرى وفاته.. الشيخ شلتوت تلميذ محمد عبده وأول من حمل لقب الإمام الأكبر

  • 13-12-2022 | 21:34

الشيخ شلتوت

طباعة

تميز بمدرسته الفكرية الخاصة التي تقوم على أساس الإحياء والتجديد، وبالوسطية الإسلامية القائمة على أساس الفطرة، وبالعقلانية المؤمنة التي آخت بين العقل والنقل وبين الحكمة والشريعة، و بالوعي بسنن اللّه في الكون والمجتمع وبإيمانه أن الدولة الإسلامية مدنية - إسلامية لا كهنوتيّة ولا علمانية.

عاش حياته في سبيل الإصلاح الإسلامي، ورفض الجمود و التقليد بمعزل عن النموذج الحضاري الغربي العلماني، تبنى نهج الشورى، وآمن بالعدالة الاجتماعية وإنصاف المرأة، إنه ابن مدرسة الإحلال والتجديد، وأول من حمل لقب الأمام الأكبر، الشيخ محمود شلتوت، رحمه الله، والذي تحل علينا ذكرى وفاته اليوم.

مولده وحياته

ولد الشيخ شلتوت في العام 1893، بمنية بني منصور التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة في مصر. في صغره تمكن من حفظالقرآن الكريم كاملا، و التحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية ثم بالكليات الأزهرية، لينال بعدها شهادة العالمية من الأزهر سنة 1918م.

وبحلول العام 1919، عين الإمام الأكبر مدرساً بمعهد الإسكندرية ، وفي نفس العام شارك بقلمه ولسانه وجرأته في ثورة 1919م، كما ناصر حركة إصلاح الأزهر، و كنتيجة لتفوقه وسعة علمه، قام الشيخ محمد مصطفى المراغي إلى القسم العالي

مدرسة الإحياء والتجديد و تأثير الإمام محمد عبدو عليه

ويعد شلتوت أحد أعلام العلماء الذين نشأوا وتربوا في رحاب فكر مدرسة الإحياء والتجديد، التي صاغ مناهجها وبلور معالمها فيلسوف الإسلام وموقظ الشرق جمال الدين الأفغاني (1254-1314هـ / 1838-1897م) والتي فصَّل معالم قسمات مشروعها التجديدي والنهضوي الأستاذ الإمام الشيخ / محمد عبده (1265-1323هـ / 1849-1905م) فجاء شلتوت علما في موكب كوكبة من علماء هذه المدرسة، الذين نبغوا على امتداد بقاع العالم الإسلامي والذين جاهدوا لتجديد الدين الإسلامي كي تتجدد به حياة الأمة الإسلامية.. وذلك من مثل عبد اللّه النديم (1261-1314هـ / 1845-1896م) ومحمد رشيد رضا (1282-1354هـ / 1865-1935م) وعبد الرحمن الكواكبي (1270-1320هـ / 1854-1902م) وعبد القادر المغربي، وغيرهم.

إسهاماته

اِختير شلتوت عضواً في الوفد الذي حضر مؤتمر لاهاي للقانون الدولي المقارن سنة 1937م، وألقى فيه بحثاً تحت عنوان المسئولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية، ونال البحث استحسان أعضاء المؤتمر فأقروا صلاحية الشريعة الإسلامية للتطور واعتبروها مصدراً من مصادر التشريع الحديث، وإنها أصيلة وليست مقتبسة من غيرها من الشرائع الوضعية ولا متأثرة بها ونال ببحث المسئولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية عضوية جماعة كبار العلماء.

ونادى بتكوين مكتب علمى للرد على مفتريات أعداء الإسلام وتنقية كتب الدين من البدع والضلالات وكانت مقدمة لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.

فيما عين سنة 1946م عضواً في مجمع اللغة العربية. وانتدبته الحكومة لتدريس فقه القرآن والسنة لطلبة دبلوم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق في سنة 1950م، و عُيّن مراقباً عاماً للبعوث الإسلامية فوثق الصلات بالعالم الإسلامي، وفي سنة 1957م اختير سكرتيراً عاماً للمؤتمر الإسلامي ثم عُيّن وكيلاً للأزهر. وفي سنة 1958م صدر قرار بتعيينه شيخاً للأزهر. وسعى جاهداً للتقريب بين المذاهب الإسلامية. وزار كثيرًا من بلدان العالم الإسلامي.

وفاته

و توفي الشيخ فيَّ بالقاهرة مساء ليلة الجمعة (ليلة الإسراء والمعراج) وأدَّى المصلون عليه صلاة الجنازة في السابع والعشرين من شهر رجِب سنة 1383 هـ الموافق 13 من ديسمبر سنة 1963 م.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة