الأربعاء 15 مايو 2024

في ذكرى وفاته.. صلاح عبد الصبور صاحب المأساة

13-8-2017 | 16:47

كان ديوان "الناس في بلادي" لصلاح عبد الصبور، هو أول ديوان لشعر «التفعيلة» أو الشعر الحديث، يلتفت إليه النقاد والقراء، نظرًا لما فيه من صور بكر تحمل بصمته الخاصة والتي جعلته يربو إلى مكانة هامة كأحد فرسان شعر التفعيلة بجانب نازل الملائكة وبدر شاكر السياب.

قدم صلاح عبد الصبور بعد أن استطاع زرع لغم في أرض القصيدة العربية ففك عنها قيودها، عدد من دواوين الشعر التي ساهمت في بناء المكتبة العربية، فتميز ديوانه "الناس في بلادي" والذي كان أول نتاجه الأدبي، باستخدامه للمفردات اليومية الشائعة, وثنائية السخرية والمأساة، وامتزاج الحس السياسي والفلسفي بموقف اجتماعي انتقادي واضح، قدم بعد ذلك "أقول لكم، تأملات في زمن جريح، أحلام الفارس القديم، شجر الليل، الإبحار في الذاكرة".

لم يكتفِ صلاح عبد الصبور خلال مسيرته بما قدمه من شعر ومساهمته في تطوير القصيدة العربية، ولكن سرعان ما انطلق إلى ارض جديدة فكان من  أوائل من أسسوا للمسرح الشعري في مصر، وقدم في ذلك خمس مسرحيات شعرية: الأميرة تنتظر، مأساة الحلاج، بعد أن يموت الملك، مسافر ليل،  ليلى والمجنون".

وتميزت جميع أعمال عبد الصبور المسرحية ببعد سياسي واضح، كما غلب عليها الطابع الفلسفي نتيجة تأثره بكتابات بعض المتصوفة أمثال محيي الدين أبن عربي.

صلاح عبد الصبور المولود في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق رحل في مثل هذا اليوم 13 أغسطس عام 1981، بعد أن تعرض لأزمة قلبية إثر مشاجرة كلامية ساخنة مع الفنان الراحل بهجت عثمان، في منزل صديقه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وكان عبد الصبور يزور حجازي في منزله بمناسبة عودة الأخير من باريس ليستقر في القاهرة.

تقول أرملة صلاح عبد الصبور السيدة سميحة غالب: "سبب وفاة زوجي أنه تعرض إلى نقد واتهامات من قبل أحمد عبد المعطي حجازي، وبعض المتواجدين في السهرة وأنه لولا هذا النقد الظالم لما كان زوجي قد مات".

وأضافت: "اتهموه بأنه قبل منصب رئيس مجلس إدارة هيئة الكتاب، طمعًا في الحصول على المكاسب المالية، متناسيًا واجبه الوطني والقومي في التصدي للخطر الإسرائيلي الذي يسعى للتطبيع الثقافي، وأنه يتحايل بنشر كتب عديمة الفائدة، لئلا يعرض نفسه للمساءلة السياسية".

بجانب نتاجه الشعري والأدبي الهام، تقلد عبد الصبور عددًا من المناصب الهامة كان أخرهم رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، كما عمل بالتدريس وبالصحافة وبوزارة الثقافة، وساهم في تأسيس مجلة فصول للنقد الأدبي، فضلًا عن تأثيره في كل التيارات الشعرية العربية الحداثية.

    Dr.Radwa
    Egypt Air