الأحد 28 ابريل 2024

هزيمة تضع الفيفا على المحك

مقالات15-12-2022 | 20:42

أثلج صدور المغاربة بشكل عام الاحتجاج القوي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (الاتحاد) على تحكيم المكسيكي سيزار أرتورو راموس بالازويلوس مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الفرنسي، وحرمان أسود الأطلس في نصف النهائي من ضربتي جزاء كان بالإمكان أن تغير الكثير من الأمور.

لقد جاء الاحتجاج الرسمي ليؤكد أن افتخار المواطنين المغاربة بمنتخبهم حتى بعد الهزيمة لم يكن مبالغا فيه، وأن الحالة الخاصة التي يعيشونها طبيعية، إنهم لا يعتبرون الهزيمة أمام فرنسا نهاية سيئة لمسلس جميل، لهذا كانت ليلية أمس الأربعاء حالمة.  

ففضلا عن الاتصال الهاتفي من قبل جلالة الملك محمد السادس، بالمدرب وليد الركراكي، والعميد غانم سايس، وتهنئته لهما ولمختلف عناصر المنتخب المغربي لحضورهم المشرف، ولشكرهم لأنهم رفعوا رؤوس أبناء وطنهم عاليا، تحدى المواطنون المغاربة سوء الأحوال الجوية والأمطار وخرجوا إلى الشوارع ومختلف الأماكن العامة للاحتفال بما حققه أسود الأطلس في مونديال قطر 2022.  

لا شك أنه كان في إمكان أسود الأطلس تحقيق نتيجة أفضل ضد المنتخب الفرنسي لو كان الحكم المكسيكي سيزار أرتورو ومعه حكام الفار عادلين ومنحوا المنتخب المغربي ما كان يستحقه. 

صراحة أثر التغاضي عن ضربتي جزاء لصالح المنتخب المغربي في وقت كان خلاله المنتخب المغربي متأخرا بهدف لصفر على النتيجة، لكنه لم يغير منسوب السعادة والافتخار بأبناء المغرب البررة. 

المهم أن ليلة المغاربة لم تكن سوداء كما توهم مهندسو الهزيمة الذين أوقفوا المسيرة الناجحة والمشرفة لكل العرب والأفارقة، مسيرة لاعبين ومدربا أبهروا العالم. 

كانت مواصلة الاحتفال بمنتخب رفع رؤوس الجميع عاليا تحولا، وإنذارا في الوقت نفسه.  وإذا نجح من صنعوا النتيجة في الظل في إيقاف عملية وضع حد للثنائية القطبية في عالم كرة القدم اللعبة الأولى عالميا، والتي ظلت تتأرجح بين أوروبا وأمريكا اللاتينية، فإنهم لن يوقفوا ذلك إلى الأبد إذا آمنت منتخبات خارج الثنائية القطبية بقدراتها وعملت من أجل تضييق المنطقة المحرمة مثلما فعل أسود الأطلس. 

إن المغاربة يقرون بأن المنتخب الفرنسي يستحق الوجود على رأس الهرم الكروي العالمي، ويقرون أيضا بأن هذا المنتخب سرق موقعا في نهائي مونديال قطر، لأنه فاز بفعل فاعل. 

ما حدث في نصف نهائي المونديال يضع سمعة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" على المحك من جديد، فبعد الفضائح المالية والتلاعبات التي سارت بذكرها الركبان قد يدخل هذا الجهاز مرحلة صنع النتائج والأبطال في حال واصلت كرة الثلج دحرجتها واتسعت دائرة من قمعوا الانتفاضة المغربية، إلى أن يثبت العكس يظل المواطنون المغاربة مقتنعين بأن أيادي خفية لعبت لعبتها وأوقفت المسيرة الناجحة لمنتخبهم. 

ليست لدنا دلائل حتى الآن ولا نتهم أحدا، لكن ما عجت به مواقع التواصل الاجتماعي محير فعلا، ومسلسل التأويل والتحويل مازال متواصلا، والمغاربة لا يستبعدون أن يكون ما حدث في مباراة عمرها 90 دقيقة، نتيجة لأحداث ووقائع وأمور كثيرة، في مقدمتها حضور الريس الفرنسي مانويل ماكرون في نصف النهائي في حين اعتاد القادة الحضور حين تكون منتخباتهم طرفا في مباراة النهائي، مقابل إلغاء 7 رحلات خاصة للمشجعين المغاربة استجابة لطلب السلطات القطرية، وعدم ظهور أمير قطر الشيخ تميم في المباراة بعد أن  كان يحضر كل مباريات المنتخب المغربي ويعبر رفقة عائلته عن فرحه بإنجازات أسود الأطلس.  

أكيد سيكون للدقائق التسعين ما بعدها، ومثلما أسال حضور المغرب اللافت في المونديال مدادا كثيرا ستسيل الهزيمة بالطريقة إياها مداد أكثر وتسير بذكرها مواقع التواصل الاجتماعي.

رئيس تحرير صحيفة الصحراء المغربية

Dr.Randa
Dr.Radwa