تشهد محافظتا الأقصر والفيوم، بعد غد، ظاهرة فلكية تؤكد عبقرية القدماء المصريين في العلوم الفلكية، حيث تشرق أشعة الشمس على المحور الرئيسي لمعابد الكرنك بالأقصر، وقدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم، وذلك تزامنا مع يوم الانقلاب الشتوي "21 ديسمبر"، الذي يعد إيذانا ببدء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
وقال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية الدكتور جاد القاضي - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين - إن المعهد بالتعاون مع الجهات المعنية بمحافظة الأقصر سينظم، غدا /الثلاثاء/، أمسية فلكية عن تعامد الشمس على المعابد المصرية، وكذلك فعاليات رصد لصفحة السماء باستخدام التليسكوبات الفلكية الصغيرة، وذلك بمكتبة مصر العامة في الأقصر.
وأضاف أنه خلال الندوة وفعاليات الرصد سيقوم علماء وباحثون متخصصون من المعهد بشرح وتفسير حيثيات تلك الظاهرة للحضور، والإجابة على تساؤلاتهم واستفساراتهم.
وأشار إلى أن علماء المعهد سيقومون كذلك بتنظيم فعالية لرصد ظاهرة تعامد الشمس ببهو الأعمدة بمعابد الكرنك بالأقصر، بعد غد، حيث ستشرق على المحور الرئيسي لمعابد الكرنك بالأقصر، في نحو الساعة السادسة و30 دقيقة صباحا، وذلك تحت إشراف وتنسيق وزارة السياحة والآثار وهيئة التنشيط السياحي بالأقصر.
يذكر أن الانقلاب الشتوي لعام 2022 سيحدث، بعد غد الأربعاء، في حوالي الساعة 11:48 مساء بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، ويستمر نحو 89 يوما و20 ساعة و44 دقيقة، وفي هذا اليوم يميل القطب الجنوبي للأرض نحو الشمس، وتكون أشعتها عمودية تماما على مدار الجدي عند خط عرض 23.44 درجة جنوبا.
وظاهرة تعامد وشروق أشعة الشمس على المعابد المصرية تؤكد دراية القدماء المصريين بالحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث كانوا يقومون بتشييد المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية أو حدث يسجل مولد الإله أو لتسجيل أحداث فلكية، كما في معبد أبوسمبل الكبير بأسوان، والذي يسجل فيه التعامد بدء فصلي الزراعة والحصاد.
ومن المعروف عن القدماء المصريين اهتمامهم بالضوء وأهميته في إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، ذلك المكان الذي اعتبر الحرم المقدس للإله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول واللاحركة، ولذلك كان من الضروري توفير أكبر قدر من الضوء في ساحات المعبد المختلفة، خاصة في فصل الشتاء، حيث البرودة الشديدة وقصر ساعات النهار.