كشف تقرير سري أعدته وزارة الدفاع الألمانية وقدمته إلى لجنة الدفاع البرلمانية، أن الجيش يعاني من قصور في الأسلحة والمعدات والعمليات ولم يعد قادراً على مساندة الناتو في مهامه حول العالم.
وقال التقرير إنه لا يمكن للجيش الألماني أداء واجبات حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلا في نطاق محدود، إذ يواجه صعوبة كبيرة في الوفاء الكامل بالتزاماته الدولية تجاه الحلف، لافتا إلى أن البحرية الألمانية لن تتمكن من إرسال حتى سفينة إلى بعثة الأمم المتحدة قبالة لبنان.
وذكر التقرير أن الوضع المادي ومستوى التدريب في الجيش الألماني سيئ، مشيرا إلى أن أسلحة ومعدات الحرب الثقيلة قديمة بما يكفي وتحتاج إلى إصلاح وأن هناك نقصا في الذخيرة والمعدات العسكرية الأساسية، حتى الجوارب الحرارية للجنود غير كافية، وفقا لما نشرته موقع قناة "إن.تي.في".
كما فنّد التقرير المشكلات المتعلقة بالأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة على السفن الحربية واحدة تلو الأخرى .. مشدداً على ضرورة إعادة التأهب العملياتي للقوات المسلحة.
يضاف ذلك إلى ما نشرته صحيفة سود دويتشه تسايتونج الألمانية، قبل أيام نقلاً عن رئيس المجموعة الألمانية-الفرنسية لشركات الدفاع "كي إن دي إس"، فرانك هاون، الذي قال إن الجيش الألماني يعاني حالياً أزمة مادية في جوانب عديدة، ويفتقر إلى كل شيء تقريباً.
وقال: "إذا نظرنا إلى الحرب في أوكرانيا فسنرى أولاً وقبل كل شيء أننا نفتقر إلى المدفعية".
من جهتها، قالت إيفا هوجل مفوضة البوندستاج لشؤون الدفاع إن: "ألمانيا لا تحدث قواتها المسلحة بشكل سريع، وقاعدتها المادية الآن أسوأ مما كانت عليه قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لأن كثيراً من الأسلحة أُرسلت إلى كييف".
وأشارت إلى أن الميزانية الإضافية التي خُصصت في فبراير الماضي، لشراء معدات وذخيرة ومعدات جديدة وتطوير أنظمة جديدة لا يجري صرفها بالسرعة الكافية.
وأضافت: "ألمانيا بحاجة إلى شراء ذخيرة بقيمة 20 مليار يورو لتأمين قواتها المسلحة بالكامل، والجنود لا يُزوّدون دائماً بالملابس اللازمة".
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز، خاطب البرلمان في فبراير الماضي .. معلناً عن خطط غير مسبوقة لإطلاق استثمار ضخم بقيمة 100 مليار دولار من أجل تطوير الجيش الألماني وإعادة معداته العسكرية إلى المستوى الاعتيادي، بعد عقود من الاستنزاف منذ نهاية الحرب الباردة.