على مدار الثمانية سنوات الماضية، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في مجموعة من المحافل الدولية لنقل صوت أفريقيا والتعبير عن قضاياها وأولوياتها وكيفية النهوض بأوضاعها.
ويشارك الرئيس السيسي حاليا في القمة الأفريقية الأمريكية، حيث سيلقي كلمة اليوم أمام قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا المنعقدة في واشنطن.
ومن المرتقب أن تؤكد كلمة الرئيس السيسي أهمية دعم اندماج القارة الإفريقية في الاقتصاد العالمي وما لذلك من نتائج إيجابية للاستفادة من الاقتصاد العالمي وجذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا الحديثة وتوطين الصناعات ومواجهة قضايا تغيير المناخ، حسبما أوضح السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.
السيسي صوت أفريقيا
وشارك الرئيس في مجموعة كبيرة من الفعاليات والمحافل الدولية المعنية بالقارة السمراء، منها قمة منتدى الهند – أفريقيا التي عقدت في أكتوبر 2015، حيث أكد خلالها أهمية الاستجابة لتطلعات وطموحات شعوب أفريقيا.. في إزالة الظلم التاريخي الواقع عليها.. والحصول على التمثيل العادل الذي تستحقه بفئتي العضوية الدائمة وغير الدائمة بمجلس الأمن، وفقًا للموقف الأفريقي الموحد بكافة عناصره.. بالإضافة إلى أهمية إصلاح النظام الاقتصادي العالمي، على نحو يعزز من تمثيل وأصوات الأسواق الناشئة والبلدان النامية في الهياكل الاقتصادية العالمية.
كما أكد الرئيس في كلمته آنذاك أهمية إيجاد حلول فعالة للنزاعات القائمة في العديد من مناطق قارتنا الأفريقية.. والتي تعتبر من أهم معوقات التنمية.. وإذ نتأمل التحديات التي تواجه قارتنا اليوم.. فإننا ندرك الحاجة إلى تكثيف الجهود وحشد الموارد لتفعيل مبدأ "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية.
القمة العربية الأفريقية
في نوفمبر 2016 شارك الرئيس السيسي في القمة العربية الأفريقية، حيث أكد أن مصر تضع تحقيق السلم والأمن والاستقرار في ربوع العالمين الأفريقي والعربي في صدارة أولويات سياستها الخارجية، إيمانًا منها بمحورية السلام كأساس لتحقيق الرخاء والتنمية المستدامة.
قمة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا
وفي يونيو 2017، شارك الرئيس السيسي في قمة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا حيث أكد تعويله على المبادرة التي أطلقتها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للتعاون مع إفريقيا، والتي تقوم على خلق الشراكات مع المؤسسات الدولية بهدف خلق مناخ مواتٍ لجذب الاستثمارات لأفريقيا بشكل مستدام لتحفيز النمو الاقتصادي بها، وتوفير فرص العمل اللائق، ورفع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يحقق آمال الشعوب في إيجاد سبل العيش الكريم، ويُحد من تداعيات المشاكل التي تعاني منها القارة.
وشارك السيسي في منتدى التعاون الصين أفريقيا في سبتمبر 2018، حيث أكد تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الأفريقية، وتطوير البنية التحتية القارية، وتعزيز حرية التجارة في إطار اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية، وتطوير المنظومة الاقتصادية الأفريقية وتنويعها، وتعزيز المنظومة الصناعية، هي عناصر رئيسية ضمن أجندة أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي في 2019>
قمة مجموعة العشرين وأفريقيا ٢٠١٩
وخلال تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي في 2019، شارك السيسي في مجموعة من المحافل الكبرى منها قمة مجموعة العشرين وأفريقيا ٢٠١٩، وفي كلمته أكد التوافق السياسي بين رؤيتنا الأفريقية وبين أهداف مبادرة الشراكة يستوجب الإسراع بخطوات التنفيذ الفعلي التي نتطلع لأن تخرج عن قمتنا، منها تفعيل صندوق دعم الاستثمارات والتنمية في أفريقيا بأذرعه الثلاثة، وبحيث يتم توفير التمويل، وبيانات الاستثمار اللازمة، والنفاذ إلى القروض، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، بجانب إجراءات أخرى مثل تعزيز نظام ضمانات الاستثمار، وصولًا إلى خلق مناخ عام من الثقة والاهتمام بالأسواق الإفريقية، بما يمثل تطبيقًا فعليًا لمقاصد شراكتنا.
وشدد على أن تحقيق التنمية المنشودة في أفريقيا لا يكتمل دون الخوض في كيفية تهيئة المناخ المواتي كشرط أساسي لإنجاح أي مسعى جاد للنهوض بقارتنا؛ فمن إصلاح عملية اتخاذ القرار الاقتصادي الدولي، والوفاء بالتعهدات الدولية المتصلة بالتنمية، مرورًا بتوفير التمويل والتكنولوجيا لمواجهة ظاهرة تغير المناخ، إلى منع التطرف ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، ومعالجة الهجرة غير الشرعية وغيرها من القضايا والتحديات التي تتشابك مع بعضها البعض، وتتداعى آثارها على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، فإن تعدد هذه الأوجه يكرس مفهوم وحدة المصير المشترك وقاعدة الفائدة المتبادلة.
