أكد مدير مركز الدراسات والأبحاث المتعلقة بالإرهاب التابع للاتحاد الأفريقي إدريس لعلالي لخضر أن تجربة مصر في مكافحة الإرهاب أظهرت نجاعة السياسة التي تبنتها والتي ارتكزت على الحفاظ والحماية والمنع (العمل الاستباقي)، مما أدى إلى تحييد المخاطر التي تحوم حولها من الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وعدم استقرار بعض دول الجوار.
وأوضح لعلالي لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، أن تجارب الدول الناجحة في مجال مكافحة الإرهاب لابد من تعميمها على باقي الدول الأفريقية، مشددا على أهمية التفريق بين الدول التي عانت من الإرهاب وبين تلك التي شهدت الإرهاب ونجحت في التعامل معه والانتصار عليه.
وأضاف أنه عندما تطالب وتنادي الدول بالحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، فلابد من الاستفادة من تجارب الدول الأفريقية الناجحة في مجال مكافحة آفة الإرهاب؛ وهما مصر والجزائر.
ودعا مدير مركز الدراسات والأبحاث المتعلقة بالإرهاب التابع للاتحاد الأفريقي إلى ضرورة تبني رد فعل فعال وموحد للتصدي لخطر الإرهاب في ظل توسع وتمدد رقعة الإرهاب، حيث طال هذا العام دولا لم تكن تشهد حوادث إرهابية من قبل مثل توجو وبنين وبوركينا فاسو، أي أن هناك انتشارا للإرهاب في الأقاليم الخمسة الأفريقية، ولكن إقليم الشمال أقل بكثير من الأعوام الماضية.
وتابع قائلًا " إن بؤرة تنظيم داعش الإرهابي ترتكز في منطقة الساحل وغرب ووسط أفريقيا، والتي تمددت ومهدت الطريق لانتشار الإرهاب في إقليم منطقة الجنوب؛ فالجماعات الموجودة في موزمبيق (التي تقع في جنوب شرق أفريقيا) باتت تشكل بمثابة الدعم لتنظيم داعش ".
واستطرد قائلا "إنه تم ملاحظة الانتشار والتنسيق بين الجماعات الإرهابية، فضلا عن ظهور تحدي أمني جديد متمثل في قوات المرتزقة والشركات الأمنية الخاصة التي تنشط في بعض مناطق أفريقيا ".
ونوه مدير مركز الدراسات والأبحاث المتعلقة بالإرهاب التابع للاتحاد الأفريقي إلى أن كل هذه المخاطر تستدعي اليوم الاعتراف بحجم خطورة هذا الوضع، ومراجعة آليات المواجهة، وتعزيز تلك المعمول بها وتحديد نقاط الضعف والعمل على حلها، فضلا عن تنسيق الجهود والعمليات الأفريقية لمواجهة الإرهاب.
وأشار مدير المركز الأفريقي للدراسات والأبحاث المتعلقة بمكافحة الإرهاب بالاتحاد الأفريقي إلى أن تواجد المرتزقة في ليبيا وفي موزمبيق يشكل خطرا حقيقيا ويهدد استقرار هذه الدول والمنطقة برمتها.
وشدد إدريس لعلالي على أن التدخل الأجنبي له تأثير سلبي على وحدة وسيادة الدول، ويساهم في زيادة عدد الإرهابيين، لأن المواطن يصبح لديه اختيارين لا ثالث لهما؛ إما أن ينضم للجانب الأجنبي المتمثل في شركات الحراسة الخاصة والمرتزقة أو الانضمام للجماعات الإرهابية لأنه يرى الدولة عاجزة عن بسيط سيادتها.
وأضاف أن بيانات مركز الدراسات والأبحاث المتعلقة بالإرهاب التابع للاتحاد الأفريقي أظهرت تسجيل أكثر من 7 آلاف هجمة إرهابية من يناير عام 2017 وحتى ديسمبر 2021.