شهد الأسبوع الحالي نشاطا كبيرا للرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تضمن عقد مجموعة من الاجتماعات لمتابعة المشروعات القومية الجاري تنفيذها، وكذلك التوجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن للمشاركة في القمة الأفريقية الأمريكية.
شركة تاليس الفرنسية
وقد استهل الرئيس السيسي نشاطه هذا الأسبوع باستقبال باتريس كين، رئيس مجلس إدارة شركة تاليس الفرنسية، حيث شهد اللقاء التباحث حول آفاق التعاون مع الشركة الفرنسية ذات الخبرات العالمية في مجال تكنولوجيا البصريات والإلكترونيات والأمن السيبراني وتطبيقاتها في القطاع المدني والخدمي، وذلك بالتعاون مع الشركة العربية العالمية للبصريات، وشركة بنها للصناعات الإلكترونية.
ووجه الرئيس بالاهتمام برفع القدرات البشرية في إطار التعاون مع شركة "تاليس" من حيث التدريب والتأهيل العملي والفني، وذلك لإعداد كوادر من المهندسين في تلك المجالات المتخصصة.
استراتيجية حقوق الإنسان
كما اجتمع الرئيس السيسي، الاثنين الماضي، مع سامح شكري، وزير الخارجية، وعرض وزير الخارجية التقرير التنفيذي الأول للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
ووجه الرئيس بضرورة مواصلة التعاون بين اللجنة ومختلف الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمجالس القومية المتخصصة لتعزيز الجهود ذات الصلة بحقوق الإنسان في مصر في إطار نهج تشاركي بناء، وكذا مواصلة الحوار مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والآليات الأممية المعنية بموضوعات حقوق الإنسان للاستفادة من أفضل الخبرات والممارسات في هذا الشأن، مع التركيز على تنفيذ كافة النتائج المستهدفة للاستراتيجية في محاورها الخمسة بشكل متساوي لضمان تحقيق نقلة نوعية في المناخ العام للحقوق والحريات في مصر بمفهومها الشامل، وترسيخًا لأسس الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والمواطنة وعدم التمييز التي تقوم عليها الدولة المصرية كركائز أساسية.
ووجه الرئيس كذلك باستمرار جهود بناء القدرات لكافة العاملين في أجهزة الدولة المختلفة ونشر ثقافة حقوق الإنسان، ورفع مستوى الوعي بما ينص عليه الدستور والقوانين الوطنية، وكذا التزامات مصر الدولية في مجال حقوق الإنسان وما لكل فرد من حقوق وما عليه من واجبات.
مجموعة أورانج
واستقبل الرئيس السيسي كريستال هيدمان المدير التنفيذي لمجموعة "أورانج" العالمية للاتصالات، حيث تناول اللقاء استعراض جهود التعاون المشترك مع مجموعة "أورانج" العالمية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واستعراض سبل تعزيز التعاون مع مجموعة "أورانج" وزيادة استثماراتها في قطاع الاتصالات في مصر، خاصةً في ظل الفرص الضخمة التي يوفرها السوق المصري، وكذلك المبادرات المتعددة التي أطلقتها مصر خلال السنوات الأخيرة بهدف تحقيق نقلة نوعية في المجتمع عبر توطين التكنولوجيا والنهوض بمجال صناعة وتصميم الإلكترونيات، وكذلك البنية التحتية الحديثة التي باتت تتمتع بها مصر.
وكذلك عقد اجتماعا مع عدد من المسئولين، تناول متابعة تطورات الموقف التنفيذي لإمدادات التغذية الكهربائية للمشروع الزراعي العملاق "الدلتا الجديدة، وقد وجه الرئيس بالإسراع في خطوات استكمال التغذية الكهربائية الإضافية للمشروع القومي العملاق "الدلتا الجديدة" وفق الخطط الاستراتيجية للدولة للتوسع الأفقي في الأراضي الزراعية، وبما يساعد على استيعاب معدلات التنمية الآخذة في التوسع على مستوى رقعة الجمهورية، وتنوع الأنشطة العمرانية والصناعية والإنتاجية بها، مما يدعم قطاع الأمن الغذائي، ويساهم في فتح آفاق التصدير، وكذا توفير فرص العمل.
القمة الأفريقية الأمريكية
والثلاثاء الماضي، وصل الرئيس السيسي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن للمشاركة في فعاليات القمة الأمريكية الأفريقية.
