استضافت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء الماضي القمة الأمريكية الأفريقية، والتي عقدت بالعاصمة واشنطن، واستمرت حتى يوم أمس الخميس.
وخلال النسخة الثانية من القمة، والتي عقدت بعد غياب ثمان سنوات من القمة الأولى، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإلتقاء بعدد من المسئولين و رجال الأعمال الأمريكيين، والذين كان على رأسهم الرئيس جو بايدن.
تلك اللقاءات أوضحت للكثيرين مدى المكانية الاستراتيجية التي تحظى بها مصر على الساحة الدولية، وهو ما مثل للكثيرين بشرة خير عن امكانية جني مصر لعدد من المكاسب التي من شأنها جعل البلاد تجاوز تلك التحديات و الظروف التي تقاسيها منذ زمن ليس بالقريب.
ثمار القمة
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، أن هذه القمة تعيد الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى إلى القارة الأفريقية بعد غياب دام أكثر من ثمان سنوات، حيث عقدت آخر قمة بين الطرفين في العام 2014، مضيفا أن هذه العودة الأمريكية مرتبطة ببعض الثمار التي سوف تجنيها مصر و القارة الأفريقية خلال الفترة القادمة.
و أوضح سمير أن تلك الثمار مرتبطة بتخصيص الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من 55 مليار دولار للاستثمار في القارة الأفريقية خلال السنوات الثلاثة القادمة، مضيفا أن الرئيس الأمريكي (جو بايدن) دعا إلى أن يكون الاتحاد الأفريقي ضمن المشاركين في قمة العشرين، والتي تتشكل من الدول العشرين ذات الاقتصاد الأقوى في العالم.
و أضاف خبير العلاقات الدولية في هذا السياق، أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت لأول مرة التزامها و استعدادها بأن يكون لأفريقيا مقعد دائم في مجلس الأمن، وهو ما يمثل مكسبا كبيرا لمصر، وذلك لأنها أكبير الدول الأفريقية التي يمكن أن تشغل هذا المقعد، حيث أنها تعد دولة أفريقية عربية بحر متوسطية و شرق أوسطية، وهو ما سوف يمثل فرصة كبيرة لمصر لكي تحصل على هذا المقعد، خاصة أنها كانت مرشحة للحصول على مقعد ثابت في هذا المجلس سنة 1945، ولكن تم استبدالها بفرنسا في اللحظات الأخيرة باعتبارها احدى دول الحلفاء.
انفراجه اقتصادية تلوح في الافق
و أكد سمير، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال الإلكترونية، أن الولايات المتحدة ستقيم شراكات مع الدول الأفريقية في مجالات في غاية الأهمية ، كأمن الطاقة، والأمن الغذائي، والتحول الرقمي، والاقتصاد الأخضر، والبنية التحتية، مضيفا أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجلسة المخصصة لأمن الغذاء أكدت إلى أي درجة ستستفيد القارة السمراء من علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال، سواء في تخفيض أسعار الغذاء، أو في تقليل الفائدة على الشروط، أو إعادة جدولة القروض، أو حتى مبادلة القروض، وهو ما سوف يعود بالمكاسب على مصر بالتبعية.
جولة جديدة و استثمارات أكثر
واستكمل سمير حديثه قائلا أن هذه القمة هي جولة أخرى لمؤتمر المناخ، كوب 27، والذي استضافته مصر في نوفمبر الماضي، حيث أبرزت إلى أي مدى تكمن مكانة مصر على الصعيد العالمي خاصة في ملفي المناخ و الحفاظ على الكوكب، وفي ملف الأمن الغذائي، والذي طرح فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي رؤية مصر وأفريقيا لحل هذه القضية.
و وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن مصر هي أكبر دولة في أفريقيا تتلقى الاستثمارات الأمريكية، حيث تبلغ استثمارات الولايات المتحدة في مصر، 33% من اجمالي استثمارات الولايات المتحدة في أفريقيا، مضيفا أن الرئيس السيسي يسعى لزيادة هذه الاستثمارات خلال الفترة القادمة أكثر و أكثر، وذلك من خلال الاجتماعات التي قام بها مع رجال الأعمال الأمريكيين، من خلال الاجتماع الذي نظمته غرفت التجارة الأمريكية و مجلس الأعمال المصري الأمريكي.
وتحدث سمير عن اللقاءات التي أجراها السيسي مع وزيري الخارجية و الدفاع الأمريكيين، مؤكدا أن تلك اللقاءات توضح مدى الاهمية الاستراتيجية التي تحظى بها مصر لدى صانع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن هذا سوف يؤسس لشراكة مستقبلية ما بين مصرو الولايات المتحدة الأمريكية.