قمة شراكة مجموعة السبع وأفريقيا
وفي أغسطس 2019 شارك السيسي في قمة شراكة مجموعة السبع وأفريقيا ممثلًا عن الاتحاد الأفريقي، حيث أكد "لسنا في حاجة لاستعراض التحديات التي تواجه قارتنا الإفريقية تفصيلًا، وإنما نحتاج للعمل سويًا لإيجاد حلول لها، وفق أولويات دول القارة، واستنادًا للعلاقة العضوية، بين تحقيق التنمية بكافة أبعادها من جهة، والحفاظ على الأمن والاستقرار من جهة أخرى."
القمة الأفريقية الروسية
وفي أكتوبر 2019، شارك السيسي في القمة الأفريقية الروسية القارة الأفريقية، مؤكدا انفتاح القارة للتعاون مع مختلف الشركاء، وإننا نأمل من خلال قمتنا أن نرسي قواعد التعاون الأفريقي الروسي للسنوات المقبلة مع تأكيدنا أهمية توسيع وفتح آفاق هذه العلاقة لتشمل الجوانب التجارية والصناعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتي يجب أن تأتي إعمالًا لمبدأي الشراكة العادلة بين الدول الأفريقية وروسيا في إطار يضمن المكسب للجميع، وملكية الدول الأفريقية لمقدراتها.
مؤتمر الاستثمار في أفريقيا ٢٠١٩
وفي نوفمبر 2019، شارك الرئيس السيسي في مؤتمر الاستثمار في أفريقيا ٢٠١٩ الذي عقد في مصر في العاصمة الإدارية، حيث أكد دعوته المؤسسات الإقليمية والدولية وبنوك الاستثمار وشركاء أفريقيا في التنمية للمشاركة معنا للمضي قدما نحو تحقيق طموحاتنا من خلال تمويل التنمية والاحتياجات الضرورية للبنية الاساسية، وهو تمويل نسعى أن يكون بأفضل الشروط ويتوافق مع برامجنا المحلية وأولوياتنا، مضيفا "كما ندعو مؤسسات القطاع الخاص وبنوك الاستثمار والشركات متعددة الجنسيات للاستثمار في أفريقيا الغنية بالفرص وأسواق ضخمة وموارد متنوعة.
وتابع: "نؤكد مجددًا، أن التنمية في إفريقيا ليست مسئولية الحكومات وحدها ولكنها تتطلب مشاركة واسعة مع القطاع الخاص على أن تستمر الحكومات في دورها في توفير المناخ الاستثماري الجيد عن طريق إصلاح التشريعات القانونية والادارية وتهيئة البيئة الاستثمارية مما يساعد المستثمرين على العمل وضخ استثماراتهم".
قمة أفريقيا - بريطانيا للاستثمار
وفي يناير 2020، شارك الرئيس السيسي في قمة أفريقيا - بريطانيا للاستثمار، وخلال كلمته أكد دول القارة الأفريقية تؤكد انفتاحها التام للتعاون مع كافة الشركاء، ومن بينهم بريطانيا، لا سيما فيما يتعلق بالمحاور الأربعة التالية ذات الأولوية لقارتنا:
أولًا: تكثيف تنفيذ المشروعات الرامية لتطوير البنية التحتية التي تسهم في تحقيق الاندماج القاري، خاصةً تلك المشروعات التي تقع ضمن أولويات برنامج تنمية البنية التحتية بالاتحاد الأفريقي، وعلى رأسها محور القاهرة – كيب تاون لربط شمال القارة بجنوبها، ومشروعات توليد الطاقة المتجددة وكافة مشروعات الطرق والربط عبر خطوط السكك الحديدية.
ثانيًا: تفعيل كافة المراحل التنفيذية لاتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية بما يُسهم في تعزيز حركة التجارة البينية وزيادة تنافسية القارة على الصعيد الدولي، ويقيم سوقًا أفريقيًا جاذبًا للاستثمار الأجنبي.
ثالثًا: الدور المهم للقطاع الخاص المحلى في تعزيز الجهود الوطنية للدول الأفريقية في تحقيق التنمية، باعتباره أحد أهم محفزات النمو للنشاط الاقتصادي، وبالتالي فإن تدشين شراكات بين القطاع الخاص الأجنبي والأفريقي وتذليل أية عقبات في طريقها يُعد جزءًا لا يتجزأ من استراتيجياتنا الوطنية.
رابعًا: تمكين الشباب والمرأة بدول القارة، وتوفير فرص العمل، باعتبار ذلك ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والاستقرار الاجتماعي، وإكسابهم المهارات والخبرات التي تمكنهم من التعامل مع أدوات العصر وتيسير نفاذهم إلى التكنولوجيا المتقدمة لمواكبة التطورات العالمية ذات الصلة، وتعزيزًا لحقوق الإنسان بمفهومها الشامل.