واستقبل في مقر إقامته بواشنطن، أعضاء تجمع أصدقاء مصر في الكونجرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من المجالات، كما تم التطرق إلى التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بمستجدات القضية الفلسطينية، حيث أشاد أعضاء الكونجرس بالجهود المصرية الداعمة لعملية السلام، في حين أكد السيد الرئيس موقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، الأمر الذي يفتح آفاقًا للتعايش السلمي والتعاون بين جميع شعوب المنطقة.
كما التقى الرئيس السيسي في واشنطن مع أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، حيث اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا الأفريقية في ضوء القمة الأمريكية الأفريقية الحالية، حيث شدد الرئيس على أن القارة الأفريقية تحتاج إلى بنية أساسية قارية مكتملة الأركان تدعم تنفيذ الجهود والمبادرات التي تستهدف الدول الأفريقية، وليكن ذلك من خلال مشروع دولي ضخم يحشد الموارد والدعم من الدول الكبرى والخبرات التنموية العالمية لبلورة رؤية شاملة لتلك البنية الأساسية التي تعتبر حتمية لنجاح جهود التنمية في القارة.
كما تم التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، ذات الاهتمام المشترك خاصة قضية سد النهضة الأثيوبي، حيث أكد الرئيس بتمسك مصر بتطبيق مبادئ القانون الدولي ذات الصلة ومن ثم ضرورة إبرام اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد مليء وتشغيل السد للحفاظ على الأمن المائي لمصر وعدم المساس بتدفق المياه في نهر النيل الذي قامت عليه أقدم حضارة عرفتها البشرية منذ آلاف السنين، ومن جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي دعم بلاده لجهود حل تلك القضية على نحو يحقق مصالح جميع الأطراف ويراعى الأهمية البالغة التي تمثلها مياه النيل لمصر.
كما التقى بوزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، وذلك بمقر البنتاجون في واشنطن، مؤكدا حرص مصر على دعم شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، خاصةً ما يتعلق بالشق العسكري، وكذلك على الصعيد الأمني خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة والعالم، وفى هذا السياق تم التوافق خلال اللقاء على الاستمرار في تعزيز العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة باعتبارها صلب الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتدعم مسؤوليتهما وجهودهما المشتركة تجاه استعادة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط.
وشارك الرئيس السيسي، بمقر إقامته بواشنطن، في إفطار عمل مع عدد من القيادات الجمهورية بمجلس النواب الأمريكي، اللقاء شهد حوار متبادل بين السيد الرئيس والقيادات الجمهورية بمجلس النواب الذين حرصوا على الاستماع لتقديره تجاه مجمل الأوضاع الإقليمية بالشرق الأوسط، وكذلك القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما تناولت المناقشات مع أعضاء مجلس النواب الأمريكي من القيادات الجمهورية مستجدات قضية سد النهضة، ومن جانبه أكد الرئيس على موقف مصر الثابت الذي يهدف إلى صون أمنها المائي من خلال إبرام اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد وذلك لضمان التدفق الطبيعي التاريخي لمياه النيل إلى مصر، أخذًا في الاعتبار الاعتماد الكلي لمصر على نهر النيل كمصدر أساسي للمياه، وقد عبر الحضور من أعضاء مجلس النواب الأمريكي عن تفهمهم التام لشواغل مصر وموقفها من تلك القضية الحساسة التي تتعلق بالآمن القومي المصري.
كما التقى السيسى برئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفى، اليوم على هامش فعاليات القمة الامريكية الافريقية بالعاصمة واشنطن".
واستقبل الرئيس أيضا عدداً من قادة المنظمات اليهودية الأمريكية، حيث شهد اللقاء التوافق والتأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، مع التأكيد على أهمية تكثيف التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين تجاه مختلف الموضوعات والملفات الدولية.
وفيما يتعلق بقضايا المنطقة، أكد الرئيس لقادة المنظمات اليهودية الامريكية أن حل القضية الفلسطينية سيمثل خطوة عملاقة فى تاريخ المنطقة ويغير تماماً من واقعها المتأزم، لتبدأ مرحلة جديدة من السلام والتعاون والتنمية والتعايش السلمى". وأن مصر ستظل داعمة لأي جهد مخلص يضمن التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية استناداً إلى قرارات ومرجعيات الشرعية الدولية وحل الدولتين على نحو يضمن الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطين.