الخميس 13 يونيو 2024

مقالات18-12-2022 | 21:22

للكاتبة أحلام مستغانمي عبارة شهيرة نشرتها قبل أعوام في اليوم العالمي للغة العربية،..قالت "لو تدري اللغة العربية ماذا فعلت بنا أربعة  أحرف من أبجديتها، لقدمت في يومها العالمي اعتذاراً للعشاق العرب عما لحقت بهم كلمة أحبك من أذى".

ولا أعرف لما ولا كيف أخذتني هذه الكلمات لعقد مقارنة عن ماهية الحب بين الشرق والغرب،.. فرغم اختلافي الشاسع مع المفاهيم والمعتقدات الأجنبية خاصة في كل ما تربطه صلة قرابة بالعلاقات العاطفية إلا أنني أحترم بشدة  مقدار صراحتهم في عالم المشاعر.. ذلك كونهم يتقنون لغات العشق بطلاقة، ويفرقون جيداً بين المفردات الغرامية ،.. فهناك اختلاف بين الإعجاب والحب، واختلاف أكبر بين الحب والزواج.. فليس كل انجذاب يعني علاقة وجدانية ليس لها نهاية.. ولا أي ارتباط يعني حكاية حب أبدية لن ولم تنتهي إلا بموت أحد طرفيها.. فقط، أريد الزواج منك، هي العبارة الوحيدة التي تعني أن حبك تسلل بين الذات والفؤاد لشخص ما ودون وجودك أبداً لن يحيا أو يكون.

وسرعان ما عدت لحالة البؤس العاطفي الذي تعيشه عدد ليس بقليل من النساء العربيات جراء تصديق حرفي الحاء والباء من رجال استغلوا كل ما جاء من مفردات لغوية في قاموس العواطف، للتنزه على ضفاف مشاعرهن لبعض الوقت، وما أن سئموا الفسحة حتى لملموا أحاديث الهيام التي سبق وبعثروها ليل نهار على أرضية قلب من أجل الوصول لغاية لا تحكى.. لا تكتب.. أو تقال.

 الاستخدام الخاطئ للفظ "احبك" من قبل بعض الرجال، لم يلحق أذى بواقعنا نحن الشرقيات فحسب بل أساء للغتنا العربية العريقة  التي تحمل كل مفردات القيم النبيلة.

فاللغة يا سادة لم ولن تكن أبداَ أداة للتواصل فحسب أنما دليل هوية، معتقدات، أفكار، وسلوك،.. والغريب أن من يسيئون لألفاظها العاطفية منقسمون لفريقين أحدهما مبهور بالغرب ويقلده في المظاهر وكل ما هو خاطئ وأخر ينتقد رؤيته للحرية و بينما يستغل هو كلمات الحب ليعيش الحرية العاطفية سراً.. وكلاهما يغفل أو يتغافل عن صدق الغرب في التعبير عن المشاعر.

ليتنا ننتهز الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، لنعيد لكلمة "أحبك" هيبتها الوجدانية، ونبدأ حملة إعلامية، ثقافية، تعليمية، دينية لتعريف الكبار قبل الصغار بالمعنى الصحيح للحب.